العدد 190 - الجمعة 14 مارس 2003م الموافق 10 محرم 1424هـ

انطلاق عزاء الديه بمشاركة فعاليات سياسية ودينية... والحضور 60 ألفا

المنبر الإسلامي: وحدة الشعائر تخدم دعوات التقريب

بلغ عدد الذين حضروا عزاء يوم الـ 11 من محرم في منطقة الديه أكثر من مئة ألف شخص يمثلون 30 هيئة ومؤسسة حسينية من مختلف قرى ومناطق البحرين، وأخذت السيارات مساحة2 كيلو متر خارج منطقة الديه، التي أفرغت من سيارات أهاليها منذ الصباح الباكر، بحسب ما أفاد أحد أفراد اللجنة المنظمة.

إضافة إلى ذلك، لوحظ التواجد الضخم للفعاليات الشعبية والجاليات الأجنبية والعربية وهم ذاتهم من حضروا مختلف فعاليات عاشوراء في مناطق البحرين لهذا الموسم، وخصوصا منطقة المنامة، كما انتقلت غالبية الفعاليات من منطقة المنامة إلى منطقة الديه، إذ انتقل مركز البث المباشر التابع لجمعية التوعية الاسلامية، والمرسم الحسيني، وخيمة اللجنة الوطنية لمساندة الشهداء وضحايا التعذيب، التي كثفت نشاطاتها بغية الحصول على توقيع أكبر عدد من المواطنين، كما دشنت جمعية التوعية خيمة لفلسطين عرضت فيها أفلاما وثائقية عن الانتفاضة، وبعض المجسمات والأعمال الفنية، وأمام هذا المخيم شنق مجسمان للرئيس الأميركي بوش، ورئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون.

وبحسب مصدر من مركز البث المباشر، فإن عدد من يشاهدون هذه الفعالية من خارج البحرين، بلغ أكثر من 40 ألفا. فيما أشار أحد أعضاء اللجنة المنظمة إلى ان كل أهالي الديه جندوا أنفسهم لخدمة الحشود التي ستأتي، إذ جند أكثر من 400 شخص يرتدون زيا موحدا موزعين على لجان مختلفة، فبعضهم يعمل على تنظيم مواقف السيارات، والبعض الآخر يعمل على توزيع الحشود في مواقع محددة، إضافة إلى وجود نساء يقمن بتنظيم الأماكن المخصصة للنساء، واللافت في هذا التنظيم استثمار التكنولوجيا، إذ قامت عوائل كثيرة بنصب كاميرات على منازلها، وتوصيلها بتلفاز داخل البيت، ليتسنى لضيوفهم الذين قاموا باستقبالهم متابعة ما يجري من فعاليات في الخارج.

وشهدت الفعالية تعاونا كبيرا بين رجال المرور واللجنة المنظمة، كما وزعت المشروبات والسوائل على المعزين. وشكلت خيمة خاصة لإسعاف أي حالة إغماء أو ضربة شمس متوقعة، إضافة إلى وجود لجنة لمتابعة المفقودات ومن يتوقع ضياعهم من الأطفال نتيجة الحشد الهائل.

وظهر تأثير الحرب على العراق على أجواء الفعالية بشكل كبير، فانتشرت الكثير من اللافتات الكبيرة التي تندد بالحرب إضافة إلى عشرات اللافتات التي تتكلم عن أهداف ثورة الإمام الحسين باللغة الإنجليزية والأردية، كما تجددت الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية.

وفي الفعالية نفسها، تمت الدعوة إلى جمع التبرعات للشعب الفلسطيني والعراقي، إضافة إلى جمع التبرعات لمشروع كفالة يتيم داخل وخارج البحرين، والذي تقوم عليه جمعية التوعية ومؤسسات أخرى.

وفي الساعة الرابعة والنصف عصرا، قرئ دعاء الوحدة، ودعاء لتجنيب الشعب العراقي والفلسطيني ويلات الحروب والقتل والدمار في توقيت واحد لجميع المواكب، كما أقيمت صلاة العشاءين بإمامة الشيخ علي سلمان، بعد خروج موكب العلماء للمرة الثانية على التوالي. وبحسب اللجنة المنظمة فقد حضر هذا الموكب أكثر من 100 شخصية علمائية، يتقدمهم عرض تمثيلي لموكب السبايا، يذكر أن صلاة العشاءين أقيمت في العام الماضي بإمامة الشيخ عبدالأمير الجمري.

إلى ذلك، برزت دعوات إسلامية إلى ضرورة توحيد الشعائر الدينية في البحرين من خلال حضور الفعاليات الدينية والسياسية فيها كافة، وأوضح النائب صلاح علي: أن الحاجة إلى الوحدة في هذه الشعائر أمر مهم، ويصب في صالح دعوات تقريب المذاهب والمواقف والآراء، إلا أنه أشار إلى أن الدعوة إلى الوحدة لا تعني التنازل عن الخصوصيات ما دام المشترك واضحا عند الجميع، ورغَّبت بعض الأطراف في فعاليات إسلامية من الطائفة السنية موكب العلماء الذي انطلق ليلة العاشر من محرم، للتعبير عن وحدة الموقف تجاه الشعائر الدينية

العدد 190 - الجمعة 14 مارس 2003م الموافق 10 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً