لقد أفتى الكثيرون في موضوع حوادث شارع المعارض، ففريق دافع عن أن هذه الحوادث إنما تنم عن وضع اجتماعي تربوي خطير، ويجب مشاركة جميع الجهات ذات الاختصاص لعلاج هذه الظاهرة غير المحمودة العواقب. فتقوم وزارة التربية ومؤسسة الشباب والرياضة والجمعيات والأندية الثقافية بجانب توعوي لا يقل أهمية عن الجانب التربوي الذي تقوم به وسائل الاعلام والتربية الأسرية.
وهذا رأى فيه كثير من العقلانية وقد لمس الواقع بكل عقلانية وحياديه، ولأجهزة الأمن دور آخر مكمل إذ أنها منوط بها دور حفظ الأمن بالسبل الحضارية المتعارف عليها مثل تواجد رجال الأمن في المكان المتوقع حدوث مثل هذه الأعمال فيه والوقت المتوقع وتوخّي الحيطة والحذر في عدم الاثارة.
هذا رأي فيما حدث، وأما الطامّة الكبرى فهو الزعم بأن هذه الحوادث مدبرة، دعونا نتحدث ونحلل بصراحة من هو المستفيد من افتعال هذه الحوادث إن كانت مرتبة مسبقا ؟
إن اللغط الذي في أذهان بعض الذين يتصيدون في الماء العكر باقحام الجمعيات السياسية في هذا الموضوع، وتوجيه الاتهامات غير الواقعية بشكل مباشر وغير مباشر لها، ليؤكد على أن هذه العقليات مازالت تعمل في الظلام وتعمل على إثارة الكثير من القضايا.
إن إثارة مثل هذه الحوادث في الوقت الذي تؤكد من خلاله هذه الجمعيات على جمع الصفوف وتوحيد الكلمة لدعم المشروع الاصلاحي، توحي بأن هذه العقليات تدفع إلى التفكير بتقييد بعض الحريات التي تساهم في مسيرة الاصلاح، وقد اختارت أن تتبنى مبدأ السلم والاحتجاج وتغيير الواقع بالطرق الحضارية المباحة وفي حدود القانون محافظة بذلك على ما تم من انجازات وذلك بهدف تشويه هذا المناخ الديمقراطي الجميل الموجود في مملكتنا والذي سيستمر على رغم الخائفين من هذا الجو في كشف ممارساتهم وأخطائهم التي أكل الدهر عليها وشرب.
وهناك أصحاب المصالح والنفوذ وبعض الشرائح التي مازالت تعيث في الأرض فسادا والتي من مصلحتها أن تخلق جوا غير صحي، كذلك تستطيع هذه الجماعة من التشكيك في سعى قوى المجتمع البحريني الاصيل المتنامية لمحاسبة العابثين على هذه الأرض الطيبة.
أعود لأؤكد مساندتي للرأي القائل إن هذه الحوادث نتاج طبيعي لحال الضياع الاجتماعي والفراغ الذي يعيشه كثير من شبابنا بالاضافة إلى الممارسات الخاطئة التي نتجت من ممارسة السياحة غير النظيفة.
وأخيرا، إنني أرى في تسييس هذا الموضوع كثيرا من الضرر، فدعونا نواجه الحقائق: نسبة بطالة مرتفعة، سياحة غير نظيفة، شباب ينقصه الوعي، عوائل همها الأول توفير المستلزمات المادية لأبنائها، هذه الأسباب مجتمعة ولدت وضعا يجب دراسته ووضع الحلول المدروسة له.
وأتمنى من وسائل الاعلام ان تحشد الهمم لمواجهة هذا الواقع.
ونعيد مقولة سيدي حضرة صاحب الجلالة «ستبقى أجمل الأيام هي تلك التي لم نعشها بعد»
وسنواصل مسيرة الخير والعطاء لهذه الأرض جميعا كل من موقعه.
خلف حجير
العدد 129 - الأحد 12 يناير 2003م الموافق 09 ذي القعدة 1423هـ