بعض الحوادث القليلة في العام الماضي تركت أثرا في قلوب الناس مثل اختفاء وقتل الفتاتين البالغتين من العمر 10 أعوام هولي ويليس وجيسيكا شابمان.
ففي 4 اغسطس/آب 2002 خرجت الصديقتان الحميمتان للتنزه في مساء أحد هادئ في المدينة الفنلندية الصغيرة «سوهام» واختفتا. لم يتم العثور على جسديهما إلا بعد اسبوعين من اختفائهما في قبور حديثة بالقرب من قاعدة لاكينهيث الجوية في سافولك.
خلال فترة البحث، تم اشراك الناس في هذا الحدث، موسم الاعلام السخيف الى جانب تصميم شرطة كامبريدج شاير على نشر التحقيقات على صفحات الصحف الأمامية يعني أن العامة أصبحت لديهم جميع التفاصيل وكذلك المناشدات المؤلمة من قبل والدي الطفلتين، وكان كل دليل مشجع أو معوقات مثبطة للهمة تقلق الشعب.
الأخبار التي تفيد بأن سائق أجرة كان قد رأى رجلا في سيارة مع طفلتين حزينتين بعيدا عن سوهام جددت الأمل في اقتفاء اثر الطفلتين، ولكن اتضح في اليوم التالي أن توقيت رؤية الطفلتين لا يضيف أي شيء إلى التحريات. تلّتين من التراب المبعثر وجدتا من قبل أحد المهرولين في منطقة نيوماركت، وقد بدا أن ذلك وضع الخاتمة المرعبة لهذه القصة. خلال الليل قامت فرق التفتيش التابعة للشرطة بتمشيط الموقع ولكن عند السادسة من صباح اليوم التالي كشفت الشرطة أنها تقوم بفحص البصمات من على أداة وجدت في موقع الجريمة.
وفي كل مكان، ظهر ايان هنتلي، (28 عاما) حارس المدرسة في معهد قرية سوهام على شاشات التلفزيون مع رفيقته البالغة من العمر 25 عاما، ماكسين كار، باعتبارهما آخر شخصين تحدثا مع الفتاتين وكانا شخصين مألوفين في اللقاءات العامة. عندما اعتقل الاثنان في 17 اغسطس، قبل ساعات فقط من اكتشاف الجثتين من قبل احد المشاة، استقبل الشعب الذي كان حابسا أنفاسه لأسبوعين الخبر بالعويل والبكاء.
اتهم هنتلي بارتكاب جريمتي القتل وتم فحصه من قبل طبيب نفساني في مستشفى رامبتون ذي الحراسة المشددة (تم اخراجه من المستشفى لاحقا بعد ان لم يتم تشخيص اي مرض عقلي)، حول الشعب انتباهه الى «كار» التي ظهرت في المحكمة واتهمت بمحاولة تضليل العدالة. بسبب الاشمئزاز الجماعي، تجمعت الحشود لتعبر عن غضبها عندما تم نقل «كار» على عجل من والى المحكمة، وما زال الاثنان ينتظران محاكمتهما.
ربما يعتبر الشعب البريطاني شعبا ساخرا، ولكن حتى في صيف 2002، احتفظ الشعب بإيمان فطري بأنه من المفروض ان تتمكن أي فتاتين صغيريتين من ان تسيران في احدى الامسيات من دون خوف ومن دون ان تتعرضا للأذى
العدد 211 - الجمعة 04 أبريل 2003م الموافق 01 صفر 1424هـ