العدد 2244 - الإثنين 27 أكتوبر 2008م الموافق 26 شوال 1429هـ

«كلية المعلمين»... حروف مبهمة

منذ يومه الأول في المدرسة الابتدائية... وجد نفسه عجينة في يد مدرسيه قابلة للتشكيل بأية طريقة، فكان كل مدرس يضفي بلمساته آثارا في تلك العجينة، إما أن تكون آثارا إيجابية وإما أن تكون آثارا سلبية، لم تدرك الجهة المسئولة عن اقتصار خطة الدراسة إلى تعليم اللغة الإنجليزية في الحقبة الأولى فلم يستطع مدرس اللغة الإنجليزية أن يضفي لمساته إلا بعد فوات الأوان... إذ أخذت العجينة بالتصلب وأصبح من الصعب تشكيلها، فنتيجة لذلك... تولدت كراهية وعدم مبالاة لدى الطالب تجاه هذه المادة، فضلا عن سوء شرح المدرسين الأجانب الذين كانوا يمنحون الطلاب الامتحان على طبق من ذهب ليحفظوه ثم يأتوا لتقديمه.

بنى لغته الإنجليزية على هامش حتى وصل المرحلة الثانوية فلم يجد من يشجعه ويساعده على بناء لغته، بل الأسوأ من ذلك... كان كل مدرس يحبطه ويلومه بدلا من تشجيعه ومساعدته، لذا وجد من «الضاد» شعلة له، ومن الـ AB ظلاما، فأخذ يبحث عن مبنى يحضنه في المرحلة الجامعية يجد فيه شعلته المضيئة، فكانت كل الأبواب تبدو دامسة الظلام أمامه عدا باب واحد، رآه مضيئا بعنوانه وشعار صرخة «ارفع يدك... كن معلما»، ومساعده أيضا على حملته الترويجية التي جابت كل المدارس الثانوية والتي أتت بمغريات وضمانات يحلم المرء بالحصول عليها، ولم يدرك أنها سجن وخيبة له، أغروه بالعربية ووعده بنورها وأن الأساس في تدريس هذه الكلية لن يقوم إلا عليها.

ترك كل طموحاته لأنه انخدع فوجد بها ضالته، اجتاز كل الحواجز لأجلها وبدا مطمئنا لها، حتى رن هاتف المنزل مبشرا بقبوله للولوج بها، وأخيرا... ها هو يوقع على عقدها المشئوم ليبدأ حياته وراء قضبانها، توالت الأيام وبدأت الدراسة، وإذا بالوعود كلها أوهام، وإذا به يتوه في الظلام من جديد حاول المواصلة فيها ولكنه وجد نفسه في متاهات معقدة لا مخرج منها، بدأت طموحاته تتلاشى كلما مشى فيها، لا يعرف من أين الطريق، تصفعه صدمة بعد صدمة، قوانين بالإنجليزية... مناهج بالإنجليزية... شرح بالإنجليزية... مشاركة بالإنجليزية، حتى أوجب عليه التفاهم مع مشرفته الخاصة في الكلية باللغة الإنجليزية وهي أجنبية لا تفقه ذرة من العربية، فأين وعدكم بالتحدث بالعربية؟

وعدوه بأفضل الأساتذة لكنه وجد البعض منهم لا يجيد لفظ الإنجليزية بالشكل الصحيح، حتى وصل الحال بالأستاذ أن يأتي مصطحبا معه مترجما ليعيد بالتوضيح ما يقوله الأستاذ الأول، بل إنه يعجز عن فهم كل ما يقدمه الأستاذ الأول نفسه، فكيف لطلاب ذوي خلفية ضعيفة في الإنجليزية أن يدركوا ما يقول، بالإضافة إلى التبديل المتكرر لعدد من الأساتذة ثلاث مرات في أربعة أسابيعهم الأولى، أدى إلى تشتيت أفكار الطلبة لاختلاف الأسلوب من أستاذ لآخر.

الأسوأ من ذلك... المغريات المادية التي وعد بها مروجو الكلية أدت إلى دخول خاطئ لبعض من ليست لديهم الرغبة في التعليم وإنما طمعا في المادة وضمان الوظيفة، وهذا سينعكس سلبا على الأجيال المقبلة وسيؤدي إلى تدميرها، ومن السلبيات أيضا... الوصول المتأخر للكتب من الخارج وعدم توفير الجو الملائم للدراسة من ناحيتين، الأولى: رائحة الطلاء والأصوات المزعجة التي تعم الكلية نتيجة أعمال الصيانة المتأخرة، والثانية البرودة الشديدة داخل المبنى والتي لجأ الطلبة بسببها إلى المسئولين لحل هذه المشكلة ولكن من دون جدوى.

وأخيراَ... أراد الخروج من قضبانها ولكن بعد فوات الأوان، حيث ضاع فصل دراسي كامل عليه، فمن يعوضه عما سلف وضاع، فالوقت من ذهب، ولكن السؤال الذي يدور في ذهني: من المسئول عن ضياع فصل دراسي كامل عليّ، نعم هذا ما حدث لي، هل المسئول هو الحملة الوهمية الكاذبة أم مدرسو اللغة الانجليزية أم الجهة المسئولة؟

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 2244 - الإثنين 27 أكتوبر 2008م الموافق 26 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً