العدد 173 - الثلثاء 25 فبراير 2003م الموافق 23 ذي الحجة 1423هـ

طفيليات غامضة تغزو عالم الخنافس اليابانية

عندما وصلت أخبار الوفيات الغامضة إلى كويتشي غوكا قبل ثلاث سنوات بدأ يستفسر ويجري تحقيقات عن الأمر. وما اكتشفه وضع المسئولين الحكوميين في حال تأهب ضد وباء جديد يسبب تعفن وتساقط قوائم ضحاياه.

ولم يملأ الضحايا المستشفيات فهذه الافة محصورة في الخنافس. ولكن في بلد لا يستبعد أن يدفع الجامعون فيه آلاف الدولارات لشراء حشرة منزلية أليفة، احتل ما اكتشفه غوكا صدارة الصحف المحلية.

ويقول الباحث في شئون التنوع البيولوجي في المعهد الوطني لدراسات البيئة في مدينة تسو كوبا القريبة من العاصمة طوكيو، غوكا: «لقد صعقت. كانت طريقة الموت مختلفة جدا عن أي شيء أجريت عليه دراسات من قبل».

وتبين أن سبب الموت هو طفيلية كبيرة لم تشاهد في اليابان سابقا. إن هذه الطفيلية عنبرية اللون ويبلغ طول الواحدة منها ميلليمترين تعيش في مفاصل وبطون الخنافس التي تستضيفها وتحمل باكتيريا فتاكة.

ويقول غوكا ان حجم الطفيلية المكتشفة هو عشرة اضعاف الطفيليات الشائعة هنا والتي تعيش في بسط تاتامي المعروفة التي تفرض بها المنازل اليابانية.

ويشير إلى أن الطفيليات المذكورة لا يبدو أنها تشكل خطرا على البشر غير انها تشكل خطرا كبيرا على ما يزيد على50 نوعا من الخنافس المحلية المعروفة. ونشر غوكا قبل عدة أشهر في النشرات الرئيسية التي تصدر عن المؤسسات التي تجري ابحاثا عن الخنافس وتلك التي يصدرها الهواة الذين يجمعونها.

ويضيف أن فحوصه حتى الآن اقتصرت على خنافس من طوكيو وليس معروفا المكان الذي جاءت منه الطفيليات وإلى أي مدى انتشرت.

والارجح ان اللائمة تقع على حب اليابانيين للخنافس الغريبة كبيرة الحجم. والطفيليات مجهولة الهوية لا تبدو أنها تنتمي إلى الأنواع الاصلية اليابانية، فيما يعتقد غوكا أن الجامعين المتعاملين مع السوق السوداء المزدهرة للحشرات استوردوها مع الخنافس التي يجمعونها.

إن جمع الخنافس هواية دارجة في اليابان إذ انها تباع في المحلات الكبرى والاطفال يقتنونها باعتبارها حشرات منزلية اليفة، وهواة جمعها يدفعون مبالغ طائلة لشراء الأنواع النادرة منها ويبحثون في جولاتهم في الغابات اليابانية أو أنهم يقومون برحلات خاصة إلى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا للحصول عليها.

والحقيقة أن الكثير من الخنافس الشعبية المرغوبة كثيرا جاءت من بلدان المنطقتين في السنوات الأخيرة. وتباع الخنفسة الواحدة من فصلية Dorcus Antaeus - على سبيل المثال - وهي من الخنافس الاصلية في الهند والنيبال وفيتنام وماليزيا بسعر يصل إلى 400 ألف ين ياباني أي ما يوازي 3330 دولارا أميركيا.

ويقول جامعون وعلماء وجماعات بيئية انه من الضروري أن تعزز اليابان الرقابة لئلا تخاطر بجلب فصائل وأمراض قد تسهل سيطرة الفصائل الأجنبية على الأنواع المحلية وتقضي على التنوع البيئي في البلاد.

ويشير الاستاذ في جامعة طوكيو الذي يرأس اللجنة التابعة للجمعية البيئية اليابانية التي تدعو إلى فرض قيود أكثر صرامة على استيراد الحيوانات، ايزومي واشيتاني، إلى أن أي بلد - جزيرة كاليابان تسبب الفصائل المقبلة من الخارج اخلالا كبيرا وسهلا في بيئته المحلية.

وقال رئيس تحرير «Stag Beetle» فومياكي أوراغامي إن المحلات ومواقع الانترنت المتخصصة في تجارة الخنافس اعمالها مزدهرة جدا هذه الايام على صعيد الفصائل المستوردة وتلك المهجنة، إنما يخشى أن تؤدي تلك الأنواع إلى اختفاء الفصائل الاصلية المحلية.

وبحسب شوكوكا كاميوكا الموظفة في لجنة مراقبة الاتجار بالفصائل البرية في طوكيو فإن جامعي الخنافس استوردوا حوالي 682,800 خنفسة في السنة الماضية بينها 318,700 خنفسة من نوع وحيد القرن و364,100 من نوع الوعل، أي متعدد القرون.

وتقول كاميوكا ان الحكومة لا تملك وسيلة للتحقق مما حدث لـ 96 نوعا من الخنافس التي تم جلبها إلى اليابان من 25 بلدا في بحر السنة الماضية.

إن آفة الطفيليات الحديثة لا تهاجم الخنافس كافة. ويقول غوكا ان الاختبارات التي اجريت على عدة فصائل محلية اظهرت أن الطفيلية تستهدف خنفسة وحيد القرن Allomyrina Septentrionalis وخنفسة الوعل Dorcus Titanus وتقتلهما في أقل من شهر.

وشكلت وزارة البيئة اليابانية فرقة عمل أوكلت اليها مهمة وضع خطة لمكافحة غزو انواع من فصائل الحيوانات الأجنبية. إلا أن المسئول في الوزارة ايتشي ايشياما يعتقد انه قد تمضي سنة أخرى قبل إعلان تفاصيل الخطة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً