العدد 187 - الثلثاء 11 مارس 2003م الموافق 07 محرم 1424هـ

جلالة الملك ينهي قضية شارع المعارض

الأهالي يعبرون عن امتنانهم للمكرمة الملكية

عم الفرح أمس عوائل محكومي المعارض بعد أن أصدر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمره السامي أمس بالإفراج الفوري عن المحكومين. واستقبل جلالة الملك المفرج عنهم بمعية أهاليهم في قصر الصافرية، وأشار في حديثه للأهالي وبثه تلفزيون البحرين «كنت أرى أن الأمر لابد أن يعالج معالجة أبوية قبل أن يعالج معالجة قانونية» وأكد المفرج عنهم لـ «الوسط» أن وجودهم في شارع المعارض ليلتها هو خطأ لن يكرروه. وابتهلت أمهات المفرج عنهم بالدعاء لـ «أبوسلمان» وبكين بفرح. وقال محامي بعض المتهمين موسى البلوشي «إن المكرمة الملكية جاءت في الوقت المناسب حيث يحيي الأخوة من الطائفة الجعفرية شعائرهم في أيام لها احترامها الخاص»، وصرح نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية والأمن والدفاع الوطني في مجلس النواب محمد الشيخ عبدالله «نقدّر العفو الشامل عن المدانين على خلفية حوادث شارع المعارض ونؤكد أن العفو أثلج صدر كل بحريني ولا سيما قلوب الأهالي، فجلالة الملك هو دائما وجه البحرين المشرق»، وعبر مدير المركز البحريني لحقوق الإنسان عبدالهادي الخواجة عن ارتياحه وشكره لجلالة الملك، منوها بأن هذه الحوادث كانت درسا بليغا للجميع.


عاهل البلاد يسقط العقوبات المحكوم بها على المتسببين في حوادث المعارض

جلالة الملك: عفونا عن هؤلاء الأحداث لنتيح لهم فرصة العودة إلى الطريق الصحيح

قصر الصافرية - بنا

صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى مرسوم رقم 18 لسنة 2003 بالعفو الخاص عن العقوبات المحكوم بها في بعض الدعاوى، قائلا جلالته: «عفونا عن هؤلاء الأحداث لنتيح لهم فرصة العودة إلى الطريق الصحيح».

وجاء في المرسوم انه تسقط العقوبات المحكوم بها في الدعاوى المشار إليها على كل من: حسن محمد جواد، حسين عبدالله عيسى، سيد هادي سيد رضي، حسين عبدالله علي حسن، عبدالله عبدالأمير سلمان، مرتضى فيصل عبدالله، علي نوح يوسف، محمد عبدالكريم احمد، السيد علي مجيد رمضان، يعقوب يوسف حيدر، حامد سالم حامد سالمين، مختار عبدالنبي السكران، عبدالله سيف هلال، عبدالله حسن عبدالله آل سيف، علي عبدالحسن إبراهيم خليل، علي حسين علي مرزوق، علي إبراهيم رضي امان، مهدي حبيب مهدي، عبدالرضا موسى السبع، إياد محمد جبارة الفرا، محمود عباس السبع.

واستقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ورعاه بقصر الصافرية أمس مجموعة من المواطنين وأبناءهم الذين تورطوا في حوادث شارع المعارض.

وفي بداية اللقاء ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة شعرية أمام الملك المفدى.

بعد ذلك ألقى احد أولياء أمور المعفو عنهم كلمة أمام عاهل البلاد المفدى رفع فيها جزيل الشكر والامتنان إلى جلالة الملك المفدى على تكرم جلالته واستجابته بإصدار أمره السامي بالعفو عن أبنائهم، مؤكدا أن هذا العفو سيحمله الجميع ديْنا في أعناقهم لهذا الوطن، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على سعة صدر الملك المفدى وقلبه الكبير ومحبته لشعبه وشهامته الأبية.

وقال: «باسمنا جميعا، ونيابة عن أبنائنا، نعتذر لجلالتكم عما بدر من أبنائنا من أعمال تسيء إلى سمعة هذا الوطن والمواطن، كما نتعهد ـ يا صاحب الجلالة ـ بأن لا نسمح بتكرار مثل هذه الأمور، وأن نلتزم جميعا في المحافظة على مدخرات هذا الوطن والذود عن مكتسباته». وقال: «إننا نتعهد بأن نضرب على يد كل من تسوّل له نفسه الإساءة والعبث بسلامة مملكتنا الحبيبة»، داعيا الله عز وجل أن يحفظ صاحب الجلالة ذخرا للوطن. وفي هذه المناسبة، ابدى المعفو عنهم مع أولياء أمورهم العزم على عدم تكرار ما حدث احتراما لقانون الوطن وأمن المواطن. وخلال اللقاء أشار جلالة الملك المفدى إلى الالتماس الذي وصله من أولياء الأمور والذي لمس صدق المشاعر تجاه جلالته كولي أمر للجميع وتعهدهم بعدم تكرار ما حدث من أبنائهم والذي مس امن الوطن والمواطن.

وقال جلالة الملك المفدى انه «استنادا إلى الموقف الإنساني النبيل والطيب الذي تمثل في تجاوز المتضررين عن حوادث الشغب والتخريب فقد أصدرنا عفونا عن هؤلاء الأحداث لنتيح لهم فرصة العودة إلى الطريق الصحيح في هذه الحياة برعاية وإشراف أولياء أمورهم ليركزوا على تحصيلهم العلمي والاهتمام بما ينفعهم وينفع أهاليهم ويحقق مصلحة الوطن».

وأعرب الملك المفدى عن تقديره ورضاه في التزام هؤلاء الشباب أمام جلالته بعدم تكرار هذا العمل الذي لا يتناسب مع القيم الحضارية والأخلاق الإسلامية للشعب البحريني الكريم، معربا جلالته عن أمله بأن يلتزم الشباب بما يعود بالخير على الوطن والحرص على أمنه واستقراره والدفع بمسيرته الإصلاحية الخيرة لما فيه تحقيق الخير والرخاء للمواطنين.

حضر المقابلة وزير شئون الديوان الملكي سمو الشيخ علي بن عيسى آل خليفة، ومحافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة.


بعد عفو ملكي صادر أمس

أهالي محكومي المعارض قرّت عيونهم بالإفراج عن أبنائهم

الوسط - حسين خلف

كما اشارت «الوسط» من قبل فقد اصدر امس صاحب الجلالة عاهل البلاد عفوه السامي عن محكومي شارع المعارض الـ 21، وقد سجلت «الوسط» مشاعر المفرج عنهم واهاليهم وآراء بعض المحامين الذين تولوا الدفاع عن المتهمين ورأي مركز البحرين لحقوق الانسان والذي كان له دور في دفع جهود الاهالي من اجل الافراج عن ابنائهم.

أم حامد سالم بدأت حديثها بالدعاء لجلالة الملك بالحفظ وطول العمر وقالت :«انّ فرحتي لا توصف، فاليوم عندي افضل من يوم العيد واشكر جلالة الملك الذي لم يقصّر فهو أب حنون جعله الله ذخرا للجميع».

اما والد المفرج عنه حسن جواد فقال: «اشكر جلالة الملك وكل الجمعيات التي ساهمت في دفع جهودنا للأمام وقد ارتحنا عندما رأينا ملك البلاد واحسسنا بأننا روح واحدة عند سماعنا لكلامه».

أهالي ومؤسسات يشكرون ويرحبون

ومن جهته رحب مدير مركز البحرين لحقوق الانسان عبدالهادي الخواجة بالعفو الملكي الذي صدر امس وقال: «بصراحة اتوجه باسم المركز ولجنة الاهالي بالشكر للملك لانه استجاب لمطالب الاهالي فهذه القضية فيها الكثير من التفصيل، والعفو كان حلا للجميع، وأعتقد انه حتى الاشخاص المذنبين من المحكومين ان دخولهم للسجن كان تجربة ودرسا كافيا لهم ولغيرهم، ونحن نأمل ان لا تتكرر مثل هذه الاعمال فهو اعتداء على حقوق الآخرين، وانا فرحت كثيرا عندما سمعت الخبر فقد تعاطفنا كثيرا مع الاهالي الذين كانوا اكثر مما عانى ابناؤهم، وايضا اشكر صحيفة «الوسط» وكل الكتاب والصحافيين الذين ساهموا في الدفع باتجاه اصدار عفو عن المتهمين».

محامو المتهمين سعداء

ورأى المحامي موسى البلوشي ان هذه المكرمة اتت في وقتها بقوله: «جاءت المكرمة في وقتها في ايام لها احترامها الخاص... واضاف «كمحام ترافعت عن معظم متهمي المعارض، اني مسرور جدا بهذا العفو وهو ليس غريبا على ملكنا فهو مليك المكرمات، والاهالي قد توقعوا ذلك ولم يخب ظنهم، ونصيحة جلالة الملك اليوم هي نصيحة من أب لأبنائه ولكل الشباب البحريني، وأؤكد ان القضاء كان عادلا، ولكني توقعت ان الحكم في محكمة الاستئناف سيتم تخفيفه».

اما المحامي عبدالله هاشم فقد انتقد القضاء في تصريحه لـ «الوسط» قائلا: «كنا نأمل ان يصدر حكم رحيم من القضاء يبدأ بالافراج المؤقت من الحبس الاحتياطي على ذمة الدعوى وان ينظر القضاء في هذه القضايا ضمن ظروفها وملابساتها الخاصة وان يصدر عقوبة رحيمة إذ توقعنا ان تكون العقوبة حبسا قصيرا مع وقف التنفيذ وبذلك فإننا نعالج هذه الواقعة ضمن نطاق القانون حتى نتلافى الدخول في قرارات لأنها تمس بجوهر مبدأ الفصل بين السلطات».

وفي عائلة المتهم العماني عبدالله سيف هلال بدت الفرحة، وقالت والدة المتهم: «نتوجه بالشكر لجلالة الملك الذي لم يقصر معنا وايضا نشكر المحامي محمد المطوع على جهوده التي بذلها ونشكر ايضا رئيسة الجمعية البحرينية لحقوق الانسان سبيكة النجار».

المفرج عنهم ماذا يقولون؟

سيد علي مجيد (طالب جامعي) تحدث لـ «الوسط» بالآتي: «انا كنت غلطانا بتواجدي في شارع المعارض وللاسف هناك جهات حاولت استغلال الموقف سياسيا وتحميله للمعارضة ولهذا كنا نحن ضحايا التضخيم الاعلامي فقد كنا نتوقع الافراج عنّا، واما الآن فسأحاول مواصلة دراستي واتمنى ادخالي فيلهذا الفصل الدراسي واعطائي فرصة تقديم الامتحانات التي فاتتني في نهاية الفصل الماضي... لو كنت بقيت في السجن لانتهى مستقبلي الدراسي وانا اشكر كل من ساعدنا خصوصا مركز البحرين لحقوق الانسان».

حسن محمد جواد بدا سعيدا جدا بالافراج عنه. وقال: «انا مرتاح لوجودي في المنزل بين اهلي واتقدم بالشكر لجلالة الملك وسأواصل عملي اذا لم يتم فصلي منه».

وحدد مرتضى مجيد - وهو شقيق لاحد المفرج عنهم وكان له دور كبير في تحركات اهالي المحكومين - اسباب ما حدث بالاتي: «ان المسألة التي حدثت فيها عدة عوامل اهمها، عدم احساس هؤلاء الشباب بوجود هدف في حياتهم وعدم احساسهم بالمسئولية واحساسهم بالضياع، كل هذا كاد يضيع مستقبلهم الذين كانوا يخافون فيه من الفقر والبطالة هذا سبب وجود حالة ضياع للمشاركين في حوادث تلك الليلة».

البرلماني سعدي: العفو له أعظم الأثر

اما النائب البرلماني سعدي محمد عبدالله فقد عبّر عن شكره البالغ وتقديره لجلالة الملك على اللفتة الابوية باصداره مرسوما بالعفو الشامل امس، واضاف «منذ اكثر من شهر قدمت رسالة إلى جلالة الملك لان الحوادث وقعت في دائرتي، والحمد لله فقد اصدر جلالة الملك المفدى عفوه الشامل عن ابناء الوطن المتورطين في حوادث الشغب ثم استقباله لهم مع اهاليهم وتزويدهم بنصائحه وارشاداته ما كان له اعظم الاثر في نفوسهم».

وتابع «انه مهما حدث فسيبقى هؤلاء هم ابناء هذا الوطن وجزء منه وتبقى المسئولية على عاتق الجميع في بذل النصح والتوجيه والارشاد لهم كي يصبحوا اعضاء فاعلين في بناء الوطن وتنميته والحفاظ على امنه واستقراره بما يعزز من مكانة البحرين وسمعتها خارجيا، وأؤكد على طيبة اهل البحرين وطبيعة مجتمعها الذي يسوده التراحم والتكافل والترابط قيادة وشعبا، متمنيا ألا تتكرر هذه الحوادث الغريبة على مجتمعنا مستقبلا».

وبهذا المرسوم يسدل الستار على تلك الحوادث التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة لكن كانت نهايتها سعيدة برؤية (ابوسلمان) الصائبة للامور عندما قال في حديثه للاهالي امس: «كنت ارى ان الامر لابد ان يعالج معالجة ابوية قبل ان يعالج معالجة قانونية».


محافظ العاصمة يشيد بالمكرمة الملكية

أدلى محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة بتصريح إثر صدور الأمر الملكي السامي بشأن العفو عن محكومي المعارض قال فيه: «إن هذه المكرمة الجديدة حافلة بأسمى معاني الأبوة، فقد صدر أمر جلالته بالعفو عن هؤلاء الشباب ليعطي جلالته بذلك المثل الأعلى في الحب والتسامح وليؤلف القلوب ويوحد الصفوف».

وأضاف: «جلالة الملك يعلمنا في كل يوم درسا جديدا في الحرص على أبناء هذا الوطن الذين هم ثروته الحقيقية». وأشاد محافظ العاصمة بموقف المتضررين الذين التمسوا من صاحب الجلالة العفو عن هؤلاء الشباب

العدد 187 - الثلثاء 11 مارس 2003م الموافق 07 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً