العدد 173 - الثلثاء 25 فبراير 2003م الموافق 23 ذي الحجة 1423هـ

أزمة تناقص المياه في كوكب الأرض

تواجه كاليفورنيا ـ صاحبة خامس أكبر اقتصاد في العالم ـ مخاطر قطع إمدادات المياه إلا إذا أبرمت صفقة مع الحكومة الفيدرالية لترشيد استهلاكها من المياه. وقد يتم منع حصولها على 260 بليون غالون سنويا وهي كمية تكفي لعدة ملايين من الأشخاص.

وستكون هذه بمثابة بداية مثيرة للسنة العالمية للماء العذب ـ إذ حددت الأمم المتحدة العام 2003 لهذه المناسبة ـ وسط مخاوف من النقص المتزايد في المياه العذبة. وسيتم تزويد الولاية بشكل نسبي بالماء العذب ولكنها ستكون حصلت على إنذار صارم مفاده أن أغنى المجتمعات لم تعد منيعة عن التعرض لأخطر الأزمات في القرن الجاري.

إن الحال الطارئة التي تتعرض لها ولاية كاليفورنيا ناجمة عن عقود من الاستخدام المفرط لمياه نهجر كولورادو الذي يبلغ طوله 1400 ميل والذي استنزف لدرجة أن مياهه لم تعد تصل إلى البحر في بعض السنوات. إن فلوريدا تستهلك منذ فترة طويلة أكثر حصتها القانونية من مياه النهر الذي يجري عبر ست ولايات أميركية أخرى، بالإضافة إلى المكسيك. إن ما يحدث في كاليفورنيا الآن قد يمتد ليشمل أماكن أخرى على نطاق عالمي.

ويعيش الآن 40 في المئة من سكان العالم في مناطق تشح فيها المياه. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 66 في المئة أو 5,5 بلايين نسمة بحلول العام 2025. وتعتبر الدول النامية الأكثر تضررا، ففي المتوسط يستهلك السكان في هذه المناطق كميات من المياه لسد حاجاتهم اليومية من الشرب والطبخ والغسيل والتنظيف ما يعادل الكمية التي يستهلكها المواطن الغربي في مرة واحدة يستخدم فيها السيفون لتنظيف المرحاض.

وغالبا ما تكون المياه في الدول النامية قذرة وخطيرة ومليئة بالجراثيم، ويعاني حوالي 1,3 بليون نسمة في هذه الدول من نقص المياه الصحية، إذ يموت 6000 طفل يوميا نتيجة شرب المياه الملوثة. ويُعزى أربع من كل خمس نوبات من المرض بين سكان دول العالم الثالث إلى السبب نفسه (المياه الملوثة).

ويصيب التلوث غالبية سطح الماء في الأنهار والبحيرات. واكتشف الصندوق العالمي للحياة البرية أنهم يفقدون أنواعا بشكل أسرع من أي نظام بيئي آخر. فقد انقرض حوالي 10,000 نوع معروف من الكائنات التي تعيش في المياه العذبة، كما أنه تم استنزاف نصف مياه البحيرات والأنهار الموجودة على كوكب الأرض. وكلما أصبحت المياه أكثر ندرة، ازداد السباق للحصول عليها. ومن المتوقع ـ بشكل كبير ـ أن تنشب حروب مائية في نهاية الأمر. ولكن الخبراء يتفقون على وجود اثنين من الأولويات الملحة: إذ يجب أن يحصل فقراء العالم الثالث على المزيد من المياه الصحية، كما يجب على الأغنياء تقليل استهلاكهم من هذه المياه. وتعهد زعماء العالم بتقليل عدد السكان الذين لا يجدون الماء النظيف ويفتقرون إلى المعدات والأجهزة الصحية إلى النصف بحلول العام 2015. إن ذلك ممكن... لقد قامت جنوب إفريقيا بتزويد سكانها البالغ عددهم 14 مليون نسمة بالمياه الصحية التي كانت غير متوافرة عندما انتهت التفرقة العنصرية هناك.

وبدأت كاليفورنيا في جعل كميات أقل من الماء تكفي لسد احتياجاتها. وبدأت في تركيب أجهزة لتوفير المياه مثل المراحيض التي تستهلك كميات قليلة من المياه عند استخدام السيفون، كما أنها تخطط لإعادة معالجة المياه الكافية لتلبية احتياجات 1,5 مليون نسمة بحلول العام 2010





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً