أبدى رؤساء الجمعيات السياسية استنكارهم لما جرى أمس وأمس الأول في المسيرات أمام السفارتين الأميركية والبريطانية، والتي «أخذت منحنى آخر»، مشددين على رفضهم القاطع لاستخدام العنف أو الحرق أو التخريب للممتلكات العامة، ونبذ كل من يقوم بهذه التصرفات غير الحضارية والتي لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الشعب البحريني المتحضر وطريقته في التظاهر للوقوف مع قضايا الأمة.
وقال رئيس جمعية الوفاق الإسلامية الشيخ علي سلمان ان «أية ممارسة للاعتصامات يجب أن تكون وفق ضوابط الأعراف وتحافظ على الممتلكات العامة»، معتبرا ما حدث أمام السفارة الأميركية «حركة عفوية قامت بها مجموعة من الناس من جهة غير معلومة»، وأوضح أن «الجمعيات السياسية حينها كانت تشارك في فعالية أخرى نظمتها أمام جسر الشيخ عيسى في المنامة» وكانت على شكل «اعتصام يندد بالعدوان الأميركي على العراق».
في غضون ذلك، رفض رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي عبدالرحمن النعيمي ما حدث منتقدا استخدام العنف، وقال: لسنا مع تصعيد الوضع، وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة العربية مؤكدا أن «التعبير السلمي هو الموقف الصحيح الذي يجب سلكه».
وقال النعيمي: ان «الجمعيات السياسية إبان مظاهرات العنف أمام السفارة كانت تقيم اعتصاما سلميا قبالة فندق (الهوليدي إن) بالمنامة، وفوجىء الجميع بوقوع المصادمات مع رجال الأمن واندلاع العنف»، ذاكرا أن «إقامة الاعتصامات يمكن أن تجري من دون عنف»، لكنه قال: «الناس غاضبة فلا تلوموهم، إذ ما يجري داخل العراق من قصف وحشي يستهدف العراقيين كارثة إنسانية».
وعن مدى الدور التنظيمي للاعتصامات من قبل الجمعيات السياسية، قال النعيمي: ان الذين قاموا بأعمال العنف «لا علاقة لنا بهم... وربما كانوا أشخاصا حاولوا التعبير عن وجهات نظرهم بطريقة خاطئة في وقت يتطلب أن تقوم هذه المظاهرات والمسيرات والاعتصامات بإيصال وجهة نظر الشعب البحريني إلى الرأي العام ورفضه العدوان الأميركي بصورة سلمية».
إلى ذلك اعتبر رئيس اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي حسن العالي هذه الحوادث «ردة فعل طبيعية عبرت عن غضب الشارع البحريني إزاء الهجوم الأميركي العدواني على العراق ضد أهلنا وأشقائنا في العراق»، وقال موضحا: «السياسات الأميركية مجملة في المنطقة منذ فترة طويلة ولدت هذا الغضب الشعبي والكراهية لكل رموز الإدارة الأميركية في كل أنحاء العالم»، على رغم ذلك أكد العالي ضرورة أن تكون الاحتجاجات «ذات طابع سلمي و حضاري بعيدة عن العنف والتخريب» ومضى يقول: «الأجهزة الأمنية هي الأخرى مدعوة إلى التعامل بصورة حضارية وسلمية تجاه المظاهرات»، وتمسك العالي بأن «التظاهرة بدأت سلمية لكنها مع العنف الذي أبداه رجال الشرطة أخذت طريقا آخر كردة فعل ما أدى إلى تصعيد الحوادث» مركزا على أن «كلا الطرفين مطالب بالتزام الخط السلمي فكما المتظاهرون عليهم الالتزام بالطابع السلمي، فإن أجهزة الأمن عليها عدم استفزاز المتظاهرين باستخدام القوة».
وكانت الداخلية أسفت لما وقع من «أعمال غير سلمية وتصرفات لا مسئولة ولا تتفق مع تقاليد البحرين ورصيدها الإنساني والحضاري» وناشدت الجميع «التعاون مع رجال الأمن من أجل دعم أمن الوطن في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة».
من جانبهم نقل شهود عيان كانوا موجودين أثناء سلوك المتظاهرين طرقا غير سلمية ان ما دعا إلى اندلاع العنف وحدوث حال من الاشتباك هو «تصرفات استفزازية لرجال الأمن بإلقاء الحجارة عليهم من طريق المتظاهرين الذين كانوا مندفعين بعواطفهم لما يتعرض له العراق من حرب مدمرة»، وذكرت المصادر أن «رجال الشرطة حينها تمسكوا بضبط النفس إلى أن قامت مجموعة من المتظاهرين بإشعال الحرائق وتعريض أرواح المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة للخطر ما دعا إلى تدخل فوري من قبل قوات مكافحة الشغب الذين تلقوا الأوامر باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين»
العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ