العدد 250 - الثلثاء 13 مايو 2003م الموافق 11 ربيع الاول 1424هـ

جامعة جورجيا الجنوبية تملك أكبر وأقدم مجموعة قراد في العالم

أشبه بمجموعة وحوش مذهبة صغيرة، تقف ثلاثة آلاف قرادة مغطاة بالذهب في وضع قائم منشط على منصات بحجم قطعة النقود. وبالقرب منها أكبر كمية من المعارف والمعلومات المكتوبة عن القراد وعائدة الى عصر هوميروس.

وهناك مئات الألوف من المخلوقات الماصة للدم محفوظة في خزائن معدنية حكومية.

ان المجموعة الاميركية الوطنية للقراد الخاصة بمؤسسة سميثسونيان، وهي مجموعة لا يعرف عنها كثيرون، محفوظة في مبنى للمعروضات الاقتصادية سابقا في جامعة جورجيا الجنوبية.

ويضطلع عمداء المجموعة، وهم من أبرز خبراء القراد في العالم، بمسئولية مليون قرادة ميتة تمثل أكثر من 700 فصيلة من أصل 850 فصيلة معروفة. ويقول العميد جيمس كيرانس: « هذه وثيقة تاريخية مهمة، لا أحد يعرف متى سيحدث وباء مرضي جديد. ان القراد ينقل من الامراض الى البشر والحيوانات أكثر مما ينقله أي من الحشرات والمفصليات (اللافقريات) الاخرى، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد البعوض كناقلة أمراض الى الانسان. ان العثور على بقية أجناس القراد أمر صعب جدا. يقول كيرانس: «هناك أنواع أخرى ليست كثيرة من القراد تنتظر من يعثر عليها، ونحن نتولى تحديد هويات القراد للجميع. هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن ان تتعرف فيه على هوية القراد من أي مكان في العالم». وتغطي المجموعة التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم حوالي قرن من الزمن ابتداء من أول لقاء لأميركي مع حمى جبال روكي المرقطة في بيترروت فالي غربي ولاية مونتانا، وضعوها في أحد مختبرات هاميلتون. وضم المختبر الى المعهد القومي للصحة، وهو حكومي في العام 1932.

وفي العام 1983، تحولت الأولوية في المعهد القومي للصحة من مجموعة القراد الى ابحاث الايدز. وبما ان المجموعة هي حكومية تم تقديمها الى مؤسسة «سميثسونيان». ولكن حتى خبراء «سميثسونيان» المتنوعين لا يعرفون ما يمكنهم عمله بمجموعة القراد التي بقيت من دون مكان ثابت طيلة سبع سنوات. واقترح كيرانس ومدير معهد المفصليات والطفيليات في الجامعة منذ 1983 جيمس اوليفر نقل المجموعة الى جامعة جورجيا الجنوبية. ووافق المسئولون في «سميثسونيان» على الاقتراح بسرعة. وستبقى المجموعة في الجامعة على سبيل الإعارة طويلة الأمد. وتقدم «سميثسونيان» المواد اللازمة للحفظ، مثل القوارير الزجاجية، فيما تتكفل الجامعة بتوفير المبنى ودفع رواتب العميد.

ويقوم المسئولون عن المجموعة بتحديد هوية القراد للأطباء والطلاب والمتاحف معتمدين في ذلك على الذاكرة غالبا.

إلا ان وصف فصيلة جديدة لأغراض علمية يحتاج الى تفاصيل دقيقة، وهم يطلون بعض القرادات بالذهب من اجل تخطيطها وجسها بالمجهر الالكتروني، لأن من دون الطلاء الذهبي يمكن ان يغبش حقل الالكترونات الموجود عن القرادات الصورة. وقد ارسل متحف فيلد في شيكاغو إلى كيرانس أخيرا 90 قارورة تحتوي على قراد تم جمعه خلال بعثة للبحث عن الحيوانات والحشرات في حديقة مانو الوطنية في البيرو.

ويقول عميد الثدييات في المتحف بروس باترسون ان هذه القوارير تشكل موردا غير عادي ونحن مطمئون الى انه لا يمكن مقارنة هذه الاشياء مع أكبر مجموعة متكاملة في العالم، فحسب، بل يمكن تقييمها بواسطة أحد أفضل وأمهر خبراء القراد. ليس هناك خبير يضاهي جيم كيرانس.

خدمة (أ.ب





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً