قتل 3 أشخاص وأصيب أكثر من 150 آخرين في مواجهات اندلعت أمس بين أنصار المعارضة والحكومة في أحياء عدة من بيروت، على خلفية صدامات بدأت في جامعة بيروت العربية بين طلاب من مناصري المعارضة والحكومة. ودعا رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وحزب الله مناصريهم إلى «ضبط النفس». وقال بري مخاطبا جميع الأحزاب والقوى إن «لبنان تحول شوارع وهذا البلد حرام أن نضيعه هكذا وآن لنا أن نتعلم من دروس الماضي». وأضاف «أناشدكم بكل ما تملكون من قوة أن تخرجوا من الشوارع وتعودوا إلى أعمالكم».
وكان الحريري دعا «أهل بيروت» إلى «الهدوء وضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريدون تخريب النتائج الايجابية لمؤتمر (باريس 3)». كما ناشد الرئيس اللبناني العماد اميل لحود جميع الفرقاء الانسحاب من الشوارع والتزام المنازل والامتناع عن أي أعمال من شأنها زيادة مآسي اللبنانيين وعذاباتهم.
من جانبه، وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر قناة «المنار»نداء إلى كل اللبنانيين، دعاهم فيه إلى إخلاء الشوارع، وضبط النفس والهدوء والعودة إلى المنازل، والتعاون مع الجيش. وأضاف «ان اخطر ما يخطط هو دفع لبنان إلى الحرب الأهلية والفتنة» وتابع «ادعوا الجيش للتشهير بمن يستخدم السلاح ويطلق النار». وأوضح نصرالله أن «المعارضة عندما اكتفت بخطواتها الثلثاء كان لديها معلومات تؤكد أن هناك من يحضر لمواجهات مسلحة في الشارع». وأكد «إن كل من يحمل سلاحا بوجه أخيه اللبناني هو إسرائيلي».
وأفادت مصادر طبية أن شخصين مواليين للمعارضة قتلا وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين بجروح في هذه. وكانت المواجهات اندلعت في أحياء عدة من بيروت إثر صدامات بين طلاب من الجانبين في جامعة بيروت العربية جراء استفزازات متبادلة على خلفية الصراع السياسي، تخللها عراك بالأيدي والحجارة انتقل من كافيتريا الجامعة إلى صفوفها ثم إلى الشارع، ما استدعى تدخل الجيش للفصل بين عشرات من الطلاب. وتركزت المواجهات خصوصا في حيي طريق الجديدة وزقاق البلاط إذ تم إحراق سيارات. وقال شهود إن ناقلات جند للجيش تمركزت عند مدخل الجامعة العربية التي توقفت الدروس فيها وضرب الجيش طوقا أمنيا في المنطقة. وذكروا أن المواجهات توسعت إلى منطقتي الكولا والمدينة الرياضية المجاورتين وتم إحراق عدد من السيارات وتحطيمها وبات الدخان الأسود يغطي منطقة الصدامات فيما سمعت أصوات عيارات نارية غزيرة. وأعلنت الجامعة اللبنانية الرسمية إقفال أبوابها حتى الاثنين المقبل، وذلك لتفادي أي صدامات بين طلابها. وكانت مصادر أمنية ذكرت أن حصيلة الموقوفين من الذين تسببوا في أعمال العنف والشغب خلال إضراب الثلثاء الماضي بلغ 132 شخصا من مختلف المناطق اللبنانية.
إلى ذلك، ربط أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس حل الأزمة في لبنان بتحقيق مطالب غالبية الشعب اللبناني، في حين أمل نظيره السعودي الأمير بندر بن سلطان بأن تثمر جهود طهران والرياض في تحقيق مصالح الأمة الإسلامية.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى لاريجاني قوله، خلال مراسم وداع الأمير بندر في ختام زيارته إلى طهران، إن «القضية اللبنانية قضية قابلة للحل»، مضيفا «أن طريق الحل لهذا الموضوع هو تحقيق مطالب غالبية الشعب اللبناني من أجل عودة الاستقرار إلى لبنان». وقال إن إيران «تجري مشاورات مع السعودية فضلا عن الدول الأخرى في المنطقة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك».
ووصف الأمير بندر إيران بأنها «دولة كبرى في العالم الإسلامي»، وقال «لقد تباحثت خلال لقاءاتي مع المسئولين الإيرانيين بشأن المشكلات القائمة في العالم العربي والإسلامي». وأعرب عن أمله في أن تثمر جهود طهران والرياض في إطار تحقيق مصالح الأمة الإسلامية وذلك عبر اتخاذ المزيد من الخطوات العملية في هذا المجال. وأعلن المسئول السعودي انه سلم المسئولين الإيرانيين رسالة من الملك عبدالله. وقال إن العاهل السعودي «شدد على وحدة المنطقة والتضامن بين دولها، وهو مقتنع بأن هذه الدول قادرة على الحفاظ على استقلال المنطقة ومنع التدخلات الخارجية». وأضاف «يجب منع مؤامرات الأعداء (...) الذين يسعون إلى إيجاد انقسامات بين الشيعة والسنة».
العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ