أيد برلمانيون كثر عبر ألوان الطيف السياسي الفرنسي الرئيس جاك شيراك في خطه المناهض للعمل العسكري ضد العراق وذلك في نقاش فشل في عكس القلق المتنامي جراء الخسائر طويلة المدى الناتجة عن تدهور العلاقات مع أميركا.
وعلى رغم المخاوف التي عبر عنها في الأيام الحالية اعضاء كبار في حزب شيراك، دعمت جميع المجموعات السياسية في الجمعية الوطنية موقف الحكومة الفرنسية.
من ناحية أخرى، أطلق وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفليبان، تحذيرا شديد اللهجة إلى بغداد من أنها يجب ان تخضع لمطالب الأمم المتحدة وتقوم بتدمير الصواريخ التي تم الحكم عليها بأنها تتجاوز المدى المسموح به من قبل قرار الأمم المتحدة، فهناك تخمينات في فرنسا أن قضية صواريخ الصمود - اذا رفض صدام حسين تدميرها - ستوفر لباريس فرصة للانضمام إلى معسكر الحرب في الأمم المتحدة وتتجنب صراعا مع تحالف تقوده الولايات المتحدة.
ومع ذلك، هناك اشارة طفيفة إلى أن يكون هناك تحول في موقف الحكومة الفرنسية. وزير الخارجية كان يخاطب في حوار هيئة الأعيان في البرلمان الفرنسي (السنيت)، إذ قال إن باريس ستبقى معارضة باصرار مسودة قرار أميركي - بريطاني - اسباني في مجلس الأمن يمكن أن تؤدي «الى فتح الباب على مصراعيه للحرب».
وقد افتتح حوار الجمعية الوطنية، رئيس الوزراء، جين - بييه ريفارين قائلا إن عمليات تفتيش الاسلحة لدى الأمم المتحدة «بدأت تعطي نتائج» وليس هناك مبرر للتخلي عنها في هذه المرحلة.
ودعم متحدثون مسئولون عن الجماعات البرلمانية على نحو واسع موقف الحكومة الفرنسية... عن الجناح اليساري، قال متحدث عن الخضر هو نويل مامير إن أي تحول من جانب فرنسا لتأييد واشنطن سيعتبر علامة البداية لعملية «اذلال» أوروبا بواسطة الولايات المتحدة.
وأشار رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق رئيس البرلمان ألين جوب، الى أن تصنيف فرنسا وأوروبا بأنها «أوروبا القديمة» بواسطة وزير الدفاع الاميركي، دونالد رامسفيلد، فإنه ثناء ومدح اكثر من كونه اساءة. وأضاف: «أن شعوب أوروبا القديمة تدرك جيدا مآسي الحرب... فهم لا يقرونها حتى اعطاء آخر فرصة للسلام».
وقد لقي جوب هتافا احتفائيا بواسطة حزبه - حزب الغالبية في البرلمان - على رغم الحقيقة بأن شخصيات بارزه كثيرة تحدثت علانية في الأيام الراهنة عن العواقب المأسوية المحتملة في العلاقات الفرنسية - الاميركية اذا استخدمت باريس «فيتو» الأمم المتحدة لإعادة قرار الحرب.
وقال زعيم الكتلة الشيوعية في الجمعية الوطنية ألين بكيت: إنه يجب على فرنسا ان تستخدم «الفيتو» اذا كان ضروريا. وقال: إنه يأمل أن الضجة القلقة الآتية من البعض في يمين الوسط لا تقترح أن تلين الحكومة في موقفها.
جون ليشفيلد
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 177 - السبت 01 مارس 2003م الموافق 27 ذي الحجة 1423هـ