في العدد 199 الاثنين 24 مارس/آذار 2003 الموافق 21 محرم 1424 هـ وتحت عنوان «مظاهرات... أم محض تراكمات» كتبت الصحافية نبيلة سليمان مقالها مستنكرة بعض التصرفات وهي محقة بذلك بحيث يجب ان تخرج المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية بكيفية تعطي دلالة رفضها للعنف ولا تكون هي مثال الفوضى والعنف بل يجب أن تكون منظمة ومعبرة لحجم المأساة التي يعيشها الشعب العراقي حال القصف المتواصل ويكون ذلك بحمل لافتات تبين رفضنا المطلق لهذا الغزو بالعبارات المؤثرة والتي تصل إلى مسامع الأمم المتحدة والأنظمة الأخرى من دون اللجوء لعمليات الاستفزاز، وتعرض سفارة الولايات المتحدة بالذات لسخط الجماهير العربية والاسلامية جاء نتيجة تعرض الشعب العراقي لعدوانها والذي ولد هذا الانفعال وهذا الانفلات ولماذا أيضا؟ ولأن الصمت العربي المتمثل في حكوماتنا وإحجامها عن القيام بدورها المنوط بها باعتبارهاقيادات عليها مسئوليات الحفاظ على أرواح مواطنيها ومقدرات شعوبها، جعل هؤلاء المتظاهرين يتخذون هذا الأسلوب والمرفوض أساسا. إذا ما هو البديل؟
إن هدف مثل هذه المظاهرات والمسيرات والاعتصامات تحقيق العدل والمساواة في المملكة بصدقية جادة . هذا على الصعيد الداخلي منعا لحدوث اضطرابات تعكر صفو المناخ الاجتماعي والذي هو في غاية الأهمية لحياة مستقرة والعكس مرفوض فالمواطن أولى من الغريب بالاهتمام. وعلى الصعيد الخارجي، فالمؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وانطلاقا من هذا الشعور الايماني والاحساس بالرابط الانساني الذي يربط الانسان بأخيه بانسانيته التي تتفاعل هذه النفوس بالتضامن والوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب العراقي استنكارا لما يتعرض له من هجمة شرسة غير متكافئة هدفها الاستيلاء على مدخرات ومقدرات هذا الوطن العربي ومن ثم التدرج شيئا فشيئا لوضع يد الاستعمار على المنطقة تحت ذريعة نزع السلاح الشامل وأين هو هذا السلاح؟ ولماذا هذا القصف على المنشآت والمؤسسات والبنية التحتية الأساسية في جمهورية العراق أوليس الحفاظ عليها أولى من تدميرها ولاسيما هي من ممتلكات الشعب وممن يستفاد منها؟
لا أعتقد أن هناك عقدا متراكمة لشعبنا الغيور على وطنيته إنما استياء شديد لما يعيشه من جانبين، علاقته مع حكومته والعبث السياسي لإدارة الولايات المتحدة بحياة الشعوب كلما جاءت أمة لعنه أختها وبوش أحدهم، وطبيعي أن الجسم ينفر من أي عضو غريب لا يمت له بصلة ورؤساء أميركا مجرمو حرب.
نبيل حبيب العابد
العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ