العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ

السينمائيون قادمون إلى مسقط

التقيته في الجامعة نفسها التي أدرس فيها وكان يقدم أطروحته للدكتوراه أيضا عن الطفل في المسرح والتلفزيون والإذاعة العُمانية... وكان على هامش الدراسة في خطواتها النهائية يواصل اتصالاته بالجهات الفنية البريطانية لترتيب مشاركة بعض الأفلام الإنجليزية في المهرجان بعد عودته من مهرجان «نانت» السينمائي الأخير.

إنه الفنان مدير مهرجان مسقط السينمائي ورئيس الجمعية العمانية للسينما خالد عبدالرحيم الزدجالي.

* لقد بدأت فكرة إقامة مهرجانات للسينما العربية والعالمية في البحرين بالمهرجان الأول ولكنها تعثرت بعد ذلك وربما ستواصل المسيرة في العام 2003 بحسب المتوقع، إلا أن مهرجان مسقط السينمائي السنوي واصل مسيرته منذ الانطلاق وها هو الآن في دورته الثالثة التي ستبدأ في يناير/ كانون الثاني الحالي ,,2003. فمن أين نبعت هذه الفكرة؟ ومن الذي ساندها منذ البداية...؟

- بعد عودتي من دراسة البكالوريوس في القاهرة العام 1989 في مجال الإخراج السينمائي، افتتحت ناديا لسينما الهواة والمتذوقين من الشباب العماني، وتم عرض الكثير من الأفلام ومناقشتها بحضور بعض النقاد من خارج وداخل السلطنة، ثم تطورت الفكرة لتقديم برنامج سينمائي بشكل أسبوعي تحت الاسم نفسه «نادي السينما» بحيث يعرض ويناقش أفضل الأفلام العربية والعالمية في الساحة الفنية، واستمر البرنامج مدة دورتين أو ثلاث في التلفزيون. وتطورت الفكرة لأن يكون هناك رافد مهم ومؤطر للفكرة السينمائية التي تراودنا. فقررنا تأسيس مهرجان مسقط السينمائي، وظلت الفكرة تختمر طويلا حتى ظهرت إلى حيز التنفيذ العام 2000 بإقامة أول مهرجان سينمائي في الألفية الثالثة وسمي «مهرجان مسقط السينمائي» لأنه يقام أساسا في العاصمة مسقط فقط. وحتى نربط الفكرة المحلية بالعالم، تم التنسيق مع مهرجان «نانت» للقارات الثلاث في فرنسا واخترنا شهر يناير من كل عام، وتم عرض أفلام في المهرجان الأول من معظم القارات، وكانت مدته قصيرة وعدد الضيوف كان قليلا من الخليج والوطن العربي وفرنسا فقط.

في الدورة الثانية أحطنا المهرجان بشيء من الخصوصية أكثر وحاولنا تطوير فكرة المهرجان بشكل أفضل وشكلنا لجنة تحكيم دولية للأفلام وقمنا باتصالات عربية ودولية لدعم فكرة المهرجان ووضعه على الخريطة السينمائية العالمية، وكان الضيوف أكثر تنوعا من العرب، من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، ووصل عدد الضيوف إلى حوالي 25 ضيفا من خارج السلطنة وعدد الأفلام تجاوز الرقم 25 مقسمة بين عدد من من دول الإنتاج السينمائي في العالم.

* وخلال الدورتين التاليتين وها هي الثالثة ضمنها الآن، من هو راعيكم الرسمي والمتبني كلفة المهرجان؟

- الفكرة من الأساس قامت على أكتاف مجموعة من الشباب العماني، كلهم يعملون في التلفزيون العماني ومن خريجي السينما في الوطن العربي وبالذات من القاهرة، وحاولنا ـ كما قلت ـ الحصول على دعم الجهات الرسمية، وكانت الجهة الأولى في الدورة الأولى هي بلدية مسقط، ولكننا حاولنا في الدورة الثانية الحصول على دعم وزارة التجارة والصناعة والمديرية العامة للسياحة، ومن هنا جاء الدعم أكبر للمهرجان أيضا من جانبه السياحي الفني، وسيستمر للدورة الثالثة.

والأهم من كل هذا أن حلمنا قد تحقق بتأسيس جمعية عمانية للسينما تأسست في مارس/آذار 2002 هي الآن التي تنظم مهرجان مسقط السينمائي الثالث هذا العام، وبدأت تأخذ حيزها في الساحة الفنية العمانية، وقريبا العربية والعالمية عندما نبدأ بإنتاج أفلام سينمائية عمانية. ولذلك عندما أعلنا إقامة مهرجان مسقط السينمائي الثالث تلقينا الدعم من أكثر من جهة منها وزارة التجارة والصناعة كما ذكرت ووزارة التراث القومي والثقافة وبمباركة من وزارة شئون التنمية الاجتماعية باعتبار أن الجمعية تتبعها.

* وما الجديد في المهرجان في دورته الثالثة؟

- كان الوقت كافيا هذا العام لإعداد المهرجان، الاتصالات الفنية كانت جيدة مع كل الأطراف التي ترغب بمشاركتها في إنجاح المهرجان، واستطعنا تكوين لجنة تحكيم دولية.

* وماذا عن المشاركة الخليجية والعربية في هذه اللجنة؟

- أعضاء اللجنة من كل دول العالم تقريبا، أقصد التي تنتج أو تهتم بالسينما أساسا، ومن عمان هناك عضو في اللجنة أيضا هو عبدالكريم جواد، وللعلم أنني في المهرجانين الأول والثاني دعوت كلا من خالد الصديق من الكويت والأخ بسام الذوادي من البحرين، ولكن ظروفهما حالت دون المشاركة في لجنة التحكيم وأضفنا جائزة لجنة النقاد الدولية في هذا المهرجان انطلاقا من سعينا إلى أن يأخذ المهرجان وضعه في خريطة المهرجانات الدولية، ونتمنى أن يكون مهرجان هذا العام أفضل من سابقيه.

* وماذا عن مواعيد المهرجان وفعالياته؟

- موعد المهرجان حدد من 18 إلى 25 يناير 2003، وهذا الموعد تم تحديده منذ أكثر من ستة أشهر، أما الأفلام لهذا العام واستفادة من الأعوام السابقة وضعنا شرطا أساسيا للمشاركات هو أن تكون الأفلام المشاركة من إنتاج العام 2002 مع استثناء دول العالم الثالث أمثالنا والتي يكون إنتاجها السينمائي ضعيفا جدا أو بعض دول شرق أوروبا وأميركا اللاتينية وجنوب إفريقيا، إذ أنها لا تنتج إلا كل ثلاث سنوات أو أكثر، وترغب في المشاركة، ويمكن أن تدخل بأفلامها في المسابقة من أجل هدفنا وهو تشجيع صناعة السينما في هذه المناطق وفي عمان أيضا.

وهناك أفلام كثيرة في مهرجان هذا العام اخترت بعضها ضمن تواجدي بصفتي مدعوا في مهرجان (نانت) السينمائي بفرنسا ومن بقية المهرجانات العربية أو الدولية، فهناك أفلام من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ومن الولايات المتحدة ولبنان ومصر وفلسطين والكويت والهند وكوريا والصين وتايوان والأرجنتين أيضا.

وهناك معيار لاختيار هذه الأفلام من حيث جودتها ومدى سمعتها بين النقاد السينمائيين وأهمية موضوعها وتقنيتها.

* هل تواجه مشكلة مع الرقابة في عُمان على دخول مثل هذه الأفلام العالمية والعربية؟

- لنتحدث بصراحة أيضا عن الرقابة الشخصية من قبلنا وليس الرقابة الرسمية، فهي لا تذكر تقريبا هنا في إعاقة دخول الأفلام لأننا نعرف ما نريد وما هو مقبول في مجتمعنا العربي الإسلامي، نحن نبحث عن الفن السينمائي بصراحة وليس العري أو الشعارات المطاطة والكليشيهات الفنية. ولذلك اتفقنا مع الجهات الرسمية في عمان على ذلك مع بعض المراعاة لطبيعة هذه الأفلام خصوصا، والحمد لله بفضل حسن الاختيار ودقته وتعاون المسئولين معنا لم تحدث أية مشكلة رقابية... مع العلم بأننا لا نستقطع أية مشاهد من أية أفلام تشارك في المهرجان.

* ماذا عن الجمهور العماني، هل يتعاطف مع هذه المهرجانات ودخول أفلامها إلى السلطنة وعرضها في الصالات؟ وما مدى الإقبال عليها؟

- كان شيئا غير متوقع، كنا متخوفين في البداية كما تساءلت أنت... لكن في إحصاء لحضور المهرجان الأول كان عدد الذين حضروا 1600 شخص، وفي المهرجان الثاني حصرنا العدد من تذاكر الدخول الرمزية فكان 3400 شخص، يعني الضعف. ونتوقع أن يتضاعف العدد أيضا هذا العام مع استحداثنا منذ المهرجان الثاني جائزة الجمهور التي تعطى لأفضل فيلم، وكانت - بصراحة - تذهب إلى الأفلام العربية وهو فيلم «الساحر» للمخرج الراحل رضوان الكاشف الذي حضر بنفسه المهرجان وعرض فيلمه فيه وحصل على جائزة الجمهور. وهذا يدل على أن الجمهور العماني مازال متعطشا للفيلم العربي الجيد، وليس للأفلام العالمية. وسنستمر في جائزة الجمهور لهذا العام لنرى إلى أين ستنتهي.

* وماذا بعد؟

- كل ما أتمناه بالإضافة إلى نجاح مهرجان هذا العام ومشاركة الإخوة الفنانين الخليجيين في فعالياته... أن أرى في المهرجان الرابع للعام 2004 فيلما سينمائيا عُمانيا، وهذا ما سنبدأ به بعد مهرجان هذا العام، وأتمنى من كل قلبي أن أرى فيلما بحرينيا، إذ أنني علمت أن الفنان بسام الذوادي يعمل على فيلمه الثاني لمهرجان البحرين في شهر مارس/ آذار... وأيضا أن أرى فيلما إماراتيا وآخر سعوديا وقطريا وكويتيا لتكتمل حلقة الإنتاج السينمائي الخليجي على طريق تأسيس السينما الخليجية المرتقبة منذ زمن وإشهار جمعية السينمائيين الخليجية في القريب العاجل جدا

العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً