كنت أعمل في البلدية وتعرضت على يد مديري للظلم إذ تم فصلي فصلا تعسفيا ولم أستطع مقاومته لما يتمتع به المدير من نفوذ، وعلى اثر ذلك الفصل تضررت كثيرا إذ انني إلى الآن عاطل عن العمل في الوقت الذي تشهد فيه البلاد المكرمة تلو الأخرى من لدن حضرة صاحب العظمة مليكنا المفدى إذ تم إرجاع من مسّوا أمن الوطن إلى أعمالهم بفضل تلك المكرمات، فكيف بي وأنا المظلوم (ومن أفراد هم أولى بالفصل لما يقومون به من ممارسات لا تليق بمناصبهم)، وقد تعبت في البحث عن عمل ولم أتمكن من ذلك بسبب شح الوظائف في البلاد، وعمري الكبير.
ويتلخص الموضوع في أنه ولأسباب شخصية بحتة قرر مديري فصلي من العمل إذ عندما أراد فصلي وبطريقة ظالمة أعطوني لفت نظر بأنني غير منتظم في الحضور والانصراف على رغم أنني لا أوقع على الحضور والانصراف بسبب أوامر مديري أكثر من 5 سنوات إذ انني أقضي حوائجه الخاصة أحيانا في مناطق بعيدة عن مدينة المنامة وتوفيرا للوقت أذهب لقضائها أولا ثم أحضر إلى البلدية وهذه طبيعة عملي. وللعلم في الفترة التي أعطوني فيها لفت النظر والإنذار بالفصل كنت أعمل في الأسواق المركزية في جمع المعلومات عن أملاك البلدية تمهيدا لإدخالها في الكمبيوتر إذ كنت مكلفا بهذه المهمة، وهذا يعني أنني أداوم في الأسواق المركزية بحسب الأمر، وليس في مكتبي في الهيئة البلدية ويشهد على ذلك جميع موظفي الأسواق، وكنت مهددا بتوقيع لفت نظر وإلا تم فصلي فوقعت على مضض والغريب أنهم وبعد نصف ساعة سلموني رسالة تفيد بأني موقوف عن العمل والراتب لمدة 3 أيام، ولما استفسرت عن ذلك أفادوني بأني وقعت لفت النظر قبل عشرة أيام. فقلت لهم كيف ذلك وأنا لم أوقع لفت النظر إلا قبل نصف ساعة فقط؟ فرد علي المدير نفسه بأن: الغلطة غلطتي وكان عليّ أن ألاحظ التاريخ قبل أن أوقع. فقلت له مازلنا فيها إذ يمكنكم تعديل التاريخ وأنا سأوقع لفت النظر ثانية. فقال لي: هذا شيء شكلي ولا تخف من شيء وهذا تأديب لك حتى تسمع الكلام مرة أخرى، فقلت له: هل يحصل منك ذلك في الوقت الذي كان يجب أن تكون فيه الأنزه بحكم مركزك؟ وكأنه لا يسمعني، وكل ما قاله لي انه: مشغول الآن وسيتفاهم معي مرة أخرى.
بعد ذلك طلبت مقابلته أكثر من مرة إلا أن سكرتيرته أفادتني بأنني ممنوع من الحضور إلى المكتب وعليّ أن أنتظر حتى يتم نقلي إلى قسم آخر، بعد ذلك توجهت إلى الشئون الإدارية للسؤال عن وضعي فقالوا لي: إن موضوعي إلى الآن عند مديري وهو يرأسنا جميعا ولا نستطيع عمل أي شيء ولكن عليّ الحضور يوميا، فقلت لهم كيف أحضر وأنا ليس لي مكان أداوم فيه؟ فهل يصح أن أحضر وأجلس في الممر في الوقت الذي يعرف جميع الموظفين مشكلتي وهذا يسبب لي إحراجا كبيرا؟ وقلت لهم: إنني موجود في بيتي حتى يتم استدعائي.
بعد ذلك بفترة صدر قرار بنقلي إلى قسم آخر، فقلت: الحمد لله فرجت إلا أنني فوجئت بأن المسئول هناك يفيدني بأن القسم ليس بحاجة إلي في هذه الفترة وليس لديهم مكتب فارغ حتى أداوم فيه ولكن يمكنني الحضور يوميا والجلوس أمام مكتبه في الممر وسيوفر لي كرسيا وهذا كل ما يستطيع فعله لي والحقيقة أنني مختلف مع المدير وليس لديه تفسير أكثر من ذلك وعلي أن أفهم بنفسي، وقد فهمت أن مديري ينوي فصلي وخصوصا أنه يعرفني جيدا أنني لن أقبل بالمهانة مهما كلفني الأمر.
بعدها توجهت لرئيس الشئون الإدارية وأخبرته بأنني لن أداوم حتى توفير مكتب لي للعمل فيه، أما أنني أتجول من مكتب إلى آخر فهذا غير معقول ولا يقبله المنطق وليس من صالح سير العمل في الوزارة، وخرجت وظللت أنتـظر ردهم وبعد فترة استدعاني مدير الشئون الإدارية. وقال لي: أنت مفصول وليس لي أية حقوق لأن غيابي اعتبروه من رصيد إجازتي وإذا كان عندي اعتراض فعليّ أن أتوجه إلى مديري فليس في يدهم شيء يعملونه لي، وأنه سيساعدني بأن يعطيني شهادة بأني استقلت بنفسي ولم تفصلني البلدية حتى لا أتضرر في البحث عن عمل. وبإمكاني رفع رسالة إلى لجنة التظلم، كيف ورئيس اللجنة هو خصمي في هذه القضية، ومع ذلك حاولت الدخول على مديري إلا أن سكرتيرته أفادتني وبصراحة أن كل شيء انتهى وألا أتعب نفسي. فوضت أمري إلى الله، على رغم ما حصل لي من ضرر نفسي بعدها، إذ أنني مكبل بالديون للمصرف ووزارة الإسكان لأنني أبني بيتي، ولدي أربعة أولاد منهم بنت في الجامعة واضطررت لعدم تسجيلها في العام الماضي بسبب عدم توافر الرسوم الدراسية ثم انني محكوم علي بالقبض إذا لم أبادر بدفع القرض، وأنا الآن عاطل عن العمل، وكل ما أرجوه هو إرجاعي إلى عملي في البلدية حتى أتمكن من العيش في هذه البلاد العزيزة في ظل قائد مسيرتنا ملكنا المفدى والذي ينادي دائما بتوفير العيش الكريم لأبناء هذه البلاد، ولا أريد أكثر مما يكفيني لعيشي وعيش أبنائي فقط.
م.أ.ع. (الاسم لدى المحرر
العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ