العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ

الأدب الشعبي بين الأكاديمي والهاجس المادي

هطول إلى الأعلى

تبرز الحاجة إلى تأكيد أمرين هامين يتعلقان بالتعاطي مع الأدب الشعبي... وخصوصا الشعر... الأول: على صلة بالمساحات والأفق الذي يمكن للمبدعين فيه أن يؤصلوا لقيم جديدة من خلال الانفتاح على الموضوعات غير المحددة التي يمكن للشعر أن يكون له حضور فيها... فبعد سنوات من محدودية الأغراض التي صال وجال فيها الشعر النبطي، أصبح لزاما وجود مثل تلك المساحات والأفق ، وخصوصا إذا ما عرفنا الدور الذي يمكن للشعر أن يلعبه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا.. يضاف إلى ذلك قدرة ذلك الشعر وقربه من شرائح عريضة في مجتمعاتنا العربية على اختلاف لهجاتها وأقاليمها ومناخاتها... الا ان ما يمكن الإتفاق حوله هو تمثيل ذلك الشعر لجانب هام من الذاكرة الشعبية... وكذلك تمثيله لمساحة ليست هينة من الموروث الشفاهي العربي.

الأمر الثاني: هو على صلة بالجانب البحثي الأكاديمي... والذي يكاد يكون منعدما في الكثير من الجامعات العربية... ويتم التعامل مع موضوعته (الأدب الشعبي) على استحياء وترفع وتهميش يمكن ملاحظته عبر مسح سريع لمحتوى البرامج الأكاديمية في جامعاتنا.

تبقى نقطة هامة على صلة بالأمرين المشار اليهما آنفا... وهي محدودية الدوريات المتخصصة والمحكمة في هذا الشأن... وهو أمر يمكن له فيما لو توفر، سد نقص كبير أسهم فيه تجاهل تلك الجامعات لمثل هذه الموضوعة... فمن خلال توافر تلك الدوريات يمكن للباحث والمهتم أن يقع على تناول ورصد ومباحث هامة تتناول الأدب الشعبي من زواياه وإشكالاته الكثيرة... الأمر الذي يبعث على تنشيط وقيام مجموعات أو جهات تولى ذلك الأدب جل اهتمامها ومتابعاتها وتحقيقها.

وهنا لابد من الإشارة إلى ن تعدد الإصدارات والمجلات المهتمة بالأدب الشعبي لم يخدم ذلك الحقل بالشكل والمضمون المتوخى والمأمول... بل على عكس من ذلك، أسهمت تلك المجلات في تطفل عدد كبير ممن لا علاقة لهم بالجوانب البحثية... ما خلط الأوراق... وشوه المفاهيم... وضعف من زوايا التناول... اذ لا يخفى على كثيرين الهاجس الربحي والمادي الذي صار يتحكم في توجه معظم مشاريع الإصدارات والمجلات... الأمر الذي لم يعد مهما معه التأني في اختيار النصوص الشعرية من جهة، أو المادة البحثية وأعمال الأدوات الضرورية للخروج بنتائج يمكنها أن تضيف في هذا المجال

العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً