يصف الكثير من الأطباء والعاملين الصحيين وكذلك رجال الشرطة، دائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي بأنها «مكان دراماتيكي نادر» ليلة رأس السنة الجديدة من كل عام، فما مفاجآت الليلة الأولى لهذا العام؟
ليس احتفالا، لكنها مفاجأة تعكس مدى المشقة التي يعانيها العاملون في هذه الدائرة، فمع حلول أول أيام السنة الجديدة بلغ العدد التقديري الأولي للعدد الكلي من المرضى الذين استقبلتهم الدائرة من الأول من يناير/ كانون الثاني من العام 2006 حتى الأول من يناير من العام الجديد (2007) أكثر من 300 ألف مريض ومريضة، وهذا الرقم لم يجعل العاملين في الدائرة يتنفسون الصعداء أو يحصلون على استراحة استقبالا لأول أيام السنة الجديدة. فما الذي حدث؟
استقبلت الدائرة العشرات من المبتهجين بالعام الجديد وقد فقدوا الشعور نتيجة الاحتفال بهوس زائد على طاقة أجسامهم فلم يجدوا غير الأطباء في الدائرة ينقلونهم واحدا تلو الآخر، لكن الحال الأكثر خطورة هي لآسيوي في العقد الخامس من العمر عندما أحضر إلى الدائرة مضرجا بدمائه بعد أن حاول الانتحار بقطع شرايين يده! وبحسب رواية أصدقائه الذين نقلوه، فإنه كان يقضي بعض الوقت في «رومانسية حمراء» مع صديقته عندما سمعوا صراخا عاليا وهرعوا ليجدوه قد قطع شرايين يده بسكين حادة ونقلوه إلى المستشفى في حال خطرة، إذ أدخل «الإنعاش» وأنقذ الأطباء حياته، وعلى رغم مأسوية الحال، فإنها أثارت أسئلة المرضى والمرافقين ممن ينتظرون في قاعة الانتظار عن سبب إقدامه على الانتحار، حتى إن أحدهم قال ساخرا: «ربما أخبرته صديقته أنها مصابة بالايدز فقرر إنهاء حياته». ولم ترغب سيدة آسيوية في أن تكون في كامل قواها العقلية وهي تستقبل العام الجديد! فقد أحضرها زوجها نحو الساعة الثانية من بعد منتصف الليل لينقذها الأطباء من نومها الذي بدأ الساعة الثانية من بعد ظهر يوم أمس الأول (الأحد) بعد أن اكتشف أنها ابتلعت ما يقرب من «علبة أقراص منومة»، لكن الأطباء كانوا لها بالمرصاد ليعيدوها إلى الحياة من جديد لتشهد طلوع يوم عامها الجديد في غرفة الإنعاش!
ولم تكن حال إحدى السيدات العربيات - التي أحضرت وهي في قمة الإرهاق بسبب الإفراط في الشراب - ملفتة للنظر مثل حال 3 من رجال الشرطة تم إحضارهم للعلاج بعد منتصف الليل وحقنوا بحقن التيتانوس عندما هاجمتهم إحدى الآسيويات بالقرب من أحد الفنادق، ولم تتضح مشكلتها بالضبط، لكنها لم تكف عن توجيه اللكمات و«العضات» الشديدة إليهم قبل نقلها وهي مكبلة بالـ «هافكري» إلى المركز، فيما كان 3 من الشرطة يتلقون العلاج في طوارئ «السلمانية».
العدد 1579 - الإثنين 01 يناير 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1427هـ