العدد 180 - الثلثاء 04 مارس 2003م الموافق 30 ذي الحجة 1423هـ

أهل البحرين يستقبلون عاشوراء

لعاشوراء في البحرين طعم خاص ومميز، ففي العشرة الأولى من المحرم من كل عام يتم إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، ومع هذا الإحياء ترى المجتمع في حركة دائبة تنعكس على وضعه العام، فالأماكن تحتاج إلى تهيئة والأدوات إلى تجهيز وحملات تنظيف هنا وهناك ووو...، وربما استبدال الفرش والسجاد، وفي السنوات الأخيرة دخلت الكراسي إلى بعض المآتم بدل جلوس الحاضرين على الأرض.

حركة لا تهدأ

العلامة الأولى التي تدركها عين الراصد هي تلك الاستعدادات لتهيئة المساجد والمآتم لاستقبال هذه المناسبة. ففي هذه الأماكن يصعد خطباء المنبر الحسيني لاستعراض وقائع كربلاء وعرض واحدة من أشد صفحات الأمة ومأسوية. ويتناول الخطيب تفاصيل تلك الحقبة التاريخية التي مازالت نابضة في وعي قطاعات كبيرة من الأمة. ويستمر استعراض السيرة من الليلة الأولى حتى ليلة العاشر والحادي عشر من المحرم. في هذه المجالس يحضر الناس، صغارا وكبارا، رجالا ونساء(توجد أماكن خاصة للنساء) وأطفالا، لإحياء الذكرى وسماع المواعظ وتعلم دروس مباشرة من التاريخ.

في بعض المآتم يعقد مجلس أو مجلسان، الرئيسي مساء، والآخر ظهرا أو عصرا، ويشهد المجلس الليلي حضورا أكبر لعدم تعارضه مع أعمال الكثيرين. ويحكم عدد المجالس موقع المأتم وثقله المادي وإمكاناته المادية أيضا.

في السنوات السابقة كان الخطيب البحريني هو الغالب، بسبب الحظر المفروض على الخطباء من الدول الأخرى منذ بداية الثمانينات، هذا العام يعود هؤلاء مرة أخرى بعد غياب أكثر من عشرين عاما إلى المنابر في البحرين.

الأسواق

الملاحظة الأخرى هي ما يطرأ على الأسواق، بالذات الأقمشة والملابس الجاهزة، اذ تنزل الملابس السوداء ، فهذا هو موسمها الأول. فترة الرواج هذه تمتد قبل أسبوع من حلول محرم وربما تنتهي بعد أسبوع من حلوله، أي انها فترة رواج قصيرة، إذا لم يبع فيها التاجر مخزونه من البضاعة فعليه أن يخزنها للعام المقبل، أو يتخلص منها!

في العقود السابقة اعتاد قطاع كبير من نساء البحرين لبس الملابس ذات اللون الأسود في أيام ذكرى كربلاء، تعبيرا عن المشاركة الوجدانية العميقة التي يحملها شعب البحرين لسيد الشهداء.

المأتم النسائي

وللمأتم الحسيني النسائي تاريخ قديم، يمتد إلى قرون. وهو أقل تعرضا للتغيير مقارنة بالمأتم الرجالي، الذي يؤثر في الواقع ويتأثر به، وإن كان هناك من يسجل بعض التأثر المحدود في المأتم النسائي لما دخل على برامجه بالذات في رمضان، اذ أخذت المرأة بإدخال بعض التجديدات، فرأينا إدخال عنصر المسابقات والمحاضرات الدينية والصحية.

ميزة المأتم النسائي انه يعمل بلا توقف طوال أيام السنة، ولكن غالبية من يحضرن هذه المآتم هن النساء الكبيرات السن ويقل حضور الشابات فيها إلا أيام المناسبات أو المواسم.

من هذه المآتم خرجت الكثيرات من (الملايات) اللاتي برزت أسماؤهن على الساحة المحلية وانتقلت إلى النطاق الخليجي، اذ تطلب بعض الأسماء في دبي أو الكويت... مثلا. وإذا نزلت بعض المكتبات ستجد دواوين شعبية كثيرة تحمل أسماء نسوية مختصة بالرثاء والنعي، في طبعات رخيصة، وإخراج متواضع

العدد 180 - الثلثاء 04 مارس 2003م الموافق 30 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً