انتهى المخرج السينمائي المصري يسري نصرالله من انجاز الجزء الأول من فيلمه الروائي (باب الشمس)، عن رواية الكاتب اللبناني إلياس خوري التي تحمل العنوان ذاته. ويتوقع أن يكون الإعلان الأول عن الفيلم خلال مهرجان (كان) السينمائي المقبل في فرنسا.
وقد جرى تصوير الفيلم في مناطق عديدة في سورية، وخصوصا في قلعة الحصن قرب مدينة حمص، وفي منطقة مراح بجوار العاصمة دمشق، وكذلك في جبال بانياس، كما صورت مشاهد من الفيلم في العاصمة اللبنانية بيروت.
شارك في كتابة سيناريو الفيلم، بالإضافة الى المخرج وكاتب الرواية، الناقد السينمائي اللبناني محمد سويد، ويقوم بأدائه مجموعة من الممثلات والممثلين العرب أبرزهم : ريم تركي (تونس)، هيام عباس (فلسطين)، نادرة عمران، محتسب عارف، أشرف العوضي (الأردن)، حلا عمران، باسل الخياط (سورية). وجرى اختيار الممثلين من منطقة بلاد الشام بسبب قرب لهجتهم من اللهجة الفلسطينية، أما الممثلة التونسية المقيمة في باريس ريم تركي، التي تؤدي دورا مركزيا في الفيلم، فجرى إخضاعها لتدريب مكثف على اللهجة الفلسطينية.
يؤدي الممثل الأردني محتسب عارف دور (الشيخ ابراهيم) الضرير الذي كان خبيرا بجغرافية فلسطين وتفاصيلها الدقيقة، لكن النكبة، واليأس، وهزيمة الجيوش العربية في انقاذ فلسطين من العصابات الصهيونية المسلحة، أدت الى إصابته بالعمى. ويصف محتسب تجربته في (باب الشمس) بأنها على رغم صعوبتها وقساوتها، فإنها كانت في منتهى المتعة، وتمكنت في غضونها من التعرف على مخرج عبقري ومحترف في عمله بالمقدار ذاته الذي يبرز فيه احترافه في نسج علاقات انسانية وحميمة مع الفريق الذي يعمل برفقته.
تؤدي الممثلة الأردنية نادرة عمران دور (أم حسن)، لكنها توضح أن دورها في الفيلم جوهري، بخلاف حوادث الرواية التي تبدأ من لحظة موت (أم حسن)، وتضيف: «أشارك في الفيلم بالتعاون مع خليل في رواية حكاية يونس المصاب بالغيبوبة، بينما في الرواية يتصدى خليل وحده للقيام بهذه المهمة».
يتناول الجزء الأول من الفيلم حكاية حب بين رجل وامرأة يتخللها تسليط ضوء على الواقع الفلسطيني الذي اقتلع من وطنه، لكنا حنينا جارفا يجعله معلقا بأرضه يرنو الى تحريرها، ويبذل في سبيل ذلك محاولات كثيرة.
ويحظى الفيلم بانتاج فرنسي ضخم إذ جرى بناء قرى كاملة أثناء التصوير، وأدار انتاجه ايهاب ايوب، كما ادار التصوير والاضاءة سمير بهزان، فيما اشرفت على الخدمات الفنية مؤسسة الرحبي السورية للانتاج، وقامت على ادارة المواقع رينا خوري (الأردن)، كما عملت المخرجة الأردنية رشا الكردي مساعدة مخرج.
ورجحت اوساط الفيلم ان يجري المباشرة في اكمال الجزء الثاني منه في بيروت وخصوصا في المخيمات الفلسطينية خلال الشهرين المقبلين.
وتستعيد رواية (باب الشمس) التي صدرت عن دار الآداب البيروتية العام 1998 حكايات النزوح الفلسطيني في أعقاب نكبة 1948 من خلال رصد محاولات المتسللين الفلسطينيين العودة إلى بلادهم الضائعة، لما يعترضهم في هذا السبيل من مصاعب مهلكة مصير غالبيتها الموت أو الاعتقال، أو إعادة النفي. وللمخرج يسري نصرالله، الذي عمل ناقدا سينمائيا في صحيفة (السفير) البيروتية، ومساعد مخرج ليوسف شاهين، أفلام قليلة لكنها مميزة، منها: «مرسيدس»، «صبيان وبنات»، «المدينة». واكد لـ «الوسط» أن اختياره هذه الرواية لعمل فيلم يعود الى أن فلسطين كابوس جاثم على صدري منذ نعومة أظفاري، لأن فلسطين هي القضية الكبرى التي أمضيت حياتي في محاولة الهروب منها، ووصف المخرج المصري (باب الشمس) بأنها «رواية مدهشة نجحت في أن تقتحم كل المناطق التي ترعبني وترعب عروبتنا عبر تصديها للتاريخ ومصائر الافراد والحب والذاكرة»
العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ