يعرّف «علم التاريخ» بأنه العلم الذي يتضمن ذكر الوقائع، وأوقاتها، وأسبابها، ومن هنا تأتي أهمية هذا العلم كونه يهتم بهذه الركائز الثلاث: ذكر الوقائع، وأوقاتها، ومن ثم أسبابها، والواقع الراهن يحتم علينا أن نهتم بهذا الجانب كوننا أمام حدث تاريخي يعد الأخطر بعد قيام دولة «إسرائيل» على أرض فلسطين في قلب العالم العربي سنة 1948م، والذي اعتبره المؤرخون التاريخ الأسود والمظلم على الأمة العربية والإسلامية وذلك من خلال النتائج المترتبة على الحروب المتتالية على الأمة العربية، والتي أطلقت عليها أسماء عدة: مثل النكبة، والنكسة، وعدوان ثلاثي، وحرب تحرير، واستنزاف... الخ، وفي الحقيقة كلها هزائم مريرة تكبدتها الأمة العربية والإسلامية.
وأثناء تلك الحقبة سجل التاريخ للأمة العربية والإسلامية مواقف مشرفة حينا، ومواقف مخزية حينا آخر، وأن من شارك في المواقف المخزية ألقي به في سلة مهملات التاريخ (المزبلة)، في حين من شارك ووقف المواقف المشرفة حفر اسمه من الذهب وأصبح مخلدا تذكره الأجيال جيلا بعد جيل.
والمتتبع الآن في هذا الوقت العصيب الذي تمر فيه الأمة الإسلامية والعربية بل والعالم أجمع من سيطرة يهودية وأميركية وبريطانية على العالم لهو تكرار للتاريخ نفسه، وإعادة لما عرف حينها بالعدوان الثلاثي على مصر، وفي الحقيقة كان اعتداء على الأمة جمعاء وليس على مصر فقط، وأن ما يحدث في العراق هو عدوان ثلاثي آخر (يهودي، أميركي، بريطاني)، وللأمانة التاريخية هو عدوان رباعي - إن صح التعبير - إذ أنه بمشاركة وبمباركة عربية باستثناء سورية ولبنان، ولو عدنا للعدوان الثلاثي على مصر فإننا سنجد أن التاريخ قد سجل مواقف مشرفة لدول وزعماء وشعوب، جعلت منهم قدوة ورمزا يتشرف به كل من حمل اسماءهم.
أما الحرب العدوانية على الشعب العراقي فهي كذلك سترفع من شأن دول وزعماء وشعوب، في حين ستلقي بدول، وزعماء وشعوب فيما يسمى سلة مهملات التاريخ وإن شئت في (مزبلة التاريخ).
محمد رضي محمد
العدد 223 - الأربعاء 16 أبريل 2003م الموافق 13 صفر 1424هـ