العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ

الحضور النسائي في عاشوراء بحاجة إلى التقييم

مديرة حوزة «الغريفي» النسائية:

«الحضور النسائي العاشورائي في البحرين على رغم تميزه، ينقصه التقييم». هذا ما تراه مديرة حوزة الغريفي النسائية رقية الكنكوني، التي تقول إن ما ينقص الحضور النسائي في إحياء عاشوراء في البحرين يتركز بشكل رئيسي في عدم وجود عملية تقييم سنوية لكل الفعاليات والتطبيقات التي تتم في المآتم النسائية، مفسرة ذلك بكون هذه المآتم تفتقر إلى أساليب تنظيم اللجان وتوزيع العمل، لكون قيمومتها بيد كبيرات السن اللاتي لا يدركن تماماَ ما لهذه العملية من أهمية.

جاء ذلك في ورقة عمل قدّمتها في «مؤتمر عاشوراء» الذي أقامه المجلس العلمائي وحملت عنوان «الحضور النسائي في الشعائر الحسينية».

وتفصل الكنكوني نقاط الضعف الرئيسية التي يعاني منها الحضور النسائي في إحياء عاشوراء في البحرين، على رأسها إصرار بعض المآتم النسائية على الاعتماد على النهج الروائي التقليدي والموبوء بالروايات فاقدة السند على رغم وجود البدائل لذلك بحسب رأيها، كما تؤكد أيضا أن كثيرا من المآتم تشكو من صعوبة الحصول على محاضرة أو خطيبة مقتدرة لإحياء موسم عاشوراء، إلى جانب كون المشاركة النسائية، على رغم تطورها وتعدّد أشكالها وتنامي جمهورها، ضعيفة التأثير في التهذيب والتشذيب السلوكي، مستشهدة في ذلك بمظاهر عدم الالتزام وأحيانا «المجاهرة بالمحرّمات في أيام الإحياء بين الشابات».

وترى الكنكوني أيضاَ أنه على رغم كثرة المآتم وبيوتات العزاء فإن بعض هذه المؤسسات النسوية تفتقد إلى المكان المناسب للإحياء، وفي الوقت الذي يلاحظ فيه الإنفاق ببذخ بشكل تهدر فيه الأموال في بعض المآتم، تشكو مآتم أخرى من قلة الموارد، ما يؤثر سلبا في عملية الإحياء.

أما المأخذ الأبرز بين المآخذ التي تناولتها الكنكوني في ورقتها فهي أن «نساءنا مازلن يفتقدن الوعي الحقيقي والاستيعاب الفعلي لعملية الإحياء وهادفيتها». ولم تغفل الكنكوني ذكر تأثير إحياء عاشوراء على أسر النساء، إذ ذكرت أن «الانشغال الكبير من قبل القائمات على الإحياء والحاضرات يؤدي إلى إهمال أسرهن، ما ينشئ قصورا في عملية الإحياء التي تهدف إلى بناء أسرة قويمة». كما لم تغفل الكنكوني مقارنة الحضور النسائي في هذا الموسم في البحرين، بحضورهن في مناطق أخرى كالقطيف وسيهات ولبنان وإيران، وفي ذلك تقول «على رغم تنوع الإحياء النسوي فإننا مازلنا في طور متأخر عن بقية المناطق، إذ تعدّدت فيها أوجه الإحياء باستخدام وسائل مبتكرة منها المعارض والمراسم والمسارح والمشروعات الأخرى التي طالت حتى أصحاب الديانات الأخرى».

وتضع الكنكوني مجموعة من الحلول التي تقترحها للترقي بالحضور النسائي في هذا الموسم الديني أولها تخصيص مندوبات «دائمات» من قبل الجهات العلمائية المؤثرة (مقترحة «المجلس العلمائي»، مثلا) لتمثلن حلقة وصل ضمن خطة شاملة، بشرط أن تقمن بدور صلة الوصل بين المجلس وكل من قيمات المآتم أو اللجان المنظمة، ومسئولات اللجان النسائية في القرى والمدن، والحوزات والمراكز الدينية.

وتوصي الكنكوني بالاهتمام بالشريحة الشبابية بصورة أكبر، والعمل على توفير أرضية مناسبة لجذبها والتركيز في هذه المواسم على الجانب السلوكي بطرق عملية مؤثرة. وفيما تقترح أن تتم المساهمة في توفير مستلزمات الإحياء للفعاليات العاشورائية عبر تقصي احتياجات المآتم وخصوصا الشبابية منها، وتوفير جهات داعمة لهذه الاحتياجات، توصي الكنكوني في ورقتها بترسيخ البعد الإسلامي والمحافظة على عدم تغييب الجانب الشرعي في المشروعات الإحيائية، ذاكرة مشروعات التبرع بالدم مثلا لذلك. وتوصي الكنكوني بالسعي إلى تخريج دفعات نسوية جديدة للتبليغ والخطابة نتيجة الطلب المتزايد وتجنب حصر الإحياء في محاضرات وخطيبات معدودات، ما يؤدي إلى إرباك الأسر.

العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً