في آخر مرة لعبت فيها كيت وينسلت دور فتاة اميركية كان فيلم «تيتانيك»، اعظم الافلام الكاسحة من صنع هوليوود. وبعد ذلك النجاح الهائل الذي حققه الفيلم امضت كيت ست سنوات في تحدي التوقعات بأنها ستصبح «هوليوودية» وتعمل في افلام تجارية كبيرة.
ولذلك من الملفت ان كيت تلعب دور امرأة اميركية مجددا، وهذه المرة في دور الصحافية المحنكة بيتسي بلوم في الفيلم التجاري الهوليوودي «The Life Ot David Gale» (حياة ديفيد غايل) بنجومية كيفن سبيسي.
وتقول كيت، الممثلة البريطانية، مشيرة إلى انها لعبت ادوارا في الكثير من افلام الروايات التاريخية، انها كانت تعرف ان عملها في الفيلم الجديد سيكون بمثابة خروج كبير عن خط عملها.
في هذا الفيلم تخلع كيت الفساتين والمعاطف الارستقراطية الزاهية وترتدي الجينز في تكساس العصرية إذ يقتضي دورها ان تجري مقابلة مع نزيل في زنزانة الموت قبل ايام قليلة من موعد اعدامه، وهو من الناشطين ضد عقوبة الاعدام. انه مدان بتهمة اغتصاب وقتل ناشطة كانت تعمل معه، وهو يريد ان يقنع الصحافية بأنه بريء من التهمة وان تحاول انتشاله من براثن الموت.
ونقول الممثلة البالغة من العمر 27 عاما انها وجدت النص السينمائى للرواية ذكيا فراجعت مخرج الفيلم الن باركر بشأن العمل فيه لأنها كانت تتمنى لعب دور امرأة اميركية معاصرة قوية مثل بيتسي.
وطبعا، كان دور «روز» سيدة المجتمع في فيلادلفيا، الذي ادته في «تايتانيك» دور امرأة قوية ايضا، انما حوادثه جرت في العام 1912.
وتقول كيت، القادمة من مدينة ريدينغ البريطانية التي رشحت ثلاث مرات لجائزة الاوسكار وتولت النجومية مع ليوناردو دي كابريو في «تايتانيك» الذي بلغ مدخوله 600 مليون دولار في الولايات المتحدة وملياري و200 مليون دولار عالميا، انها حتى اليوم لا تصدق انها مثلت في ذلك الفيلم «الذي كان فيلما غير اعتيادي، وظاهرة وقطعة ملحمية، وانا فيه مجرد فتاة من ريدينغ اسمها كيت. اعتبر نفسي محظوظة لوجودي فيه».
وتضيف كيت: «بعد تايتانيك كانت اية محاولة مني للتفوق على ذلك الفيلم في منتهى الغباء. انني فتاة انجليزية وأحببت انجلترا على الدوام ولم اشعر ابدا برغبة في ترك بلدي لأي سبب معين. ومع انني طموحة وأحرص على ما اريد عمله، فلست تنافسية النزعة ولا اريد ان امثل في كل يوم من حياتي. ولذلك كان من المهم بالنسبة إليّ بعد تايتانيك ان اذكر نفسي بلماذا اقوم بالتمثيل بالدرجة الاولى، وذلك طبعا لانني احب التمثيل».
وتعترف كيت انها قامت «بفعل فرار» عندما وافقت على العمل في فيلم «Hideous Kinky» الذي ادت فيه دور ام هيبية تأخذ ابنتيها في رحلة تجدد روحي إلى مراكش. وذلك لأنها اعجبت كثيرا بنصه السينمائي، وتقول ان ذلك - اي اعجابها بالنص - هو مقياسها لاختيار مشروعاتها التمثيلية.
وحتى عندما مثلت في «تايتانيك» لم يكن هناك برنامج معين ولم تفكر انها ستعمل في فيلم اميركي كبير «بل فقط احببت النص وأحببت الشخصية، وربما كنت ساذجة ولكن لم تكن لدي فكرة انها ستكون بهذه العظمة».
وتضمنت ادوار كيت التالية دور امرأة تائهة روحيا في «Holy Smoke» وغسالة تساعد الماركيز دي ساد في تهريب كتاباته في «پuills»، ودور الروائية الشابة ايريس مردوك في فيلم «Iris» الذي رشحها للاوسكار للمرة الثانية كأفضل ممثلة مساعدة، بعد ترشيحها لجائزة افضل ممثلة في «Sence and Sensibility» و«تايتانيك».
وتقول الممثلة لورا ليني التي قامت بينها وبين كيت علاقة صداقة متينة اثناء تصوير «حياة ديفيد غايل» ان اختيار كيت لادوارها دليل على انها لا تحاول ان تبني لنفسها موقعا في العمل السينمائي فقط، «بل انها ممثلة حقيقية لها روح ونضارة وشجاعة ومدفوعة باحترامها الرائع لنفسها».
ويشير مخرج الفيلم الن باركر إلى ان الاعتبارات الشخصية لها الوزن نفسه بالنسبة الى الاعتبارات المهنية لكيت، ويقول: «لقد اختارت البقاء في البيت ووضعت طفلتها وشاءت ان تعمل في افلام بريطانية».
ابنة كيت، ميا، ولدت في شهر اكتوبر/تشرين الاول 2000. ولكن في ديسمبر/كانون الاول 2001 طلقت كيت زوجها جيمس ثريبلتون، مساعد مخرج «Hideous Kinky» الذي التقته خلال تصوير الفيلم في العام 1997، وأدى الطلاق إلى تغطية اخبارها بشكل اثارة رخيصة وقاسية في صحف التابلويد الرخيصة.
وتستعد كيت للعمل في فيلمين جديدين، وهما «Neverland» عن ج. م. باري مؤلف روايات بيتر بان، و«Eternal Sunshine of the Spotless Mind» الذي تلعب فيه مع جيم كاري دور زوجين يحاولان انقاذ علاقتهما بمحو ذكرياتهما السيئة.
وللاحتفاظ بذكرياتها الحقيقية تحمل كيت كاميرا بولارويد خاصتها إلى العمل في الافلام، وقد اكتشفت خلال فهرسة الصور التي التقطتها حتى الآن انها عملت مع اشخاص مميزين جدا.
وتقول كيت انها ظهرت في اول فيلم طويل لها في «Heavenly Creatures» الذي صنعه بيتر جاكسون سنة 1994.
جد كيت من ناحية الام اسس ربرتوار ريدينغ. وكان والداها ممثلين، وهي بنفسها لم تفكر ان تعمل في اي مجال آخر غير التمثيل، «ولم يكن لي اي مخرج. واعتقد ان الامر تقرر حتى قبل التفكير في انجابي». ولكيت شقيقتان تعملان ايضا في التمثيل، ولكن شقيقها الوحيد الذي لايزال في الجامعة، لا ينوي الانضمام إلى «عمل العائلة»
العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ