العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ

كاظم الساهر: لن أغني لعصابة الأربعين حرامي

القاهرة - أحمد أبو المعاطي 

26 أبريل 2003

تخلى نجم العراق الكبير عن دبلوماسيته، وحولته الكارثة إلى فدائي في أحراش الوطن. فقد فقد كاظم الساهر الصبر الذي يتحلى به، وضرب عرض الحائط بنصائح المقربين له بعدم الاشتباك مع الملف العراقي المتشابك الآن، ورد على العملاء باللغة التي يستحقونها - حسبما قال - واصفا المجموعة التي تخطط لحكم العراق الآن برعاية الولايات المتحدة الأميركية بـ «عصابة الأربعين حرامي».

نعم أنا كاظم الساهر أقولها لن أغني لعصابة الأربعين حرامي، من ماركة الجلبي وغيره من المعارضة العميلة المأجورة، ليعرف الجميع أنني لا أباع ولا اشترى، وأن محاولات العملاء الخونة من عصابة الأربعين حرامي فيما يسمى بالمعارضة العراقية لاستقطابي حتى أغني للغزو والعدوان، بقيادة لص بغداد قد تلقت فعلا ردي الوحيد: بالحذاء.

قالها كاظم الساهر وهو يغالب دمعة ساخنة ترقرقت في عينيه هاتفني احمد الجلبي وطلب مني الغناء في بغداد، بينما جنود المارينز يمرحون في شوارعها، هل رأيتم وقاحة أكثر من ذلك؟ لم اشعر بنفسي وأنا اصب جام غضبي عليه وعلى عصابته، فكيف لي أن أغني على أشلاء اخوتي، ودماء الأطفال التي مازالت تجري في شوارع العراق،. قلت له «انني لن أغني لعصابة الأربعين حرامي، من العملاء والمرتزقة، وها أنذا أعيدها من جديد: لن أغني للسفاحين وقاتلي الأطفال والنساء»، فيا أحمد الجلبي، يا نوري عبدالرزاق، يا نزار الخزرجي، هذه كلمتي: إلى مزبلة التاريخ، أنتم ومن يدفعون لكم من الصهاينة الأميركان.

تغير كاظم الساهر كثيرا، غابت ضحكته الجذابة، ومداعباته الحميمة لجمهوره من النساء على امتداد الوطن العربي، وحلت مكانهما تجاعيد الأسى والحزن، «وهل لي أن اضحك ملء شدقي بينما دماء أهلي تجري في الشوارع من دون ثمن؟». غالب النجم الكبير دموعه أكثر من مرة وهو يسجل أغنيته الجديدة «بغداد لا تتألمي»، حتى ان الذين شاركوه الغناء أشفقوا عليه من سؤاله الدائم: «لماذا كل هذا العذاب يا ربي؟ شعب العراق لا يستحق كل هذه الإهانة».

ويعتبر المطرب العراقي الأشهر الغناء سلاحه في النكبة التي يتعرض لها العراق حاليا ويقول: نعم الغناء هو سلاحي الوحيد، ولا يمكن لأحد أن يتخيل مدى ما أشعر به من ألم الآن، إن لي أشقاء في العراق لا أعرف عنهم شيئا حتى الآن، فالاتصال بيني وبينهم مقطوع منذ بداية الغزو، ولا أملك لهم سوى الدعاء.

* انتهيت أخيرا من تسجيل أغنيتك الجديدة عن العراق في أول تعاون بينك وبين الشاعر المصري فاروق جويدة، فهل لك أن تخبرنا عن ملامح تلك التجربة؟

- نعم إنها قصيدة رائعة تلك التي كتبها فاروق جويدة، وبالنسبة الي لم أجد اكثر من كلماته صدقا في التعبير عن حال الحزن التي أعيشها ويعيشها معي الملايين من أبناء الشعب العربي في كل العواصم.

* لكن ماذا يجدي الغناء في ظل الاحتلال الذي يرزح تحته العراق الآن؟

- الغناء هو سلاحي الذي أجيد استخدامه، والأغنية الصادقة يكون لها فعل السحر في نفوس الطغاة، فمازلت اذكر وأنا صغير بعد كيف كان جسدي ينتفض كلما استمعت إلى أغنية وطنية، وخصوصا أغنية السيدة أم كلثوم «اصبح عندي الآن بندقية»، كنت ساعتها اشعر بحنين جارف إلى اليوم الذي اكبر فيه واحمل سلاحي لتحرير القدس، وعندما كبرت وجدت في يدي سلاحا جديدا هو الغناء، وعرفت أن الأغنية الوطنية قد تكون من أقوى الأسلحة التي ترهب الطغاة، فقررت الآن أن أغني، لكني لن أغني إلا لأهلي، ربما يستطيع الغزاة أن يقتلوا أهلي لكنهم لن يستطيعوا أن يمنعوهم من الاستماع إلى أغنياتي.

* لماذا لم تغنِّ القصيدة بمفردك ووجهت الدعوة إلى ثمانية من المطربين العرب لمشاركتك؟

- لأنني أردت أن تتحول الأغنية إلى صرخة في وجه الطغاة والغزاة من كل الأصوات العربية، كنت أريد أن يفهم العالم أن سقوط بغداد معناه جرح جديد في قلب كل عربي، ويكفي أن أقول ان المطربين الأشقاء الذين شاركوني الغناء أقاموا معي في الاستوديو لأكثر من ثلاثة أيام حتى ننتهي من تسجيل القصيدة وتصويرها.

* هل تعتبر الأغنية مصالحة منك لجمهورك بعد الانتقادات التي تعرضت لها بعد جولتك الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية؟

- عندما سافرت إلى أميركا وغنيت هناك كان هدفي أن أقدم صورة العراق الحقيقية إلى الشعب الأميركي، لقد غنيت على اكبر مسارح أميركا أريد السلام كي يفهم الأميركيون أن الشعب العراقي مثل غيره من شعوب العالم يريد الحياة في سلام، لكن طبول الحرب كانت أعلى من صوتي.

* تخليت عن دبلوماسيتك وبدأت تتحدث في السياسة؟

- لماذا يفترض البعض أن الفنان يجب أن يكون بعيدا عن قضايا وطنه؟ ولماذا يستكثر البعض على الفنان أن يحتد قليلا وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بالوطن؟ لقد تعرضت خلال الفترة الماضية لضغوط كثيرة كي أوافق على الغناء لحساب عصابة الأربعين حرامي من العملاء، باعتبار الغزو هدية تحرير وأن القنابل العنقودية وصواريخ كروز ما هي إلا أزهار بنفسج يلقي بها العاشق على شرفة حبيبته، والأغرب أن من شارك في الضغط جهة اسمها رابطة الدفاع اليهودي. متى يمكن أن يحتد الإنسان إذا لم يحتد الآن، وهو يرى بلاده تتعرض للاحتلال والخراب يعشش في جنباتها، بعدما باعها بعض العملاء لوكالة الاستخبارات الأميركية والموساد؟ أنا لا افهم لماذا يستكثر بعض الناس على الفنان أن يكون وطنيا فيحتد ولو قليلا وهو يرى بلاده تدوسها أحذية التتار؟ وبالمناسبة أغنيتي الجديدة ستبث خلال أيام وستكون محتدة قليلا فاسمحوا لي بالاحتداد

العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً