بدت الجمعيات المهنية المرتبطة بخدمات الرعاية الطبية في المملكة متخبطة في المرحلة الراهنة، ففي الوقت الذي يتوقع فيه قيام حرب محتملة قد تمتد آثارها على الصعيد المحلي، لا تمتلك أي من تلك الجمعيات خطة واضحة في التعامل مع هذه الحرب وآثارها الصحية على أهالي البحرين، واكتفت غالبية تلك الجمعيات بالاشتراك في الاجتماع الذي دعت إليه جمعية المهندسين الأسبوع الماضي - والذي لم تتحدد معالم خطته حتى الآن- ويتوقع أن يعقد أعضاء اللجان الذين تم اختيارهم اجتماعا الأحد المقبل لتحديد مهمات اللجان ومن ثم البدء في القيام بمهماتها المستقبلية، وربما تستثنى جمعية الهلال الأحمر البحريني من ذلك إذ بنت لنفسها خطة خاصة وإن لم تبدأ فيها بعد.
وقال المدير التنفيذي في جمعية الهلال الأحمر مبارك خليفة الحادي إن خطة الجمعية هي جزء من الخطة الوطنية للطوارئ والكوارث والتي يشرف عليها الدفاع المدني. إذ يستمر دورهم في إعداد المسعفين المؤهلين والذي قادهم إلى تأهيل أكثر من ثمانية آلاف مسعف في المملكة. هذا إلى جانب توفيرهم للقدرات البشرية وتقديمهم المساندة لأية جهة تطلبها وخصوصا قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي. وأشار الحادي إلى أن من ضمن خطة الجمعية أيضا المساهمة في إعداد الملاجئ وتوليهم مهمة طمأنة أسر المفقودين أثناء الحروب في حال وجود نزوح، ويأتي ذلك بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف الحادي أن الخدمات التطوعية التي تقدمها الجمعية هي خدمات مساندة لا تتدخل في السياسة العامة كما أنها تأخذ غالبا جانب الخدمات الاجتماعية. جمعية الأطباء، جمعية الصيدلانية البحرينية، وجمعية التمريض في المقابل اقتصرت نشاطاتها جميعا على المشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه جمعية المهندسين. وفي الوقت الذي لم يحضر فيه مندوب لجمعية الأطباء في الاجتماع، حضر عضو مجلس إدارة جمعية التمريض البحرينية عباس بحاري الاجتماع إذ تم اختياره ممثلا لقطاع التمريض في اللجنة ضمن 11 عضوا آخرين يمثلون مختلف القطاعات.
وفي اتصال معه قال بحاري إن الاجتماع الموسع كان من أجل تشكيل لجنة كوارث أهلية. مشيرا إلى أن اللجنة التي تم اختيارها وضعت صيغة تصور لآلية عمل اللجنة وأهمها وجود لجنة دائمة تشارك في جميع فعاليات المجتمع المتعلقة بالحرب. وأما على صعيد العمل في إطار جمعية التمريض فقد أفاد بحاري أنها ستعقد لقاء للمرضين بعد عطلة العيد سيدعى إليه الممرضين كافة وستشكل من خلاله دورات لفرق عمل يتم تدريبها للاستعداد للحرب في الطريق لأن تكون نشاطاتها دائمة. أما جمعية الصيدلانية البحرينية فقد اشتملت استعداداتها للحرب المحتملة على حضور الاجتماع نفسه. إذ حضرت ممثلة الجمعية نوال جعفر الاجتماع وأكدت نتائج الاجتماع نفسه التي أشار إليها بحاري إضافة إلى اتفاق أعضاء اللجنة العليا على ضرورة تحديد مصادر لتمويل نشاطات اللجنة، كما تمت مناقشة الاقتراحات لعقد مجموعة من الزيارات الميدانية لمجموعة من الجهات لاكتساب دعمها. وأشارت جعفر إلى أن جمعية الصيدلانية البحرينية قد تقوم بتوفير بعض الأدوية اللازمة من خلال الاتفاق مع مجموعة من وكلاء شركات الأدوية لتوفيرها في الأسواق. ومن جانب آخر، أشار عضو جمعية أصحاب الصيدليات ومستوردي الأدوية ناصر زين أن لا استعدادات خاصة في توفير الأدوية أو التجهيزات في المملكة على أساس أن الحرب غير مؤكدة، مشيرا إلى أنهم قاموا بتوفير الأدوية في حرب الخليج الثانية ولكن البحرين لم تحتج إليها أبدا ومن ثم لا ضرورة لأية احتياطات
العدد 160 - الأربعاء 12 فبراير 2003م الموافق 10 ذي الحجة 1423هـ