أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي موعد افتتاح مركز العاصمة للأسر المنتجة المتوقع في الخامس عشر من شهر مارس/ آذار المقبل الذي يصادف اليوم العالمي للأسر المنتجة. يأتي ذلك بعد أن تأخر موعد تسليم المركز عاما كاملا، إذ كانت دراسة الموضوع للانتهاء من المشروع تشير إلى أن المشروع وضعت له خطة زمنية للانتهاء منه بعد عام من تاريخ وضع حجر الأساس للمبنى.
وكان رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أناب وزير العمل والشئون الاجتماعية (سابقا) مجيد العلوي لوضع حجر الأساس في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2004، على أن يتم الانتهاء منه خلال فترة لا تتجاوز العام من بدء وضع حجر الأساس، إذ سيحتوي المبنى على طابقين يشمل الطابق الأول على قاعات عرض وتسويق، والطابق الثاني على ورش إنتاج لكل حرفة.
وأكدت البلوشي أن وزارة التنمية تطمح من خلال استراتيجيتها الوطنية للأسر المنتجة رفع عدد الأسر المنتجة من 500 أسرة مسجلة حاليا إلى 1500 أسرة، وذلك من خلال التنسيق مع وزارة العمل والمشروع الوطني للتوظيف.
وتبلغ كلفة المشروع 464 ألفا و913 دينارا بحرينيا، وهو يأتي المركز كمحصلة لما حققه مشروع الأسر المنتجة عبر أكثر من ستة وعشرين عاما مضت، ومدى الاستجابة التي حققها هذا المشروع من قبل الأسر المستهدفة، وحرص الحكومة على رعاية مواطنيها شكل حافزا قويا للسعي نحو إيجاد مركز متخصص لرعاية هذا المشروع، لما سيوفره المركز من ورش إنتاجية إلى جانب معرض دائم لمنتجات هذه الأسر وفتح فرص للتسويق، إذ سيكون هذا المركز بمثابة الانطلاقة الفعلية بالمشروع نحو التأصيل والتطوير المستمر، علاوة على كونة رافدا من روافد السياحة في المملكة.
ويتضمن المشروع إنشاء مركز الأسر المنتجة، ومحطة كهرباء فرعية وغرفة للتحكم، بالإضافة إلى جميع الأعمال الخارجية ذات العلاقة وكذلك شبكة تصريف المياه، كما روعي في المشروع جميع الجوانب الفنية والجمالية لما يتميز به هذا المشروع من موقع بارز بالقرب من كوبري السيف الذي يعتبر احد التقاطعات المهمة والأكثر استخداما في المملكة.
كما يحتوي المشروع الذي بدأ العمل به بتاريخ 5 فبراير/ شباط 2005 على عدد من ورش التدريب، بالاضافة إلى صالة عرض لعرض المنتوجات والحرف اليدوية وعدد من غرف الكمبيوتر.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي «إن مسئولية بناء الأسرة والحفاظ عليها هي مسئولية وطنية لا تقتصر على مؤسسة أو جهة واحدة، بل هي مسئولية مشتركة متكاملة، وهذا ما دفعنا إلى الاهتمام بشئون الأسرة وتنمية مواردها من الجانب الاقتصادي من خلال وضع أجندة واضحة لبرامج الأسر المنتجة وتقديم الدعم لها، واستجابة لتوجهات القيادة السياسية بالمملكة».
وأكدت البلوشي أن مجمع العاصمة الأسر المنتجة يعد الأول من نوعه في المملكة ومنطقة الخليج العربي كونه يجمع بين خدمات القيمة المضافة المتطورة لمشروعات ومشروعات الأسر المنتجة البحرينية. ويعتبر هذا المجمع المشروع الأول ضمن عدد من مراكز الأسر المنتجة التي ستقوم الوزارة بافتتاحها تباعا في محافظات المملكة.
التحول من مرحلة «الرعاية» لـ «الإنتاجية»
وقالت البلوشي إن الهدف من إنشاء مجمع العاصمة للأسر المنتجة هو التحول في سياسة دعم مشروعات الأسر المنتجة من مرحلة «الرعاية» إلى مرحلة «التنمية والتطوير» عبر توفير البنيه التحتية المتطورة من الدعم والخدمات المتخصصة لزيادة فرص نجاح هذه المشروعات وكي تتمكن من المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، وهذا ستؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة دعم الاقتصاد الوطني وعدم التنمية في مملكة البحرين.
وأشارت البلوشي إلى أن مجمع العاصمة يتصف بالكثير من السمات منها تواجد المجمع في منطقة السيف وهي منطقة الأعمال والسياحة الجديد في البحرين بما تمثله من وجود الكثير من المراكز التجارية الكبرى بالاضافه إلي منطقة المصارف والشركات ووجود عدد كبير من الأسر المنتجة التي ترغب وتطمح في تنميه وتطوير أعمالها عبر التسويق الدائم والخدمات الأخرى.
ويعتمد المجمع على ركيزتين الأولى هي إتاحة وحدات لعرض المنتجات بشكل دائم حيث يمثل المجمع احدي نقاط الجذب السياحي في المملكة لما سيمثله من تركيز لعدد من الأسر التي تعمل في تصنيع المنتجات البحرينية التراثية والأصيلة من ناحية، بالإضافة إلى تقديم حزمة من الخدمات المتخصصة من ناحية أخرى. وتشمل خدمات المجمع الخدمات الإدارية والاستقبال والبيع المركزي، التدريب في مجلات الإنتاج وإدارة المشروع الصغير، محلات لعرض المنتجات البحرينية الأصيلة بإيجار مخفض وفترات سماح طويلة بالإضافة إلى عدد 4 مراكز متطورة.
مركز التصميمات والابتكار
وبينت البلوشي أن مركز التصميمات والابتكار لمشروعات الأسر المنتجة يمثل احدي الأفكار الرائدة غير التقليدية التي تعمل علي توفير التصميمات والأفكار الابداعيه في المجالات التي تعمل فيه الأسر المنتجة، بالإضافة إلي تنفيذ برامج تدريبيه في هذه المجالات بهدف تأصيل التصميمات وتطوير الجودة والحرفية وإنتاج مجموعة من المنتجات المستوحاة من تراث وروح البيئة البحرينية القديمة في ذات الوقت تعبر عن تصميمات عصرية وعلى مستوى عالمي.
ويركز المركز علي الارتقاء بالمنتجات والتصميمات لتوافق الأذواق والمستويات وتطويرها، مع تسهيل تنظيم الأنشطة والبرامج التدريبية الابتكارية المتخصصة لكل فئة من أصحاب المشروعات ولكل قطاع من المنتجات، بالإضافة الى إعداد دراسة حصرية عن حجم ونوعيه منتجات الأسر المنتجة والحرفيين والمنتجات التقليدية بهدف تشخيص للحالة الراهنة للأنشطة وتقديم مقترحات التطوير ودراسات جدوى مبدئية للمشروعات التقليدية التي ينتظر نجاحها في كل محافظة ما يتيح بناء بنك معلومات عن الأسر المنتجة وإمدادهم بشكل مستمر بالمعلومات عن الأسواق والخامات وأدوات الإنتاج.
ورشة لتصميم وصياغة الذهب والمجوهرات
نظرا لضعف فرص العمل الفنية المتاحة من قبل القطاع الخاص والعام امام الباحثين من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص ما يزيد من صعوبة حصولهم علي فرص توظيف وإندماج هذه الفئة في سوق العمل، كما ان معظم الوظائف المتاحة تمثل وظائف ثانوية ذي مهمات بسيطة ولا تساعد على إظهار مهاراتها الإبداعية. فقد عمدت الوزارة في تبني المجموعة الأولى من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تخرجت من معهد البحرين للتدريب، حيث الأعمال والتصاميم التي قامت بإنجازها خلال سنتين من التدريب في المعهد.
وأكدت وزارة التنمية أن المنتوجات التي قام بتصميمها ذوو الاحتياجات الخاصة حازت على إعجاب الكثيرين لما لها من إبداع وجمال ودقة في الصنع.
وتهدف ورشه تصميم وصقل المشغولات والمجوهرات بشكل رئيسي الي إتاحة معدات بشكل مجاني يصعب على الفتيات المستهدفات شراؤها وتحمل نفقاتها، ما يتيح إبراز قدرات هؤلاء الفتيات ذو الاحتياجات الخاصة (صم وبكم)، بالإضافة الي تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لإنجاح عملية تأسس مشروعات خاصة بهم، مع تطوير المهارات مثل مهارات البيع وفن التعامل مع الزبائن. ما يتيح في الاخير إدماج هذه الفئة المنتجة من العاطلين في عملية تأسيس نشاط إنتاجي خاص بهم مما يتيح إدماجهم بشكل طبيعي كأفراد منتجين فاعلين، وهذه الورشة تم تأسيسها بالتعاون مع احد المتخصصين ذوي الخبرة الطويلة من العاملين بمعهد البحرين للتدريب.
مركز تكنولوجيا المعلومات
ورأت البلوشي أن مركز تكنلوجيا المعلومات يمثل احدا محاور تطوير مشروعات الأسر المنتجة والعاملين عليها وربطهم بالمتغيرات والمستجدات العالمية في الصناعات اليدوية الأصلية بالإضافة الي ربط هذه المشروعات بتقنيات المعلومات.
والمركز المقترح عبارة عن وحدة متخصصة تشمل عددا من الحواسب الآلية والبرمجيات المتخصصة في إدارة الأعمال والذي تم الاتفاق علي إقامته من خلال التعاون مع شركة عالمية. ويعمل المركز علي توفير المعلومات عن الأسواق المرتبطة بمنتجات الأسر المنتجة وخدمة الانترنت وتصميم المواقع الترويجية بالإضافة إلي تنظيم البرامج التدريبية المتخصصة في استخدامات تكنولوجيا المعلومات في الحسابات وإمساك الدفاتر والتسويق الالكتروني لمنتجات الاسر.
مركز تطوير الخزف
وأقدمت وزارة التنمية علي تأسيس مركزي للخزف في كل من مركز سترة ومركز المنامة الاجتماعي كما قامت بتدريب مجموعات كبيرة من الافراد خلال الاعوام الماضية.
ويهدف المركز الي التدريب على التشكيل وتعلم أسس التشكيل وابتكار نماذج جديدة ومختلفة من الأواني والأطباق ذات المقاسات المختلفة التي يتم نقشها والزخرفة عليها والتدريب علي تشكيل أدوات المائدة، والتدريب على كيفية تركيب الجليس وابتكار ألوان جديدة وتعلم طرق مختلفة وجديدة لإتمام عملية الحرق، وكيفية تلوينها بالأكاسيد وتركيبها، وكذلك التدريب على كيفية الرسم بالفرشاة على سطح الفخار وسطح البطانات البيضاء والملونة. بالإضافة الي التدريب سيتم حل مشكلات الاسر المنتجة الحالية مع منتجات الخزف.
العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ