هل كان طبيعيا أن يكون آخر حوادث الموت مرتبطا بالمخدرات، عقب حوادث تورط فيها شباب مراهقون في القتل، والاغتصاب والتخريب؟ فبعد يوم واحد من إعلان العثور على جثة شاب ميت في سيارة شقيقه بعد أيام من اختفائه في حادث يشتبه في أنه جريمة جنائية، وبعد يومين من نشر خبر تورط شاب آخر في اغتصاب فتاة، فوجئ المجتمع بخبر وفاة شاب بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وكأن تلك الحوادث حلقات تكمل بعضها بعضا تحت عنوان أوسع هو العنف أو ربما الانحراف. وقبل أشهر قليلة، تورط شاب من قرية سترة في خلاف بسيط تطور إلى عراك ثم انتهى إلى جريمة قتل، وفي أول أيام السنة الجديدة صحا الناس على الحوادث المؤسفة التي انفجرت ليلا في «شارع المعارض» والتي شارك فيها المئات من الشباب أدين بعضهم قانونيا.
يقول أستاذ علم النفس في جامعة البحرين عبدالله سلمان: «إن تلك الحوادث لم تأت من فراغ وان ظروفا متشابكة أدت إلى تورط الشباب في حوادث من هذا النوع، على رغم أنها - باستثناء شارع المعارض - فردية، لكنها في النهاية تعطي مؤشرات للحال النفسية التي أصابت فئة من الشباب».
ويرى سلمان «انه لا مجال لإطلاق الأحكام السريعة أو الاستنتاجات القاصرة لسبر أغوار نفس الشباب» مؤكدا أهمية إجراء دراسة مستفيضة، متعمقة ودقيقة للوصول إلى الأسباب الفعلية لمثل هذه الحوادث ودراسة آثارها المستقبلية.
وأضاف: «يجب أن يعتبرها جميع القطاعات، حكومية كانت أم خاصة، رجال الدين، والإعلام وغيرهما، قضية وطنية تناقش وتدرس على مستوى واسع، فما يحدث يعكس تدهورا واضحا في نفسية الشباب. الكثيرون محبطون وقاطنون... لماذا؟ علينا جميعا الإجابة على هذا السؤال».
ويعتقد سلمان «ان الاحباط لا يرتبط بالأوضاع المحلية فحسب، فالملفان الفلسطيني والعراقي يتداخلان ضمن أسبابه الموضوعية وخصوصا في ظل المواقف العربية المخيبة للآمال».
ان دراسة فعلية لواقع الشباب يمكن أن تقطع الطريق أمام استفحال اليأس والقنوط بين شرائح الشباب
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ