أقر الرئيس الأميركي جورج بوش بأن بعض القرارات التي اتخذتها إدارته خلال الحرب في العراق ساهمت في عدم الاستقرار هناك لكنه لا يزال يعتقد بأنه كان على صواب في الإطاحة بصدام حسين. وقال لشبكة «سي. بي. اس» أمس إن الصراع الطائفي بالعراق يمثل عاملا لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط يمكن أن «يؤدي إلى وقوع هجمات في أميركا» وأصر على أن احتواء العنف في العراق أمر ضروري للمصالح الأميركية. وبعد إلحاح للرد على سؤال بشأن ما إذا كانت الأعمال التي قامت بها إدارته ساهمت في إشاعة المزيد من عدم الاستقرار بالعراق قال «ليس هناك شك في أن هناك قرارات جعلت الأوضاع غير مستقرة». لكنه أضاف «قراري بالإطاحة بصدام كان قرارا صحيحا في تقديري». إلى ذلك، يلتقي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم (الإثنين) بمدينة الأقصر. وقال :»سأستمع من رايس إلى الطرح الجديد للرئيس بوش ومدى ما يمكن تحقيقه بالنسبة للعراق... وعملية السلام». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتبر رؤية بوش تضع حلا لأزمة العراق قال موسى: «لا يمكن أن تحل أزمة العراق في ضوء استمرار الطائفية ووضع أجندات خفية لدعم تيارات طائفية وسياسية سواء محلية أو دولية أو إقليمية». وأضاف «نحن كمواطنين في الدول العربية علينا الوقوف بحزم ضد الطائفية سواء الظاهرة على السطح أو لمن لديه أجندات خفية». وتساءل موسى عن دور الميليشيات في العراق قائلا: «يجب أن نتفهم دورها في العراق ؛لأنه يجب أن يتم إيقاف نزيف الدم المقبل من أي زاوية... سواء من جماعات أو أفراد أو ميليشيات». وبشأن التقارير الواردة من واشنطن من أن جولة رايس تستهدف حشد الجهود وتعبئتها، وخصوصا العربية، لرؤية بوش وإذا ما كانت الجامعة على استعداد لدعم هذه الرؤية قال الأمين العام: «إننا على استعداد للاستماع والتشاور والاتفاق على خطوات وليس مطلوب منا ولا أي دولة عربية أن تنفذ ما طرحه الرئيس بوش».
وأضاف موسى «من حق بوش أن يطرح ما يشاء، ومن حق الدول ذات الدور والاهتمام بالعراق أن تطرح أيضا وجهة نظرها حتى نصل إلى ما يمكن أن يساعد العراق... ولكن لا يعني أن ما طرحه بوش غير مثير للاهتمام». وبشأن ما إذا كان يرى أن عدم إجراء حوار مع سورية وإيران، يمكن بدوره أن يذكي نار الفتنة في العراق قال موسى: «إن الفتنة اشتعلت واستيقظت» ولا يمكن أن نتحدث مع فئة من دون أخرى.
وفي الدوحة, أخذ وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على واشنطن عدم تنسيقها مع دول الخليج قبل إقرار استراتيجيتها الجديدة معتبرا ضمنا أن «سياسات» الولايات المتحدة «ألحقت ضررا بالمنطقة». وقال الشيخ حمد: ردا على سؤال بشأن التأثيرات المحتملة لخطة بوش على دول الخليج «حصل تأثير على دول المنطقة بسبب ما يجري في العراق (...) والسياسات التي أدت إلى هذا (الوضع) أحدثت ضررا بالمنطقة». وأضاف الوزير الذي سيشارك غدا (الثلثاء) في الكويت في اجتماع لوزراء خارجية دول التعاون الخليجي ومصر والأردن مع نظيرتهم الأميركية أن «الوضع خطير و يحتاج إلى حكمة سياسية من دول المنطقة والى معرفتها لمصالحها واستقرارها». واقر الوزير بوجود «شرخ خطير جدا بين السنة والشيعة» في العراق، مؤكدا أنه «يجب رأب هذا الصدع من طرف حكماء وعلماء من الطرفين».
من جهته قال وزير خارجية إيطاليا ماسيمو داليما: إن الخطة توحي «باستمرار العمل العسكري»، مؤكدا أن «هذا الجانب لا يقنع». وشدد على ضرورة تامين «عناصر المساعدة السياسية» للعراق داعيا إلى «حوار وطني عراقي يكون قادرا على عزل الإرهاب ويقدم لسنة العراق إمكانية الاندماج».
العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ