استشهد أمس فلسطينيان وأصيب آخران برصاص الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية، تزامنا مع حملة تمشيط كبيرة يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحثا عن نشطين فلسطينيين مشتبه بهم وسط مخاوف من تزايد المشاعر العدائية قبل الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى في 28 يناير/كانون الثاني. وقال الجيش الإسرائيلي ان جنودا إسرائيليين قتلوا فلسطينيا خارج الخليل بعد أن شن هجوما يوم الجمعة على مستوطنة قرب المدينة المقسمة بالضفة الغربية.
وقتل أحد أهالي مخيم رفح للاجئين بقطاع غزة بالرصاص الذي أطلق من موقع قريب تابع للجيش الإسرائيلي. وفتح مسلحان فلسطينيان النيران مساء يوم الجمعة على منزل قرب مستوطنة جفعات هارسينا. وكان بداخل المنزل أسرة تضم خمسة أطفال. وقتل رب الأسرة وأصيبت ابنته واثنان من ضيوفه.
وقال الجيش الإسرائيلي ان مستوطنا مسلحا بداخل المنزل قتل احد المسلحين وفر الآخر وطارده جنود إسرائيليون.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «تعقبت قواتنا في وقت مبكر من صباح اليوم (امس) الإرهابي قرب جفعات هارسينا وقتلته بالرصاص. تبين انه يرتدي زيا عسكريا مزودا بخزائن طلقات». وقال مسئولون طبيون فلسطينيون في الخليل في باديء الأمر إن المسلحين هما طارق ومعاذ أبو سنينة وهي اكبر عائلة في المدينة. ولكن أسرة معاذ قالت انه اتصل بهم ليبلغهم انه على قيد الحياة. ولذلك ما زال على المسئولين الطبيين أن يتعرفوا على جثة الثاني.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسئولية عن هذا الهجوم «الانتقامي» ضد المستوطنة.
وشهدت الخليل حيث يحرس الجنود الإسرائيليون مجموعة من المستوطنات الصغيرة في وسط المدينة التي يغلب على سكانها الفلسطينيين الكثير من أعمال العنف منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر/ أيلول للعام 2000 والتي أسفرت عن مقتل 1785 فلسطينيا على الأقل و695 إسرائيليا. وذكرت «قناة فلسطين» الفضائية أن مواجهات عنيفة اندلعت بين العشرات من طلاب جامعتي الخليل و«بوليتكنيك» بالضفة الغربية وقوات الاحتلال التي لاتزال تغلق الجامعتين وتمنع الطلبة من متابعة دراستهم .
وقالت إن عددا من الطلاب أصيب بجروح مختلفة وحالات اختناق نتيجة استخدام جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز. وأغلقت «إسرائيل» يوم الأربعاء الجامعة الإسلامية ومعهد البوليتكنيك في المدينة ووصفتهما بانهما «مركز للهجمات الإرهابية». وقام طلبة غاضبون بمسيرة في شتى أنحاء الخليل وهو يهتفون بان التعليم حق إنساني واقتحموا بوابات الجامعة الإسلامية المعروفة ايضا باسم جامعة الخليل. يذكر أن جيش الاحتلال يفرض نظام منع التجوال على مدينة الخليل منذ صباح أمس في أعقاب العملية الاستشهادية التى وقعت في «تلة الخارتينة» مساء أمس اذ لقي شخص اسرائيلي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بجروح. ويتقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون رئيس حزب ليكود اليميني في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة. واتخذ شارون موقفا صارما تجاه الانتفاضة الفلسطينية ويستبعد إمكان بدء محادثات سلام إلى أن ينتهي العنف.
أما زعيم حزب العمل والمنافس الرئيسي لشارون في الانتخابات عمرام متسناع يفضل اجراء مفاوضات وإخلاء مستوطنات بصرف النظر عن اعمال العنف. وقال لراديو الجيش الإسرائيلي: «يستحيل أن ننتصر في مثل هذا الموقف الذي نحن فيه الآن عن طريق استخدام القوة فقط». وفي رفح قال شهود عيان إن رجلا عمره 35 عاما قتل اثر إصابته بعيار ناري في الظهر أطلقها عليه قناص إسرائيلي يتمركز في الموقع العسكري قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح.
وأفاد شهود عيان أن عرابي أصيب أثناء قيامه بتركيب صحن لاقط فوق سطح منزله القريب من الشريط الحدودي. وقال شهود ان رجلين آخرين أصيبا بالنيران الإسرائيلية في مكان آخر في رفح. ولكن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت إنها لم تتلق اي أنباء عن إطلاق نار بين الجانبين.
وفي طولكرم قال أطباء فلسطينيون وشهود عيان إن جنودا إسرائيليين أطلقوا الرصاص وأصابوا شابين كانا يلقيان قنابل أنبوبية على دورية تابعة للجيش الإسرائيلي. وأكد الجيش أن قواته فتحت النيران على رجلين بعد أن تعرضت لهجوم مضيفا أن القوات الإسرائيلية لم تتعرض لخسائر.
وقال مسئولون طبيون إن البائع نقل إلى المستشفى وأشار الجيش الإسرائيلي إلى انه يتحرى صحة التقرير.
رام الله - الوسط
يعكف «مجلس المستوطنات» الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة حاليا على إعداد مسار بديل للجدار الفاصل بين إسرائيل والفلسطينيين، يمر إلى الشرق من «الخط الأخضر» اذ استكمل عدد من المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية خطط ترسيم المسار البديل، ورفعت الخرائط كتوصيات لدى وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز.
واتخذ قرار «مجلس المستوطنات» ترسيم خط فاصل بديل في الأسابيع القليلة الماضية استمرارا لقرار سابق للمجلس، يؤيد مبدئيا إقامة الجدار الفاصل. وقد أثار القرار السابق الذي اتخذ قبل عدة أسابيع ردود فعل صاخبة في أوساط المستوطنين، اذ قرر أن الجدار لن يمر بمحاذاة «الخط الأخضر» (حدود الرابع من يونيو/حزيران 67)، وتضمن عددا من الأسس الموجهة للمسار البديل: «أكبر قدر من السكان اليهود، وأقل قدر من السكان العرب وأقصى حد من الارض، وذلك في نطاق محاولات إصلاح الأضرار التي ستنجم عن إقامة جدار على الخط الأخضر»، فعلى سبيل المثال، الخط الذي رسمه مجلس المستوطنات في «منطقة بنيامين» يمر بمحاذاة شارع 443 والى الشرق من مستوطنات «دوليف» و«عطيرت»، ويؤيد غالبية أعضاء مجلس المستوطنات قرار الموافقة على الجدار وتخطيط مسار بديل للجدار المخطط إقامته على طول «الخط الأخضر». ويقوم المستوطنون في عدد من المستوطنات بتشكيل مجموعات احتجاجية تستعد الى العمل ضد هذا القرار، وتقف برأس هذه المبادرة رئيسة مجلس مستوطنة «كدوميم» دانيئيله فايس
العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ