تواجه الحكومة الكويتية معضلة الاستجواب الذي تقدم به التيار الديني السلفي ضد وزير الصحة الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح، الذي قال ان الغرض من الاستجواب هو الضغط عليه للإطاحة بوكيل وزارته. ويسعى رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد اليوم (الاحد) إلى الالتقاء ببعض النواب من مختلف التيارات في مجلس الأمة للوقوف على ما يجرى في الساحة السياسية الكويتية في ظل تهديد النواب بتقديم الاستجوابات للوزراء وسينقل لهم أن الوزراء لا يستطيعون أن يعملوا في ظل هذه الأجواء المتوترة وخصوصا أن التحرك الأخير هو ثاني استجواب للحكومة يقدم في اقل من شهرين.
وقالت مصادر حكومية ان مقدمي الاستجواب فاجأوا الحكومة بسرعة تقديم الاستجواب عند الساعة السابعة و النصف صباحا في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الاستجوابات لأنهم وعلى حد قول أحد النواب يريدون قطع أي خطة حكومية للتدوير الوزاري وبالتالي فإن الدستور الكويتي يمنع رئيس الوزراء من إجراء تعديل وزاري أو تدوير للوزير المستجوب في حال قدم الاستجواب،والآن إما استجواب وزير الصحة الشيخ احمد العبدالله الصباح أو استقالة الحكومة.
وأبدى أعضاء في الحكومة الحالية ونواب في مجلس الأمة استغرابهم من مشاركة التيار الديني الحركة الدستورية الإسلامية « أخوان مسلمين» في الاستجواب، ممثلا في النائب جمعان الحربش. وقال أحد الوزراء في اتصال هاتفي «نعم لا نعرف ما الذي يجرى لابد أن هناك أجندة يسعى البعض إلى تطبيقها وإلا كيف تفسر أن يكون نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء إسماعيل الشطي ضمن أعضاء الحكومة الحالية وهو المحسوب على الحركة الدستورية الإسلامية ويعد من أحد القياديين فيها والمنظرين لها وفي المقابل يشارك تياره في استجواب وزير الصحة أحد أعضاء الحكومة».
ويرى الخبراء القانونيون انه ليس أمام وزير الصحة الشيخ احمد العبدالله الصباح خيار ثالث فإما أن يصعد منصة الاستجواب ليرد على ما ورد في الاستجواب الذي وصفه الوزير نفسه في اجتماع مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي بأنه طائفي ويريدون به رأس وكيل الوزارة عيسى الخليفة الذي ينتمي إلى المذهب الجعفري «شيعي»، مضيفا أنه أبلغ من قبل التيار الديني «شيل وكيل الوزارة عن منصبه» ونحن لا نقدم استجوابا.
إلى ذلك نقل مقربون من الوزير عنه أنه ابلغ القيادات بوزارة الصحة بان يعدوا له الردود على محاور الاستجواب لأنه يريد أن يتصدى للاستجواب في مجلس الأمة عندما يصعد منصة الاستجواب ولن يفكر في تقديم استقالته قائلا: «الاستجواب لن يخيفني ولن يثيرني فأنا مستعد له».
العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ