نظم مركز التعليم العلمي المستمر بجامعة البحرين ورشة تخصصية بعنوان «الفيزياء في التصوير الطبي»، وذلك في الفترة 20 - 22 أكتوبر/ تشرين الأول، شارك فيها 14 فني أشعة بوزارة الصحة، والطب الشرعي بوزارة الداخلية، إضافة إلى مساعدي بحث وطلبة من قسم الفيزياء بالجامعة. وفي ذلك، أكدت مساعدة البحث في كلية العلوم بجامعة البحرين وإحدى المحاضرات في الورشة لمَى سخنيني أن الورشة تهدف إلى تعريف المشاركين فيها على الأساسيات الفيزيائية لعمل الأجهزة الطبية المستخدمة لأخذ الأشعة، وكيفية العمل عليها، بحيث تقلل كمية الإشعاع المنبثق منها على العضو المراد تصويره.
وأفادت سخنيني أن الورشة خلال اليومين الماضيين قدمت محاضرات في الأشعة السينية التقليدية، والمحورية الطبقية وتطورات عمل الجهاز المستخدم في هذه الأشعة مع مرور الزمن، إضافة الأشعة فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، لافتا إلى أن الورشة ستُختتم اليوم بمحاضرات بشأن الحماية من الإشعاع الصادر عن الأجهزة الطبية الخاصة بالأشعة، والتقليل منها بواسطة النظائر المشعة، مؤكدة أن كل تلك الأجهزة موجودة في البحرين ويتم العمل بها.
وعمّا إذا كانت مثل هذه الورش قد أعطيت من قبل ذكرت سخنيني أنها قُدمت للأطباء العاملين بمجمع السلمانية الطبي، الذين يرغبون في القيام بالمجلس بالعربي المتخصص في مجال التصوير الطبي الإشعاعي. وأوضحت سخنيني نسبة الإشعاع المستخدمة في الأجهزة الطبية المتخصصة قائلة: «تعتمد النسبة على نوعية الجهاز المستخدم والصورة المراد أخذها، كذلك يؤخذ في الحسبان العضو المستهدف للأشعة والفئة العمرية للشخص»، وأشارت في ذلك الى أنهم قدموا محاضرة للمشاركين بشأن خصائص الصورة الطبية وكيفية التعامل معها للحصول على أفضل جودة ممكنة في الصورة دون تكرار الأشعة أكثر من مرة.
وأردفت قائلة: «من النقاط المهمة التي ركزنا عليها جودة الصورة الرقمية وكيفية تخزينها وتحسين جودتها، وعلاقتها مع كمية الإشعاع المستخدم، بحيث يكون هناك توازن بين كمية الإشعاع والجودة»، مبينة أنّ الأجهزة الرقمية الجديدة والمتطورة أسهمت بشكل كبير في تطور مجال الأشعة، إذ يمكن التحكم فيها قبل التقاط الصور الإشعاعية.
وحذّرت سخنيني من الاستخدام المفرط في الكمية الإشعاعية، إذ من الممكن أن تشكل خطرا على المريض، ويصاب بالحرق أو السرطان، كذلك إلى تشويه الأجنة بالنسبة للأمهات الحوامل، في حال التعرض المستمر للإشعاع، معتبرة أقصى درجة خطورة هي الإصابة بالسرطان. وشجّعت المحاضرة بالورشة الأطباء على استخدام الأشعة فوق الصوتية لأن مخاطرها أقل بكثير من الأشعة السينية، وخصوصا على الأطفال، موضّحة أنّ أكثر أنواع الأشعة المستخدمة هي السينية. ولفتت سخنيني إلى أنّ كل التعليمات التي تعطى للمشاركين جاءت بناء على توصيات من منظمة الصحة العالمية، إذ يتم العمل بها في جميع المستشفيات، سواء أكانت المحلية أو الخارجية.
وفي سياق ذي صلة، قال أستاذ الفيزياء بكلية العلوم بجامعة البحرين والمحاضر بالورشة محمد الحلو إن هذه الورشة تأتي تماشيا مع برنامج الفيزياء الطبية الذي استحدث مؤخرا في الجامعة، وقُبل فيه 30 طالبا، سيتخرجون بتخصص الفيزياء الطبية، وبالتالي سيكونون مؤهلين للعمل في المستشفيات والعيادات الطبية.
وأضاف الحلو على ما قالته سخنيني بالقول: «يجب على الأطباء عدم أخذ الأشعة إلا إذا كانت هناك ضرورة ملحة لذلك، وليس من أجل أخذ الصورة دون حاجتها، لافتا إلى وجود طرق تقليدية للمعاينة والكشف يمكن اتباعها قبل اللجوء للأشعة.
ونصح الحلو المواطنين بعدم الغضب عند عدم الحصول على موعد لإجراء التصوير الإشعاعي، داعيا إياهم إلى وعي وإدراك مدى الخطورة التي من الممكن أن تحدث جرّاء تعرضهم للإشعاع، منوّها أن الأشعة لا تمثل أي نسبة للعلاج، فهي ليست سوى صورة تعكس الحالة التي عليها أي عضو من أعضاء الجسم. ودعا الحلو الجهات المسئولة بوزارة الصحة إلى القيام بدراسة تحصر عدد المرضى الذي أدخلوا للمستشفى ومقارنتهم بمجموع المرضى الذين أجروا تصويرا إشعاعيا، وبعد ذلك يتم تحديد النسب، مشيرا إلى أن مجال الأشعة في تطور ونمو سريع.
من جهة أخرى قال مدير مركز التعليم العلمي المستمر بالجامعة سعيد العلوي إن الطموح الذي نرغب في الوصول إليه من خلال هذه الورشة هو تعريف العاملين في مجال الأشعة بالمعلومات العلمية عن كيفية تشغيل وعمل أجهزة الإشعاع، فبعض الفنيين لا يمتلكون المعلومات الكافية عن ذلك، مفيدا أن مجمع السلمانية الطبي سبق وأن قام بتنظيم مثل هذه الورش داخل المستشفى، إلا أننا نقيمها الآن بصورة أكبر وحضور أطراف من عدة جهات.
وأشار العلوي أن المركز يسعى إلى إقامة ورش العمل والمحاضرات والندوات التي تهم بدرجة كبيرة كافة المجتمع، ونشعر أن فائدتها ستشمل الجميع، مؤكدا أنهم يحاولون الاستفادة من الأكاديميين المتواجدين في الجامعة في برامج وفعاليات أخرى غير التدريس، إذ يقام في كل فصل دراسي قرابة 6 ورش عمل.
وكشف العلوي عن قيام المركز بورشة عمل حول أضرار النخيل مطلع الشهر القادم، سيناقش فيها الأضرار التي تصيب النخيل وتؤثر على محصولها من الرطب.
وبدورهم، عبّر الفنيون المشاركون في الورشة عن سعادتهم بالقول: «الورشة مشوقة جدا، والمحاضرون يتناولون الموضوعات بتسلسل ومرونة، ويوصلون المعلومات بطريقة سهلة « وأضافوا: «استفدنا كثيرا من الورشة، فهي أعادت لنا معلومات قديمة نسيناها منذ زمن، وأفادونا بمعلومات جديدة عن مجال استخدام أجهزة الأشعة»
العدد 2238 - الثلثاء 21 أكتوبر 2008م الموافق 20 شوال 1429هـ