سلّم أعضاء اللجنة الرباعية الدولية (مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن والمبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس والقنصل الأميركى في القدس) مساء أمس «خريطة الطريق» إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) والفريق الذي صاحبه في مقره المؤقت في مدينة رام الله وكذلك إلى الحكومة الإسرائيلية.
وقال وزير الشئون الخارجية نبيل شعث في مؤتمر صحافي مشترك مع لارسن إنهم بذلك نفذوا الوعد الذي قدموه للقيادة الفلسطينية بتسليم هذه الخريطة بمجرد أداء الحكومة الفلسطينية الجديدة اليمين. وأدت الحكومة الفلسطينية الجديدة ظهر أمس، اليمين الدستورية أمام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لتكون بذلك أول حكومة يترأسها رئيس وزراء فلسطيني منذ توقيع اتفاقات أوسلو.
ويعقد مجلس الوزراء أول اجتماع له اليوم الخميس لبحث مجمل الأوضاع على مختلف الأصعدة. ومن جانبه أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن محمود عباس هو «رجل يمكنني أن أعمل معه» مضيفا أنه يرى «فرصة جيدة» للتقدم نحو السلام». وعلى صعيد متصل رفض الزعيم الروحي لحركة (حماس) الشيخ احمد ياسين أمس «خريطة الطريق» التي تؤيدها الولايات المتحدة والكثير من الحكومات في العالم وتعهد باستمرار الهجمات على «إسرائيل».
ووصف السيد محمد حسين فضل الله تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بأنه جزء من مسلسل الضغوط التي تصاعدت على الفلسطينيين في أعقاب الحرب على العراق. وحذر فضل الله في تصريحات له أمس من أن «إسرائيل» ستعمل من ناحيتها على إنهاك هذه الحكومة بشروط سياسية وأمنية ودفعها للفشل لأنها لا تريد أن يحظى الفلسطينيون بملامح دولة أو حتى بشبه دولة، معتبرا أن العملية الاستشهادية الأخيرة في تل أبيب هي بداية الرد على ما يجري.
وجاءت العملية الاستشهادية التي وقعت فجر أمس في مقهى «مايك بليس» وقتل فيها أربعة إسرائيليين وجرح قرابة 60 بعد ساعات من تولي الحكومة الفلسطينية مهماتها. وتبنت عملية تل أبيب كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وكتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحماس. وندد الكثير من الحكومات وكذلك الحكومة الفلسطينية الجديدة بالعملية التي اعتبروها عائقا في تحقيق السلام.
هذا وأفادت صحيفة (هآرتس) على موقعها على الإنترنت ان «الانتحاري» الذي فجّر نفسه في المقهى كان مواطنا بريطانيا.
واشنطن - الأراضي المحتلة، محمد دلبح - محمد أبوفياض
أعرب زعماء 14 من المنظمات اليهودية الأميركية عن تأييدهم القوي لخطة اللجنة الرباعية لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي المعروفة باسم «خريطة الطريق» التي تم تسليمها بنصها الأصلي إلى كل من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية يوم أمس. وقال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي إدغار برونفمان في رسالة إلى زعماء الكونغرس الأميركي إن «الخطة توفر لإسرائيل فرصة استثنائية للخروج من الوضع الراهن الدموي الذي مضى عليه عامان ونصف». وقال جوناثان جيكوبي الذي وقع الرسالة ذاتها إن «الأشخاص الذين وقعوا هذه الرسالة منزعجون من أن الرسالة التي تتلقاها الحكومة (الأميركية) من أطراف أخرى من الطائفة اليهودية تعارض خطة الرئيس بوش بينما ينبغي عليها أن تؤيدها بحماس».
وقد رحب اللوبي الصهيوني المعروف باسم منظمة «إيباك» وغيرها من المنظمات اليهودية الرئيسية رسميا بـ «خريطة الطريق»، على رغم تحفظات خطيرة أبدتها. إذ تثير شكوكا بصورة خاصة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمكن الوثوق بهما لإعطاء حكم ما إذا كانت «إسرائيل» والفلسطينيون يطبقون التزاماتهم في كل مرحلة من مراحل الخطة.
وكان 87 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي و297 من أعضاء مجلس النواب الأميركي وقعوا رسائل مدعومة من إيباك وغيرها من المنظمات اليهودية تحث الرئيس بوش على التمسك بالمبادئ التي أوضحها في 24 يونيو/حزيران الماضي، حين قال انه يجب على الفلسطينيين أن يغيروا زعامتهم، وينبذوا العنف ويتعهدوا بإصلاحات في مؤسسات السلطة الفلسطينية قبل إقامة الدولة الفلسطينية المؤقتة.
وقال المدير التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الرئيسية مالكولم هونلاين: «إن ما نريد أن نراه هو عملية لها فرصة حقيقية للنجاح، فنحن نعتقد أن المبادئ التي أثارها الرئيس بوش في خطابه في 24 يونيو ستعطي هذه الفرصة، وهناك عناصر في (خريطة الطريق) تتناقض مع ذلك».
وقالت المنظمات اليهودية الخيرية المؤيدة لـ «خريطة الطريق»، من دون أن تشير إلى إيباك أو غيرها في رسالتها إلى الكونغرس، إنها تريد أن تعرب عن قلقها بشأن الجهود الأخيرة لتجنب تطبيق «خريطة الطريق»، وأضافت انه «على رغم أن الخطة ليست تامة وليست بلسما فإننا كمؤيدين لإسرائيل ندرك أيضا أنها بحاجة إلى هذا النوع من الدبلوماسية الأميركية القوية».
وتقول رسالة أعضاء الكونغرس الموجهة إلى بوش إنه يتعين على السلطة الفلسطينية القيام بمزيد من الأعمال قبل أن تنظر «إسرائيل» في تقديم تنازلات.
ويذكر أن دعم بوش القوي للكيان الصهيوني أكسب الحزب الجمهوري دعما جديدا في أوساط الناخبين اليهود الأميركيين الذين يصوت معظمهم تقليديا للحزب الديمقراطي. ويسعى الجمهوريون إلى كسب المزيد من أصوات الناخبين اليهود الأميركيين الذين يمكن أن تكون أصواتهم حاسمة في السباق على الرئاسة الأميركية العام المقبل في ولاية فلوريدا ونيويورك وولايات أخرى.
وأدت الحكومة الفلسطينية الجديدة، برئاسة محمود عباس أبو مازن، ظهر أمس، اليمين الدستورية أمام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لتكون بذلك أول حكومة يترأسها رئيس وزراء فلسطيني منذ توقيع اتفاقات أوسلو.
وتضم حكومة أبومازن 25 وزيرا، نصفهم من الوجوه المعروفة في الحكومات السابقة التي ترأسها رئيس السلطة ياسر عرفات، وكان المجلس التشريعي قد منح حكومة أبومازن الثقة، مساء أمس الأول، بغالبية 51 نائبا مقابل 18 نائبا حجبوا الثقة عنها، وامتناع ثلاثة عن التصويت.
وتزامن ذلك مع قتل أربعة إسرائيليين فجرا أمس وجرح قرابة 60 آخرين في العملية الفدائية التي نفذها فلسطيني في تل أبيب، في أول عملية استشهادية فلسطينية تقع بعد تولي الحكومة الفلسطينية مهماتها برئاسة عباس، وقد استشهد أيضا أربعة فلسطينيين بنيران المستوطنين وجيش الاحتلال في نابلس وغزة ورفح بينهم مسنة ومسن.
وتبنت عملية تل أبيب كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وكتائب الشهيد عزالدين القسام التابعة حماس، وقد نددت القيادة والحكومة الفلسطينية الجديدة.
وكانت كتائب الأقصى قالت إن منفذ العملية هو شاب من طولكرم، وقد وقعت العملية في مقهى مايك بليس القريب من شاطئ تل أبيب والسفارة الأميركية، وقال قائد الشرطة في لواء تل ابيب، يوسي سدبون، إن الفدائي حمل عبوة ناسفة متوسطة الحجم، وانه لم تسبق العملية أية تحذيرات عينية، وأن رد فعل الحارس منع وقوع كارثة كبيرة فيما لو تسلل الفدائي إلى داخل المقهى، ويبدو أن الفدائي حاول الدخول إلى المقهى، فمنعه الحارس، وعندها فجر نفسه، حسبما أفاد به شهود عيان.
وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات. وقال مدير مستشفى «إيخيلوف»، غابي بارباش: «إن الإصابات في هذه العملية شبيهة بتلك التي وقعت في عملية الدولفيناريوم لا سيما أن غالبية المصابين هم من الشبيبة ويعانون من حروق».
إلى ذلك، أغلقت السفارة الأميركية أبوابها وأحاط العشرات من رجال الشرطة بمبنى السفارة.
وقد، نفذت قوات حرس الحدود الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، حملة مطاردة واعتقالات واسعة للعمال الفلسطينيين الموجودين داخل «إسرائيل»، بحجة دخولهم البلاد من دون تصاريح وبشكل غير قانوني.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن حرس الحدود اعتقلوا 1340 فلسطينيا تم طرد معظمهم إلى مناطق السلطة، فيما أجريت محاكمات سريعة لأربعة عمال، وتم خلال الحملة، أيضا، اعتقال 35 إسرائيليا قاموا بتشغيل هؤلاء العمال وتوفير أماكن نوم لهم داخل البلاد. وبعد التحقيق مع هؤلاء فرضت عليهم غرامات مالية وتم فتح ملفات لهم تمهيدا لتقديمهم إلى القضاء، إضافة إلى ذلك قررت الشرطة احتجاز 12 سيارة، لمدة شهر، بسبب قيام أصحابها بنقل بعض هؤلاء العمال.
وفي نابلس استشهد فلسطينيان، بنيران المستوطنين بزعم محاولتهما التسلل إلى البؤرة الاستيطانية «عفعات سكالي» القريبة من مستوطنة «ألون موريه». وزعم المستوطنون أن المسلحين الفلسطينيين أطلقا النيران على الموجودين في البؤرة، فجرى تبادل النيران وقتل أحد الفلسطينيين. ولم يعترف المستوطنون بقتل الفلسطيني الثاني، الذي عثرت قوة من الجيش على جثته، لدى قيامها بتمشيط المنطقة. وبحسب الادعاءات العسكرية الإسرائيلية فقد عثر على مقربة من جثث الفلسطينيين على رشاش من طراز «كلاشينكوف» وقنابل يدوية.
إلى ذلك داهمت قوات الاحتلال حي رأس العين، واعتقلت الفتى نهاد حسن عليان الناطور (16 عاما)، وهو طالب مدرسة في الصف الأول الثانوي واقتادته إلى جهة مجهولة.
وفي بيت لحم اعتقلت تلك القوات ثلاثة مواطنين في قرية الشواورة حين اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال القرية، وداهمت منازل المواطنين وعبثت بها، وعرف من أصحابها محمد خليل عايش أبوالحور، وقد فجرت أبواب منزله ودمرت غرفة النوم فيه، قبل أن تعتقل شقيقيه وتقتادهم إلى جهة مجهولة.
وفي غزة قالت مصادر فلسطينية إن فلسطينية تبلغ من العمر 55 عاما استشهدت بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة نتساريم الوقعة في قطاع غزة، وأن الشهيدة تدعى صبحية عطوة، راعية أغنام، التي أصيبت بعدة عيارات نارية في جسدها. وفي رفح أفادت مصادر فلسطينية بأن مسنـا فلسطينيا يدعى منصور أبوحدايد (67 عاما) استشهد أيضا، بنيران الجيش الإسرائيلي قرب المدينة، وأدعى الجيش أن المـسن حاول الاقتراب من موقع عسكري إسرائيلي ودخل منطقة وصفت بأنها أمنية جدا.
القدس المحتلة - الوسط
طالب الأمين العام لحزب العمل الإسرائيلي، النائب اوفير بينس، المستشار القضائي للحكومة، الياكيم روبنشطاين، الإيعاز بفتح ملف تحقيق ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون، على خلفية الشبهات التي يطرحها تقرير مراقب الدولة بشأنه.
وكان مراقب دولة «إسرائيل»، القاضي اليعزر جولدبرغ، كشف أمس، أن رئيس الحكومة شارون، خرق المبادئ التي حددتها الحكومة، وعمل على تمرير قرار يتيح تأجير أراض زراعية لبعض المستأجرين، مقابل قيام هؤلاء بدفع مصالح خاصة به وبأفراد أسرته. وجاء تصريح غولدبرغ هذا خلال قيامه بتسليم رئيس الكنيست، رؤوبين ريبلين، تقرير المراقبة السنوي
العدد 237 - الأربعاء 30 أبريل 2003م الموافق 27 صفر 1424هـ