في خطوة تؤكد المكانة الكبيرة التي حظيت بها حلبة البحرين الدولية على خريطة رياضة السيارات العالمية وتأكيدا على كونها أيضا موطنا لرياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط»، أقدمت شركة إدارة الفورمولا 1 «FOM» على تجديد التعاقد مع حلبة البحرين الدولية لاستضافة جولات سباقات الجائزة الكبرى للفورمولا 1 لبقية العقد الجاري وأواخر العقد المقبل من الألفية الجديدة، لتحظى البحرين بحقبة طويلة الأمد لاستضافة الحدث الرياضي الذي يعد من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم.

هذا الاتفاق من شأنه الدفع بقوة باتجاه تركيز مملكة البحرين على الالتزام السنوي بالحدث الكبير والعمل على إنجاحه وتطويره وذلك من خلال الخطط طويلة الأجل التي تكفل تطوير التقويم السنوي للحوادث والفعاليات التي تستضيفها الحلبة، والعمل على تعزيز الصورة التي كونتها الحلبة لنفسها من خلال ثلاثة استضافات ناجحة لسباق الفورمولا 1 في الأعوام الماضية إضافة الى دورها الواضح في تعزيز رياضة السيارات في المنطقة.

إيكلستون: البحرين ستستضيف السباق لفترة طويلة

عراب الفورمولا 1 ومالك شركة إدارة الفورمولا 1 البريطاني بيرني إيكلستون عبر عن سعادته لحصول مملكة البحرين على تعاقد جديد لاستضافة الحدث ولفترة زمنية طويلة، مشيرا إلى انطباعه الإيجابي الكبير للاستضافات الثلاث التي قامت بها حلبة البحرين الدولية في الأعوام الثلاثة السابقة للسباق وردود الفعل الإيجابية الكثيرة التي تحصلت عليها الحلبة، ما يؤكد كونها إحدى الحلبات المتميزة في عالم الفورمولا 1 والتي يجب دعمها وتعزيز موقعها في البطولة لفترة طويلة جدا.

وقال إيكلستون بنبرة واثقة: «يسعدني أن أؤكد للجميع أن العلاقة التي تربط حلبة البحرين الدولية بإدارة شركة الفورمولا 1 ستستمر في المستقبل لفترة طويلة جدا، ونحن نتطلع الى رؤية سباقات رائعة ومثيرة على هذه الحلبة المتميزة كما شهدنا في الأعوام الماضية».

ومضى عراب الفورمولا 1 ليقول: «قبل ثلاثة أعوام لم يكن للفورمولا 1 وجود في الشرق الأوسط، ولم تكن لدينا هذه العلاقة القوية مع أي دولة في المنطقة، إلا أن البحرين تمكنت من بناء صرح رائع من صروح هذه الرياضة في العالم ونجحت بجدارة في الفوز بجائزة أفضل تنظيم لسباق الجائزة الكبرى وفي عامها الأول».

وأكد إيكلستون أن مملكة البحرين يحسب لها قيامها بخطوة جريئة وشجاعة في ترسيخ وتأسيس أسس لهذه الرياضة العالمية، وأنها جاءت بناء على نظرة عميقة للمستقبل وما تحمله رياضة الفورمولا 1 من أوجه عديدة للاستثمار وإنعاش منطقة الشرق الأوسط ككل وليست البحرين وحدها.

وأشاد إيكلتسون بصور التعامل الراقي الذي أبدته مملكة البحرين مع أسرة الفورمولا 1، مشيدا بالعلاقة الحميمة والتقدير الكبير الذي يلمسه من الحكومة البحرينية التي تبذل كل جهودها لإنجاح سباق الجائزة الكبرى، إضافة الى جهود سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، مثمنا الجهود التي يبذلها الفريق العامل بحلبة البحرين الدولية وسعيه الدائم لتحقيق مزيد من التألق والنجاح، مؤكدا أن أسرة الفورمولا 1 تفخر بوجود حلبة رائعة مثل حلبة البحرين الدولية تتميز عن غيرها بأساليب الضيافة والترحيب المتميزة.

الزين: رؤية الملك أدخلت الفورمولا الشرق الأوسط

من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية طلال الزين رؤية عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي بفضلها جاءت سباقات الفورمولا 1 إلى مملكة البحرين وإلى منطقة الشرق الأوسط، وليتحول سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج إلى أهم حدث رياضي سنوي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي أعرب فيه الزين عن سعادته بتجديد عقد استضافة حلبة البحرين الدولية لسباقات الفورمولا 1 لحقبة طويلة من الزمن، أكد الزين أن رؤية الملك جاءت لتبين للجميع أن رياضة الفورمولا 1 حققت لنفسها وضعا جعلها تتحول إلى أحد أهم موارد الدخل في العالم، من خلال تنشيط الحركة التجارية وزيادة النشاط السياحي، إضافة إلى التوعية بنجاعة الاستثمار في البحرين، مبينا أن هذا بالضبط ما حصل، إذ شهدت البحرين جذبا للاستثمارات والمشروعات وتهافتا من قبل السياح وتحركت عجلة الاقتصاد الوطني بشكل قوي.

وقال الزين: «نجاح سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج بلغ أكثر من الطموح والآمال التي وضعناها من خلال هذا العمل الضخم، وفعلا يسرنا أن نرى كل الاهتمام والمشاركة في إنجاح هذه الرياضة من قبل الجماهير المحبة لها إضافة إلى الرعاة والشركات وغير هؤلاء ممن يسهمون في عملية النجاح وازدهار حلبة البحرين الدولية في المنطقة».

وأكد الزين أن الاتفاق الجديد الذي أبرمته حلبة البحرين الدولية مع مالك شركة إدارة الفورمولا 1 بيرني إيكلستون يعدا اتفاقا ثمينا يضمن بقاء الفورمولا 1 في موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، والتأكيد على مكانة مملكة البحرين بكونها أول دولة في المنطقة أقحمت الفورمولا 1 ضمن أكبر الفعاليات الرياضية السنوية التي تشهدها المنطقة، وأن هذا التعاقد يجعل البحرين تستمر في التميز والتطوير من عام لآخر في ظل بقاء السباق العالمي في أحضان حلبتها لحقبة طويلة من الزمن.

مكاسب حققتها حلبة البحرين الدولية

يذكر أن حلبة البحرين الدولية أنشأت في 16 شهرا وهو رقم قياسي وبكلفة قدرها 150 مليون دولار، وافتتحت باستضافة أول سباق لجائزة البحرين وطيران الخليج للفورمولا 1 في 4 أبريل/ نيسان 2004.

وكرم الاتحاد الدولي للسيارات الـFIA حلبة البحرين الدولية بجائزة أفضل تنظيم في أول عام لها بشهادة حاضري السباق من رعاة رسميين وشركاء في أسرة الفورمولا 1 إضافة الى الفرق الرياضية والسائقين وحتى الجماهير.

كما تشرفت مملكة البحرين باستضافة الجولة الافتتاحية للبطولة في العام 2006 حين اعتذرت استراليا عن استضافة سباق ملبورن الافتتاحي لتعارض السباق مع ألعاب الكومنولث، وحققت البحرين نجاحا باهرا وسجلت الأسواق الأوروبية الرئيسية فقط ثلاثة أضعاف جمهور التلفزيون نظرا الى ملائمة فارق التوقيت في أوروبا مع توقيت مملكة البحرين.

394 مليون دولار والأرباح قادمة

سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج في العام 2006 حقق 394 مليون دولار أميركي كعائد مباشر للأعمال والتجارة في مملكة البحرين، وهو ما يشكل نحو 3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي مع خلق 400 فرصة عمل بدوام كامل، بمعنى أنه خلال ثلاث سنوات فقط، حقق سباق البحرين استثمارا يقدر أربعة أضعاف الاستثمار في حلبة البحرين الدولية، كما استضافت الحلبة 500 فعالية خلال العام الماضي.

سباق الجائزة الكبرى البحريني في 2006 حصل على 1000 في المئة من التغطية الإعلامية أكثر من السنة السابقة، وهي نسبة يتوقع أن تزداد هذه المرة من خلال استضافة الحلبة للسباق المقبل الذي يقام في 13، 14 و15 من أبريل/ نيسان المقبل، والذي يُجرى الاستعداد له على قدم وساق من خلال استضافة حلبة البحرين الدولية لاثنين من التجارب الرسمية للفورمولا 1 في فبراير/ شباط ومارس/ آذار بمشاركة غالبية الفرق.