(أ) لم ينل الزمن شيئا من تجربة هذا الشاعر الملفت. محمد علي السعيد يمضي واثقا من أدواته ونضجها المستمر، ما يتيح له الإمساك بنصوص عصيّة على كثيرين.
أنا هنا برد الشتا... ولحافه
جلدٍ عليه من الجمر ماريّه
وهناك انا نهر الظما وضفافه
ذكرى تبلل روحيَ المبريّه
بعضي: مع الحاضر يهز اردافه
وبعضي: (عوض) والعيد له عصريّه
بي من زمن جَدي: بياض اطيافه
تسكن خيالي: صورةٍ عذريّه
كم ليلةٍ مر الرقاد وطافه؟
ما جاب ذكره... ما ذكر طاريّه
الليل دربه والسهر ميلافه
مجلس حصير وليلةٍ قمريّه
شايب إذا لف البراد اطرافه
شب المسا (يا مال) وْزهيريّه
وان بعثر النسناس (حَمْد) شْفافه
يلتمّ معْ (تسبيحة) الفجريّه
وانا زماني اقبله وآعافه
أقول: بايعها وهي مشريّه
وانا زماني... آمنه وآخافه
حريّه... لكن تعني: لا حريّه
زمان لو يغري أحسّه تافه
زيف المناظر صارت اجباريّه
هاذيك لو بدلاتها شفّافه
قالوا لها: إنتي مَرَهْ عصريّه
واللي شعَرْهَا ما به احدٍ شافه
لا هيب عصريّه ولا (ظهريّه)!
هذا بعض برد الشتا ولحافه
ذكرى تدثّر روحي المبريّه
(ب) ليست ذكراه وحده... هي ذكرانا جميعا، إذ لابد أن يكون أحدنا متورطا في ملمح من تلك الذكرى التي تنثال في هذا النص بحميمية بالغة.
العدد 1585 - الأحد 07 يناير 2007م الموافق 17 ذي الحجة 1427هـ