مضى أكثر من أسبوع ومازالت أصداء حادث رأس السنة لشارع المعرض تأخذ حيز الصحافة والكتاب الذين وبطبيعة الحال وما يملكون من حس وطني أفرز قلقهم وامتعاضهم من الحوادث المؤلمة التي لم تكن بحال من الأحوال مألوفة في بلدنا الحبيب، هذا السلوك الطائش البعيد كل البعد عن أخلاقيات مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا، واستنكرته كذلك الفئات الوطنية كافة والمؤسسات الخيرية والجمعيات السياسية، وبدورنا نرفض هذا التصرف الصبياني ولكننا نرفض أن يرمز أي كاتب أو أي صحافي بإشارات التلميح وكأن «إياك أعني واسمعي يا جارة» ما قد يثير حساسية أرى أننا في غنى عنها.
ولابد من ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحياة النيابية وتوظيف وتسخير كل طاقة من طاقات الوطن للمواطن.
صحيح ان أعمال العنف التي صاحبت رأس السنة خرجت عن إطار ما يتحلى به المواطنون من حسن الخلق وحسن التعامل مع الجاليات الأجنبية بما فيهم إخوة لنا من دول مجلس التعاون ولكن ما هي الأسباب التي أدت إلى تدهور أخلاقيات هؤلاء الشباب والمراهقين؟ ولماذا هذا الشارع بالذات؟ الجواب بكل بساطة ان هذا الشارع أصبح مرتعا خصبا لتجمهر هؤلاء الشباب لتوافر عناصر الفساد فيه أليست الفنادق الرخيصة موجودة فيه بكثرة؟ وربما الشباب يرفضون هذه المستنقعات فجاء الرفض بهذا الأسلوب، وحسب أحد النواب قد تكون هذه رسالة إلى المسئولين في هذا الشارع بالذات، السياحة ترفيه عن النفس والاسترخاء بما يجلب الراحة النفسية وليس الانغماس في الشهوات المحرمة، الخوض في هذا المضمار طويل ولا أود الخوض فيه، بل أود المقارنة بين الذين قاموا بالتخريب على حسب كلمات الصحف، كم أتلف هذا التخريب من ممتلكات وكم كلفة الخسائر، هل وصل إلى مليون دينار؟ وطوال أسبوع وأكثر والصحف وبعض أصحاب الأعمدة يؤججون أقلامهم باستخدام الأساليب الرادعة كافة وعدم السكوت والضرب بيد من حديد ووو... وبفرض أقسى العقوبات على مرتكبي هذا الشغب وهذا العنف والتخريب، ولم نرَ أية فاعلية تذكر بقطع يد السارق الذي يسرق ملايين الدنانير سوى الإشارة إلى القضاء على الفساد الإداري.
نبيل حبيب العابد
العدد 131 - الثلثاء 14 يناير 2003م الموافق 11 ذي القعدة 1423هـ