ربما يبدو الرئيس بوش لاعبا أخرق وغير متمرس في الصعيد الدولي، ولكن على الصعيد المحلي وخصوصا تجاه السياسة الجنوبية، يعتبر انيقا وواثقا وحازما. وبعد ان قاد الحزب الجمهوري لكسب السيطرة على مجلس الشيوخ الشهر الماضي، فإنه انتهز الآن الفرصة لتحطيم معارض ذي نفوذ - وهو زعيم الغالبية المنتخب السيناتور ترينت لوت.

سُمع لوت، الذي زعم الآن انه غدر به، يرثي أيام الجنوب المؤمن بالعزل العرقي الممارس ضده وذلك في حفل عيد الميلاد المئوي للسيناتور ذي الفكر المماثل، ستروم ثورموند.

تم التقاط حنينه للأيام القديمة واستُخدم ضده في محكمة جورج بوش، والتي باللغة الرسمية البيانية لواشنطن تعني «شنقه حتى الموت». ومن الواضح في ظل عدم وجود الدعم، وقّع لوت على النهاية المطلوبة بتقديم استقالته.

ويعتبر السيناتور بيل فريست - الذي سيرث عباءة لوت - سياسيا من نوع آخر، فهو جراح محترف، وثري، ووجيه على شاشة التلفزيون ومحنك.

وما اذا كان سينسجم مع أولويات سياسة بوش سيظهر ذلك فقط بمرور الزمن. ولكنه لن يمثل ارباكا لحزب يحاول عرض نفسه - مهما يكن مخادعا - كحزب شامل عرقيا واجتماعيا، وقد شجع الرئيس فعليا ترشيحه.

يمكن الوصول الى استنتاجين من هذه التراجيديا، كلاهما لا يبشران بخير للحظوظ السياسية الراهنة للديمقراطيين. الاول، على رغم المشكلات الاقتصادية للدولة والتطهير الحالي لفريقه المالي، يمارس بوش معيارا للسيطرة في واشنطن قليل من الرؤساء الحديثين قد تمتع به. ويقول البعض ان المرء يجب ان يرجع الى عهد ليندون جونسون، ليجد رئيسا يسيطر على نفوذ مماثل.

الاستتناج الثاني، ان بوش ليس فقط انجز في مغادرة لوت، ولكنه ايضا فعل ذلك بطريقة تعفي الجمهوريين الجنوبيين من تهمة العنصرية الجماعية. من الصعب القول ان لوت كان وحده في احياء ذكرى ميلاد السيناتور ثورموند. ولكنه أصبح كبش الفداء لشعور قوي من الآراء العدائية تقطن في اجزاء من الجنوب الاميركي. يمكن اخفاء هذه العنصرية السائدة بسهولة وبتضليل تام تحت البساط حتى وقت ظهور سياسي قوي آخر يرى ضرورة تسديد طعنة طفيفة نسبيا في الظهر.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط