العدد 234 - الأحد 27 أبريل 2003م الموافق 24 صفر 1424هـ

شعارات الوحدة الوطنية تتقاطع مع أخرى لصدام

دمار في الزبير وخراب في البصرة

الزبير، البصرة - فاطمة الحجري 

27 أبريل 2003

وسط شح الدواء والماء في المساحات الشاسعة من أراضي البصرة وقف الوفد البحريني - الذي عاد أمس الأول بعد ان سلم الهلال الأحمر العراقي 40 طنا من مواد الإغاثة - واجما عاجزا عن التفكير...

أطفال صغار يقفون على أرصفة الشوارع الرئيسية حفاة يلوحون لكل سيارة من الصليب الأحمر أو الشاحنات العسكرية المنتشرة بكثافة على الحدود الفاصلة ما بين مدينة العبدلي الكويتية وصفوان العراقية، يرفعون أيديهم إلى أفواههم إشارة إلى طلب الزاد والماء.

«مدينة الأشباح» هذا الوصف اتفق عليه أعضاء الوفد البحريني في وصف البصرة وجارتها الزبير. المصانع المقصوفة، والسيارات والشاحنات المحروقة وشعارات تطالب بحكومة إسلامية ووحدة وطنية وتحريم سرقة المال العام خطت بالقرب من شعارات قديمة تهلل لصدام الذي يحتفل بعيد ميلاده اليوم.

الدمار يعم الأرجاء، وكل البصراويين يعيشون حال استنفار يبحثون عن الماء، وفي مستشفى البصرة العام يرتمي جرحى الحرب المقطوعة أيديهم وأرجلهم والمقلوعة عيونهم على أسرّة رثة، يحوم الذباب على جروهم غير المضمدة، وبالقرب منهم يفترش ذووهم الأرض يتوسلون الأطباء نقل جرحاهم إلى الكويت للعلاج، ويلعنون الحكومات التي شاركت في إيصالهم الى هذا الوضع، كما يرددون.

الأطباء في المستشفيات السبعة في محافظة البصرة يرددون «أن كل أهالي الجرحى يطلبون علاج جرحى الحرب خارج حدود العراق». والأطباء محتارون في أمرهم، فهم لم يتسلّموا رواتبهم منذ بداية العدوان، ولا يملكون صلاحية انتقاء الحالات الأكثر سوءا لترحيلها.

وبالقرب من مخرج المستشفى تقف نسوة يلبسن السواد حدادا على مقتل الإمام الحسين (ع) أو لربما يلبسنه لأنه اللون الذي لا يتغير في حياة كل العراقيين، بعضهن لا يملكن عباءة ليرتدينها، يحملن أطفالهن في يد وفي اليد الأخرى يحملن قِرَبَ الماء الفارغة.

أحد الأطباء المتطوعين في الهلال الأحمر العراقي حيدر الخضر نفى في حديث إلى «الوسط» ما يردده أكثر العراقيين عن بيع الأدوية والمساعدات التي تصل إلى الهلال الأحمر العراقي، وقال: «نحن نوزع المساعدات والأهالي هم الذين يقومون ببيعها».

عاد الوفد البحريني أدراجه بعد يوم اقترب فيه من مشاهد البؤس المحدق الذي حل بالبصرة والزبير، على أمل حمل شحنة جديدة من المساعدات إلى بغداد هذه المرة

العدد 234 - الأحد 27 أبريل 2003م الموافق 24 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً