اينشتاين كل على حق. سرعة الجاذبية تضاهي سرعة الضوء بحسب مجموعة من علماء الفلك الذين استغلوا الاصطفاف النادر للكواكب أخيرا لقياس القوى الاساسية الموجودة في الطبيعة.
وقد قام ادوارد فومالوت من المرصد الفلكي اللاسلكي الوطني وسيرغي كوكبين من جامعة ميسوري بقياس كمية الضوء المنبعثة من نجم بعيد لوته جاذبية الكوكب «المشتري» عندما مرّ الكوكب أمام النجم.
وكان اينشاتين الذي شكل نظريات اساسية عن الفضاء والوقت والنسبية، قد افترض ان قوة الجاذبية تتحرك بسرعة الضوء أي 186,000 ميل (300 ألف كيلومتر) في الثانية، إلا ان احدا لم يقم بقياس ذلك حتى الآن.
ان ذلك القياس هو أحد أحدث الثوابت الاساسية التي يجري تثبيتها في الفيزياء، فيما اعترف فومالوت، «إن الجاذبية غير مفهومة جيدا».
وقد استخدم الباحثون عشرة تلسكوبات لاسلكية موزعة على بقاع الأرض، من هاواي إلى المانيا من أجل قياس كيفية انثناء ضوء منبعث من كازار (نوع من النجوم) بعيد عند مروره بالقرب من المشتري في طريقه إلى الأرض، قياسا دقيقا. ويوجد كوكب المشتري في مثل هذا الوضع الدقيق اللازم لاجراء القياس، مرة كل عشر سنوات.
ومن اجل اجراء القياس، توجب ان تسجل الادوات انثناء دقيقا في مسار الضوء. وشبه فومالوت الدقة المطلوبة بالقدرة على قياس حجم قطعة نقود فضية من فئة الدولار الواحد موجودة على سطح القمر، أو قياس ثخن خيط شعر الانسان من مسافة 250 ميلا (400 كيلومتر).
إن معرفة سرعة الجاذبية بدقة مهمة بالنسبة إلى علماء الفيزياء الذين يجرون اختبارات على أفكار عصرية مثل مقولة الـ «Supetstring» (السوبر خيوط) بمؤداها ان الجزيئات الاساسية في الكون مكونة من حلقات أو خيوط صغيرة مرتجة. كما تؤثر المعرفة الجديدة ايضا على بعض النظريات الاساسية عن العلاقة بين الحيز (الفضاء) والوقت