قد لا يكون محصول جوائز الأوسكار للأفلام التي عرضت في العام 2002 صحيا جدا، غير أنه مثير للاهتمام على كل حال.
بقافلة وسطية (بين بين) عامة، أنتج العام 2002 عددا ضئيلا من المرشحين الذين يبدون تقليديين، ومجموعة أكبر من المحتمل ترشيحهم من المغمورين المبهمين التواقين الذين قد ينزلون إلى السباق لا لشيء إلا نقص المادة الأوسكارية الحقيقية.
إن موسم الجوائز في هوليوود الذي سيبلغ ذروته في 23 مارس/ آذار المقبل بتوزيع الجوائز، يقدم خليطا من الحرس القديم الذي سبق وفاز بالأوسكار - من أمثال جاك نيكلسون وميريل ستريب - وممثلين عريقين من الذين لم يسبق لهم الفوز (مثل سلمى حايك في فيلم «Frida» وكريس كوبر في فيلم «Adaptation» وفائزين سابقين يعودون إلى السباق بعد غياب طويل (نيكولاس كيج وبل نيومان) ووجها جديدا على الأقل هو ديريك لوك في دور البطولة في «Antwone Fisher».
إلى جانب الأفلام الرصينة التي تفوح منها رائحة الأوسكار مثل الملحمتين الإجراميتين «عصابات نيويورك» «Road To Perdition» و«الطريق إلي الهلاك» أو الرواية العاطفية المقتبسة عن عمل أدبي «The Hours»»، يشمل الميدان الفيلم الموسيقي الاستعراضي «شيكاغو» والفيلم الخيالي «سيد الحلقات: البرجان» والميلادراما قديمة الطراز «Far From Heaven» والفيلم الخرافي الممتع «Adaptation».
وستعلن ترشيحات الأوسكار في 11 فبراير/ شباط المقبل. وفي ما يلي الترشيحات المحتملة للجوائز الرئيسية:
أفضل الأفلام
«The Hours»: اقتباس فني حققه ستيفن والدري لرواية حائزة على جائزة بوليترز يربط بين قصص عن فيرجينيا وولف، وربة منزل بائسة في خمسينات القرن الماضي، وامرأة عصرية مضطربة. الفيلم مرشح محتمل إلى جانب فيلمين عن المافيا الأميركية - الإيرلندية، الأول «عصابات نيويورك» لمارتين سكورسيزي، والثاني «الطريق إلى الهلاك» لسام منديس.
وفيلم «سيد الحلقات: البرجان» لبيتر جاكسون، فيه أكشن أكثر وعمق أقل من الحلقة السابقة في السنة الماضية، إلا أنه قد يجلب ترشيحا جديدا لهذ المسلسل السينمائي.
والأرجح ن فيلم «Spider-Man» لسام رايمي الذي حقق أعلى الإيرادات هذه السنة، سيعتبر بوبكورنا صيفيا لا يستحق أخذه جديا على صعيد جائزة أفضل فيلم.
ومع أن فيلم «شيكاغو» لروب مارشال مسل وهو من الوزن الخفيف، إلا أنه مسل على النحو الكافي ليسير في خطى «Moulin Rouge» في السنة الماضية كفيلم موسيقي استعراضي يستحق الترشيح.
وفيلم المغامرات «Catch me if you Can» لستيفن سبيلبرغ قد يفتقر إلى الزخم، إلا أنه خفيف الدم وحظه في الترشيح للأوسكار أفضل من حظ فيلم سبيلبرغ الخفيف الآخر لهذه السنة «Minority Reoprt» ويحمل وصمة الانتماء إلى أفلام الخيال العلمي التي لا يحبذها المقترعون على الجوائز.
أما فيلم «پreek Wedding» الذي سجل نجاحا مذهلا هذه السنة فهو فيلم رومانسي مسل، أحبه الجمهور كثيرا ولكنه من وزن الريشة بالنسبة للمقترعين أيضا.
والترشيحات المحتملة الأخرى هي: «Antwone Fisher» وهو أول فيلم يخرجه دنزيل واشنطن ويروي قصة حقيقية ليتيم يجد العزاء في رعاية طبيب أمراض نفسية في سلاح البحرية، و«Frida» فيلم جولي تايمور المتأجج عن السيرة الذاتية للفنانة التشيكية المكسيكية فريدا كاهلو، و«Far From Heaven» العمل التصويري الضخم لتود هاينس الذي يعيدنا إلي أسلوب دوغلاس سيرك الميلودرامي الذي درج في الخمسينات الماضية، وفيلم «About Schmidt»، الدرامي الكوميدي القاتم الذي صنعه ألكساندر باين عن مراجعة النفس في مرحلة متأخرة من الحياة، وفيلم «Adaptation» آخر الطبخات السينمائية الغريبة من الكاتب تشارلي كوفمان والمخرج سبايك جونز اللذين سبق وان عملا معا في «أن تكون جون مالكوفيتش» و«The پuiet American» السرد المتقن الذي يقدمه فيليب نويس لرواية غراهام غرين عن الإمبريالية الأميركية في فيتنام الخمسينات، و«The 52th Hour» الذي يتتبع فيه سبايك لي آخر يوم حر لتاجر مخدرات حقير متجه إلى السجن، و«The Pianist» الذي يعود فيه رومان بولانسكي إلى الساحة بقصة عن الهولوكست والذي فاز بالجوائز في مهرجان كان السينمائي في الربيع الماضي.
أفضل ممثل
دانيال داي - لويس الفائز السابق بالأوسكار الذي سيصعب التغلب عليه، مقدما في أدائه أحد أعتى أشرار الشاشة ومع ذلك أكثرهم جاذبية في فيلم «عصابات نيويورك». وشأنه شأن الفائز السابق بالأوسكار مري ابرامز - الذي مثل دور الشرير سالييري في فيلم «أماديوس» فان داي لويس يطغى بأدائه على أداء بطل «عصابات نيويورك» ليوناردو دي كابريو، الذي اضافة إلى احتمال ترشيحه في هذا الفيلم، له حظ الترشيح في فيلم «Catch me if you can».
جاك نيكولسون الفائز بالأوسكار ثلاث مرات يحتمل ترشيحه أيضا لدوره في «About Schmidt»، كذلك توم هانكس الفائز مرتين قد يرشحه فيلم «الطريق إلى الهلاك» للمرة الثالثة، ومايكل كين لدوره في فيلم «The پuiet American».
والدور المزدوج الذي يؤدي نيكولاس كيج في فيلم «Adaptation» قد يؤدي إلى ترشيحه للمرة الثانية بعد فوزه بالجائزة في العام 1995م لدوره في فيلم «Leaving Las Vegas». واحتمالات الترشيح واردة أيضا لكل من ديريك لوك وادوارد نورتون وريتشارد غير ودنيس كويد وادريين برودي وسام روكويل وروبين وليامز وآل باتشينو وكيفين كلاين وبيرس بروزنان وجون كوساك.
أفضل ممثلة
نيكول كيدمان التي تلعب دور فيرجينيا وولف، والفائزة مرتين ميريل ستريب التي تلعب دور نسخة معاصرة لفيرجينيا وولف باسم السيدة دولاواي، وكلاهما في فيلم «The Hours».
ونجمتهما المشاركة جوليان مور تروج لها موزعة الفيلم شركة بارامونت لجائزة أفضل ممثلة مساعدة لتفادي التضارب مع أدائها القوي في Far from heaven» الذي قد يرشحها لجائزة أفضل ممثلة.
وتبرز سلمى حايك كمتنافسة قوية في نجوميتها لفيلم «Frida». وقد تسير رينيه زيلويغر بأدائها الحماسي في شيكاغو» فى خطي نيكول كيدمان، نجمة «مولان روج» كالممثلة الثانية بالتوالي على الترشيح لفيلم موسيقي. وكانت زيلويغر قد رشحت في السنة الماضية أيضا لدورها في فيلم «Bridget Joness Diary».
وقد تفتح أبواب الترشيح أيضا لفلتات الشوط في الميدان غير الرحب لكل من ديان لين وجنيفر أنيستون وماغي غيلنهال وسامنتا مورتون.
أفضل ممثل مساعد
إذا أعطيت الجائزة للأدوار في أكثر من فيلم واحد فان جون سي رايلي هو المحبذ لأدائه الملفت في أفلام «عصابات نيويورك» و«ذي آورز» و«شيكاغو». إلا أن أدواره على حدة في كل من تلك الأفلام قد تكون أصغر مما يلفت أنظار أفراد أكاديمية الصور المتحركة التي يقترع أعضاؤها على الترشيحات.
ويبدو بول نيومان رهانا جيدا لحضوره الأنيق في «الطريق إلى الهلاك». وقد يفوز بالترشيح متغلبا على النجم الآخر للفيلم توم هانكس الذي يقدم أدا مرموقا في «Catch me if you can».
ومن المرشحين المحتملين الأقوياء في هذه الفئة كريس كوبر في «Adaptation» وإد هاريس في «The Hours».
ومن الاحتمالات الأخرى: ألفرد مولينا ودنزيل واشنطن وايان ماكيلن وفيغو مورتنسن (في سيد الحلقات البرجان). ودستن هوفمان ودنيس كويد ودنيس هايسبرت وباري ببر وكريستوفر بلامر.
أفضل ممثلة مساعدة
قد تكون المنافسة بين ميريل ستريب وجوليان مور، الأولى لدورها في «Adaptation» والثانية في «The Houre» ومور في «Far from Heaven». وفي الشوط أيضا كاميرون دياز في «عصابات نيويورك»، وكذلك الفائزة السابقة بالأوسكار كاتي بيتس في «About Schmidt» وكاثرين زيا - جونز في «شيكاغو».
ومن الترشيحات المحتملة الأخرى: باتريشيا كلاركسون وميراندا ريتشاردسون وميشيل فايفر وسوزان ساراندون وسامنثا نورتون واميلي واطسون.
أفضل اخراج
الغريب أن مارتين سكورسيزي لم يفز بجائزة الأوسكار حتى الآن. وقد تكون هذه السنة سنته لإخراجه فيلم «عصابات نيويورك»، وهو ليس أفضل أفلامه في مطلق الأحوال إلا أنه يحتوي على مزيج قوي لمعالم أفلامه السابقة وكذلك الطابع الملحمي الذي يحبه أعضاء الأكاديمية المانحة.
ويأتي في الترتيب الثاني سامنديس - الفائز سابقا في «الطريق إلى الهلاك». وقد يقف في صف الترشيح بيتر جاكسون لفيلمه «سيد الحلقات: البرجان» الذي هو الجزء الثاني من ثلاثي أفلام «سيد الحلقات».
والاحتمالات الأخرى هي: ستيفن دالدراي في «The Hours» وألكساندر باين في «About Schmidt»، وتود هاينز لـ «Far from Heaven» ودنزيل واشنطن لـ «Antwone Fisher» وستيفن سبيلبرغ «Catch me if you can» أو «Minority Report» ، وسام رايمي لـ «Spider-Man»، وسبايك لي لـ «Adaptation»، ورومان بولانسكي لـ «The Pianist» ، وفيليب نويس لـ «The پuiet American»، وروب مارشال لـ «شيكاغو»
العدد 128 - السبت 11 يناير 2003م الموافق 08 ذي القعدة 1423هـ