قالت الشرطة الإسرائيلية أمس أنها عثرت على حزام ناسف مخبأ في دورة مياه بمسجد بوسط «إسرائيل»، مما حال دون وقوع «انفجار انتحاري خطير». وكان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت)، قد علم بمكان إخفاء الحزام الناسف في بلدة الطيبة العربية -الإسرائيلية خلال استجواب فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي. وقبض على الفلسطينيين مساء الخميس عند حاجز طريق قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية، على بعد 25 كيلومترا شرق طيبة.
وقالت مصادر الشرطة إن الفلسطينيين دبرا تنفيذ تفجير انتحاري بالحزام أمس الجمعة أو اليوم السبت.
وقبض على الفلسطينيين بعدما أعلنت السلطات، وفقا لمعلومات استخباراتية، رفع حال التأهب وأقامت نقاط تفتيش أمنية، ما أدى إلى شل حركة المرور بوسط «إسرائيل». وقالت المصادر إن القائمين على المسجد ليس لهم صلة بتخبئة الحزام في المبنى. وفي الضفة الغربية، استشهد أمس طفل فلسطيني من بلدة طمون جنوب مدينة جنين متأثرا بجراح خطيرة كان قد أصيب بها يوم الأربعاء في الرأس عندما أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية على المواطنين بشكل عشوائي خلال مداهمتها للبلدة . وقالت مصادر طبية أن إصابة الطفل عارف بشارات (11 عاما) كانت خطيرة ودخل موتا سريريا لمدة يومين، ثم أعلن عن استشهاده صباح اليوم. وعلى الصعيد نفسه أفاد مصدر امني فلسطيني رسمي أن الجيش الإسرائيلي دمر مبنى كان يستخدمه رجال الأمن الفلسطيني ومحلين تجاريين خلال عملية تجريف في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال المصدر إن قوة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بدبابتين وثلاث جرا فات عسكرية دمرت مبنى للاستخبارات العسكرية الفلسطينية ومحلين تجاريين على بعد مئات الأمتار من محيط مستوطنة كفر دروم في دير البلح. يشار إلى أن أفراد الاستخبارات كانوا اخلوا المبنى قبل عدة أشهر اثر إطلاق النار وقذائف المدفعية الإسرائيلية المتكرر تجاهه.
وأوضح المصدر نفسه أن الجرافات العسكرية واصلت أعمال التجريف في أراض زراعية. وفي مدينة نابلس، شيع آلاف من الفلسطينيين الشهيد عبدالباقي محمد مسلم - البالغ من العمر (25 عاما) - من قرية سلفيت، الذي استشهد أمس جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه وهو عائد من عمله. وذكرت قناة فلسطين الفضائية أن المشيعين رددوا هتافات حماسية تندد بالجرائم الإسرائيلية التي ترتكب ضد أبناء شعب فلسطين يوميا.
كما جدد المشيعون مطالبتهم للمجتمع الدولى بالعمل من أجل وقف جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل . وعلى الصعيد السياسي، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس أن عدة اجتماعات عقدت بين الفصائل الفلسطينية تمهيدا لاستئناف الحوار الفلسطيني في القاهرة بعد عيد الأضحى، كما أكدت قبولها بدولة فلسطينية على إي شبر شرط عدم اعترافها بإسرائيل.
وقال عبدالعزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية إن عدة لقاءات ثنائية عقدت في غزة بين حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية تمهيدا لاجتماعات الحوار المقبلة في القاهرة. وأشار إلى أن اجتماعا سيعقد في غزة قريبا بين قياديين من حركتي حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات أعلن حديثا عن تأجيل جلسات الحوار الفلسطيني التي كانت مقررة الثلثاء الماضي إلى ما بعد عيد الأضحى بناء على طلب حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
واختتم الرنتيسي بتأكيده على أن حركته ستواصل خيار المقاومة إلى حين إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. «إننا في مرحلة تحرر». ومن جهة أخرى، نفى الدكتور محمود الزهار القيادى البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تقارير على لسانه بان حماس يمكن أن تشكل بديلا للسلطة الوطنية الفلسطينية في قيادة الشعب الفلسطيني.
وقال الزهار في مقابلة مع راديو لندن إن حماس لا يمكن أن تشارك جزئيا ولا كليا في السلطة الفلسطينية تحت سقف اتفاقات أوسلو وبالتالي لا تطرح نفسها كبديل لسلطة الحكم الذاتي. واستدرك قائلا إن حماس عندما يتم تحرير فلسطين ستطرح نفسها ضمن البدائل المطروحة على الساحة الفلسطينية يسار ويمين ومستقلين كتيار اسلامى له إمكانات بشرية وكوادر وفكر وعقيدة أيدلوجية واضحة يمكن تضبط كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وحول مفهوم الحركة للأرض الفلسطينية، قال الزهار إن موقف الحركة واضح في هذا الخصوص، وأنه إذا أقامت دولة على أي شبر من الأرض الفلسطينية فإن هذا لا يعني التنازل عن أي شبر باق من هذه الأرض
العدد 155 - الجمعة 07 فبراير 2003م الموافق 05 ذي الحجة 1423هـ