رغم فشل سلسلة من محاولات استكشاف المريخ اقترح مسئولو برنامج الفضاء الروسي تنفيذ مشرع دولي طموح لإرسال فريق دولي مؤلف من ستة أشخاص إلى الكوكب الأحمر مع العام 2015.
ويسعى القائمون على برنامج الفضاء الروسي للعمل الوطيد مع وكالة الطيران والفضاء الأميركية ووكالة الفضاء الأوروبية لبناء مركبتين فضائيتين قادرتين على نقل الرواد إلى المريخ وإعانتهم على سطح الكوكب لمدة شهرين ثم إعادتهم بسلام إلى الأرض، كما قال، رئيس المعهد المركزي للأبحاث نيكولاي انفيموف.
ويتوقع أن تكلفة الرحلة التي ستستغرق حوالي 440 يوما وستشكل علامة فارقة في الأسفار الفضائية والتعاون الفضائي الدولي - حوالي 20 مليار دولار. وقد اقترح الروس أن يتحملوا 30 في المائة من التكاليف.
وقال رئيس مشروع المريخ في مركز م. ف كليدشا للأبحاث الفضائية فيتالي سيميونوف، أنه ينبغي أن يكون المشروع مسعى دوليا، «لأن لا بلد يستطيع أن يتعامل معه بمفرده».
وقال مسئولون فضائيون أنهم يتلقون إشارات مشجعة واهتماما من ناسا والشركاء الأوروبيين إلا أن المسئولين في ناسا لم يذكروا شيئا عن مشروع كهذا وتعذر الحصول منهم على أي تعليق على الاقتراح الروسي.
وقال رئيس بعثة وكالة الفضاء الأوروبية الدائمة في روسيا الآن فورنيه - سيكر: «إننا لا نزال بعيدين جدا من ذلك. ولكن هذا النوع من البرامج هو من المبادرات بعيدة المدى لدى كل الوكالات الفضائية». وقد اجتمع فورنيه - سيكر مع مسئولي الفضاء الروس اخيرا للتباحث بشأن المشروع.
إن إنزال بشر على سطح القمر هو حلم يراود علماء الفضاء الروس منذ زمن طويل. ولكن محاولاتهم للوصول إلى المريخ باءت بالفشل بعد الفشل حتى في عز أيام البرنامج الفضائي السوفياتي حين كانت موسكو تعلن النجاح تلو النجاح. وقد أخذ العلماء يتحدثون همسا عن وجود «لعنة مريخية».
وكان الاتحاد السوفياتي قد بدأ استكشاف المريخ في العام 1960 بإطلاق مركبتين مريخيتين غير مأهولتين في غضون أربعة أيام. وقد فشلت المركبتان حتى في الوصول إلى مدار الكرة الأرضية.
وقد أسفرت إحدى المحاولتين عن انفجار محرك صاروخي مما أدى إلى تناثر النفايات والملوثات فوق منصة الإطلاق في قاعدة بايكونور فيما اعتُبر أسوأ حادث في تاريخ الفضاء السوفياتي.
وتبع ذلك سلسلة من المحاولات مع سلسلة من خيبات الأمل. واستمر سوء الحظ للروس حتى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1996 حين أطلقوا المركبة الفضائية الطموحة، «مارس 96» التي كلفت 300 مليون دولار، على أمل أن يثبتوا للعالم أنهم قادرين على تنفيذ برنامج فضائي من الطراز الأول رغم الأزمة الاقتصادية التي عقبت تفكك الاتحاد السوفياتي.
ولكن المركبة (مارس 96) تعرضت لعطل في المحرك وسقطت في المحيط الهندي.
وقال انفيموف أنه رغم النكسات «فإننا لم نكف أبدا عن التخطيط والبحث عن الفرص لتحقيق هدفنا التالي: المريخ».
أما مشروع ناسا المتعلق بالمريخ الذي عصفت به سلسلة خاصة من النكسات فقد عاد إلى مساره في وقت سابق من هذه السنة عندما دخلت المركبة غير المأهولة «مارس أوديسي» إلى مدار حول الكوكب الأحمر وباشرت دراسة التكوين المعدني والكيميائي لسطحه.
وقال مدير معهد المشكلات الطبية - البيولوجية أناتولي غريغورييف، الذي يعمل مع رواد الفضاء الروس أن الخطط الروسية تدعو إلى بناء مركبة مشحونات وأخرى لحمل طاقم يضم ربانا (قائدا) ومساعد طيار ومهندس رحلة وطبيبا وباحثين. وسينزل ثلاثة من أعضاء الطاقم على المريخ وسيبقى الاثنان الآخران على متن المركبة في المدار.
وقال غريغورييف ان الرحلة إلى المريخ ستجيب على العديد من الأسئلة الغامضة المتبقية من الكوكب المجاور للكرة الأرضية ومنها، «هل هناك حياة على المريخ؟ وإذا كانت الحياة موجودة هناك فما هو نوعها؟»
العدد 249 - الإثنين 12 مايو 2003م الموافق 10 ربيع الاول 1424هـ