ليس هو خروجا عن المألوف، أو مخالفة الجماعة، أو شق العصا أن يتباهى المرء بذكرى عاشوراء الحسين (ع)، وفي الوقت ذاته، ينتقد - بصدق ،وموضوعية ، ودقة، ونية خالصة - ممارسات ما عاد يمكن السكوت عليها. وليس ذلك من قبيل إثارة القلاقل أو النقاشات الجانبية بقدر ما هي حالة شجاعة نادرة وحقيقية؛ لحماية هالة القدسية الأصيلة للذكرى بكل تفاصيلها.
تتشعب الأمور اليوم، ولكن حينما تقرأ لأحد مشايخ الدين ، أو المثقفين ، أو الكتاب ممن يتحدثون في الإطار الحسّاس ؛ لنقض ونقد بعض الممارسات التي اعتاد عليها الناس سنوات طويلة، فكأنك بذلك تقف على فوهة بركان... لم كل هذا؟ أو ليس من المنطقي أن تعالج نفسك حين تشعر بآلام مزمنة، وقد تمكنت من تحديد العلة؟
في موضوع الممارسات العاشورائية، ما تعوّد عليه بعض ممن لا يعرف الحسين «إطلاقا» إلاّ اسما أو حفظا لحديث شريف! ثم يدّعي محبة أهل البيت ،وهو ينصب لهم العداء في كل لحظة من لحظات يومه. في هذا الموضوع، مقام طويل ،وشتائم ،وإهانات ،وتشويه وتشبيه بالهندوس، والفرس، والبوذيين، واليهود. كل ذلك، صحيح للأسف في بعضه؛ لأنه تطابق مع ممارسات خاطئة اعتاد عليها الناس، ولم يكلف بعض العلماء نفسه مواجهتها رغم علمه بخطورتها.
لذلك، لا يمكن أن تستغرب حينما يشنّ أحد المتربصين بالـ»جعفرية» هجوما بقنابل اصطادها في بعض الكتب، أو بعض الصور من باكستان والهند، أو وجد في صور من يمشون على الجمر، ويجرحون أنفسهم فرصة للنيل من المذهب. لا تستغرب؛ لأن هناك من يعلم بأنها ممارسات خاطئة ولم يتكلم، فصمت حتى تحدّث الآخر، وهذا الآخر طبعا لن يكون منصفا ليقول الحقيقة كاملة: «هذه ممارسات لا تعني الطائفة كلها، إنها تعنى من تمكن منه الجهل في الممارسة، وابتعد عن فهم الذكرى، وخاف منه، مَنْ عليه مسئولية التوجيه ،والنصح خشية العواقب الشديدة».
ممارسات عاشوراء الخاطئة، والتي يعلمها الخطباء ،والرواديد، والمثقفون قبل غيرهم... يجب أن تنتهي، ولنبدأ من هذا العام، ولنقبل على الحسين (ع) بصدق...
إني وفدت على الحسين @@@ فهالني حسن الوفادة
سعيد محمد
العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ