العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ

الاهتمام بالقاعدة وتوفير مقومات النجاح سبل الارتقاء باللعبة

تضارب في الآراء بشأن فائدة التجنيس في ملف «الوسط الرياضي» لكرة السلة البحرينية

واصل منتخبنا الوطني الأول لكرة السلة إخفاقاته في مشاركاته الخارجية الأخيرة من دون أن يتمكن من تحقيق أي نتائج تذكر وخصوصا في بطولة الألعاب المصاحبة لخليجي 18 التي حل فيها المنتخب في المركز الرابع في سلم الترتيب تاركا ذيل الترتيب للمنتخب العماني الضعيف.

منتخبنا الوطني خسر في هذه الدورة في ثلاث مباريات أمام الكويت، الإمارات، وقطر ولم يتمكن من الفوز إلا على المنتخب العماني.

في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي شارك المنتخب في آسياد الدوحة وكانت نتائجه كارثية من خلال سلسلة من الهزائم الكبيرة.

وعلى رغم الأعذار التي سيقت كتبرير لهذه النتائج إلا أن مسلسل الهزائم امتد هذه المرة إلى المستوى الخليجي في تراجع كبير عن النتائج السابقة التي تحققت.

قبل سنتين تمكن منتخب السلة من تحقيق نتائج ملفتة على المستوى الخليجي من خلال الحلول في المركز الثاني في بطولة مجلس التعاون وفي المركز الثالث في مسابقة الألعاب المصاحبة أما حديثا فإن النتائج شهدت تراجعا كبيرا إلى الوراء.

هذه النتائج السلبية المتواصلة دعتنا في «الوسط الرياضي» إلى فتح ملف كرة السلة البحرينية التي تعاني على مستوى المنتخبات تراجعا كبيرا في نتائجها انعكس جليا في المشاركتين الأخيرتين للمنتخب.

في هذا التحقيق السلاوي نستطلع آراء مجموعة من المعنيين في كرة السلة البحرينية للتعرف منهم عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع، متطرقين إلى دور التجنيس في كرة السلة وخصوصا بعد فوز منتخب الإمارات لكرة السلة بالبطولة حديثا على حساب منتخب قطر المليء بالمجنسين، محاولين كذلك وضع الحلول المناسبة للارتقاء بكرة السلة البحرينية على مستوى المنتخبات.

وتنوعت الآراء المستطلعة بين معارض للتجنيس الرياضي ومؤيد إلا أن الجميع اتفق على أهمية الاهتمام بالقاعدة وتوفير المدربين الجيدين لها كسبيل للنهوض بكرة السلة البحرينية إلى جانب الاهتمام بالمنشآت الرياضية المناسبة.

في حين تطرق البعض إلى ضرورة نقل كرة السلة إلى جميع مناطق البحرين وخصوصا إلى المحافظة الشمالية التي لا يوجد فيها أي ناد يلعب كرة السلة.

المختصين بكرة السلة أكدوا أن الإعداد للمشاركات الأخيرة كان سيئا ما استتبع هذه النتائج السلبية مبينين ضرورة توفير المعسكرات المناسبة قبل المشاركات إلى جانب تفريغ اللاعبين قبل وقت كافي للمشاركة.

كانو: لا معنى للتجنيس

رئيس جهاز كرة السلة في النادي الأهلي خالد كانو بين أن سوء الإعداد وخصوصا في المشاركة الأخيرة كان سببا رئيسيا لهذه النتائج التي تحققت، وقال: «أعتقد أن المدرب سلمان رمضان يريد أن يحدث تجديدا في المنتخب وهذا من حقه ولكن ذلك يحتاج إلى فترة طويلة وبالتالي لابد من الصبر لتحقق نتائج جيدة».

وأضاف «الاعتذارات والإصابات التي حدثت في صفوف المنتخب كان لها سبب رئيسي في هذا التراجع إلى جانب غياب عنصر الطول الذي يجب على الأندية العمل على إيجاد الحل المناسب له من خلال استقطاب اللاعبين الصغار أصحاب الطول الفارع».

وأكد كانو رفضه لفكرة التجنيس في كرة السلة البحرينية، مبينا أن ما أكدت عليه الأندية في السابق تأكد في هذه البطولة من خلال فوز المنتخب الإماراتي باللقب من دون الحاجة إلى المجنسين وعلى حساب منتخب قطر المليء باللاعبين المجنسين، وقال: «تمكن فريق القادسية الكويتي العام الماضي من الفوز ببطولة مجلس التعاون للأندية بلاعب محترف واحد فقط وعلى حساب فريق الريان القطري الذي ضم مجموعة كبيرة من المجنسين وهذا ما تكرر في البطولة الأخيرة على مستوى المنتخبات ما يدلل على أن التجنيس غير مفيد ونهايته غير جيدة».

وأضاف «القطريون يجنسون بمبالغ كبيرة لا نستطيع نحن في البحرين مجاراتهم في ذلك والتجنيس لم يفدهم هناك فكيف به يفيدنا في البحرين فالأولى الاهتمام باللاعب البحريني القادر مثل الإماراتي على تحقيق الإنجازات للبحرين».

وشدد كانو على أهمية الاهتمام بالمعسكرات وتوفير مدربين جيدين للقاعدة وحتى لو استلزم الأمر استقطاب كفاءات تدريبية للقاعدة من الخارج في ظل نقص الكفاءات المحلية.

عبدالغني: مقومات النجاح غير متوافرة

من جانبه، قال مدرب فريق سترة متصدر الدوري في قسمه الأول علي عبدالغني إن الجهاز الفني للمنتحب لا يتحمل العبء الأكبر من النتائج السلبية لأن مقومات النجاح لم تتوافر له حتى يمكن محاسبته، وقال: «لاعبو المنتخب لم يتم تفريغهم بشكل صحيح، كما أن المعسكر الخارجي لم يتوفر فلم يكن هناك تخطيط مناسب للمشاركة ولا إعداد مناسب».

وأضاف «من الضروري أن يكون المنتخب مغريا للاعبين للعب فيه بحيث لا يتصادم مع الدوري حتى يتمكن من النجاح».

وتطرق عبدالغني إلى نجاح الإمارات في الفوز ببطولة الخليج بما يدلل على إمكان النجاح من خلال التخطيط المناسب والعمل الجاد وتوفير مقومات النجاح، وقال: «عنصر الطول كان متوفرا لدى المنتخب الإماراتي إلى جانب التوليفة المتناسقة من اللاعبين من خلال الإعداد الطويل والتواصل المستمر إضافة إلى التفريغ الكامل للاعبين».

وأضاف «في البحرين نحن بحاجة حقا إلى نظام معين يؤمن استمرار اللاعبين مع المنتخب لتحقيق التجانس المطلوب، إذ إن لاعبي المنتخب نجوم في فرقهم ولكنهم في المنتخب غير ذلك وعليهم تقبل هذا الأمر والتجانس معه للعب بروح الفريق الواحد».

وأكد عبدالغني أن السبيل للارتقاء بكرة السلة البحرينية يبدأ من خلال وضع خطة للاهتمام باللاعبين الشباب على أن تكون خطة مستقبلية طويلة الأمد، وأضاف «نحن عملنا في العادة وقتي لذلك فنتائجنا تكون وقتية بينما الإمارات عملوا بشكل مستقبلي وتمكنوا من تحقيق البطولة».

وتابع «فوز الإمارات ليس وليد مصادفة وإنما هو نابع من إعداد سليم منذ فترة طويلة بما حقق التجانس والتكامل بين اللاعبين فأوجد منتخبا قويا انتصر على منتخب النجوم القطري».

الغانم: التجنيس ضرورة

مدير كرة السلة في نادي المحرق نواف الغانم وافق مدرب سترة علي عبدالغني فيما ذهب إليه بأن مدرب المنتخبات لم يكن المسئول وحده عن نتائج المنتخب السلبية، وقال: «لا أعتقد أن الجهاز الفني له دور كبير في التراجع الذي تشهده كرة السلة البحرينية لأن الظروف الملائمة لم تتوافر للمنتخب».

وتابع الغانم «الدوري كان مضغوطا واللاعبون لم يفرغوا للمنتخب إلى جانب سوء الإعداد والظروف المالية الصعبة للاعبين وغياب عنصر الطول فكل تلك أسباب للإخفاق».

وواصل «المشكلة ان القاعدة ضعيفة في البحرين فأقوى أندية السلة هي أضعفها من ناحية الاهتمام في القاعدة والتي يجب أن نهتم بها في الأول حتى نتمكن من بناء اللعبة بطريقة صحيحة».

وعن أهمية التجنيس في كرة السلة البحرينية ودوره بعد فوز الإمارات باللقب الخليجي على حساب المنتخب القطري، قال الغانم: «الإمارات صاحبة الأرض والجمهور تمكنت من الفوز بفضل دعم الأرض والجمهور وهذا لن يتكرر في كل بطولة».

وأضاف «نحن في البحرين بحاجة إلى تجنيس اللاعبين في هذه الفترة لنتمكن من المنافسة في ظل افتقادنا للاعبين الطوال»، مبينا «كان هناك اقتراح من أحد المدربين بجلب لاعبين من دول إسلامية أوروبية مثل البوسنة صغار السن للعب في فئة الناشئين ويمتازون بالطول وإعطائهم الجنسيات البحرينية بواقع لاعب واحد لكل فريق وفي حال نجاحهم يلعبون مع المنتخب الأول في المستقبل، أما في حال فشلهم فتسحب الجنسيات منهم ويعاملون كمحترفين أو يرجعون إلى بلادهم».

وأكد «التجنيس ضرورة في كرة السلة البحرينية لغياب عنصر الطول، فبالتجنيس وبالاهتمام بالقاعدة وتطويرها يمكن الارتقاء بكرة السلة البحرينية».

ميلاد: يجب نشر اللعبة في البحرين كلها

المدرب الوطني نجاح ميلاد أكد أن من أسباب تراجع كرة السلة في البحرين هو واقع الأندية نفسها، التي تهتم فقط بالفريق الأول وتهمل فرق القاعدة، وقال: «لو وضعنا هرما سنجد أن القاعدة هي الأوسع إلا أنها تحظى بأقل الدعم المادي والمعنوي أما الفريق الأول فهو يمثل القمة الضيقة ومع ذلك يحظى بكل الدعم والاهتمام».

وأضاف «كم فريق لم تحضر فرقه مباريات الفئات العمرية هذا الموسم؟! وكيف هي تجهيزات هذه الفرق؟!».

وتطرق ميلاد إلى دور الاتحاد البحريني لكرة السلة في إدارة المسابقات وخصوصا مسابقات الفئات العمرية، وقال: «اتحاد السلة يهدف فقط إلى وضع جدول زمني ينتهي من خلاله من مسابقات الفئات العمرية في أسرع وقت ممكن من دون وضع خطة مناسبة للارتقاء بهذه المسابقات وتطويرها بشكل ينعكس إيجابا على صنع المواهب المميزة القادرة على خدمة المنتخبات الوطنية».

وأضاف «أوقات تدريب اللاعبين الصغار سيئة إذ يأتون للتدريبات وهم مرهقين ما يمنعهم من الاستفادة الحقيقية من التدريب».

وطالب ميلاد بضرورة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف المواهب الشابة منذ الصغر وصقلها لخدمة المنتخبات الوطنية، وقال: «في السابق كانت المدارس هي من تغذي الأندية باللاعبين أما الآن فالتواصل مفقود بين المدرسة والأندية».

وأضاف «يجب الاهتمام بنشر كرة السلة في المحافظة الشمالية وفي المنطقة الغربية وخصوصا التي يمتاز لاعبوها بالطول الفارع ما يمكن من الاستفادة منهم للتغلب على غياب عنصر الطول».

من جهة أخرى، اعتبر ميلاد ألا معنى للتجنيس في كرة السلة البحرينية بعد فوز الإمارات باللقب الخليجي من دون لاعبين مجنسين، وقال: «بالتخطيط والإعداد الجيد قادرون على تحسين نتائجنا أما التجنيس فنهايته تدمير اللعبة».

وأكد ميلاد أن منتخبنا الوطني لكرة السلة افتقد إلى عنصر الخبرة في مشاركاته الأخيرة على عكس منتخب الإمارات الذي كان مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب.

وطالب ميلاد كذلك بضرورة أخذ الاتحاد بآراء الأندية والمتخصصين والصحافة في وضعهم لخططه وبرامجه وفي إدارته لمسابقاته، مؤكدا ضرورة الاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال للارتقاء بكرة السلة البحرينية بدل الاعتماد على الاجتهادات الفردية لأعضاء الاتحاد.

اتحاد السلة لا يرد

«الوسط الرياضي» حاول أخذ آراء اتحاد السلة في الموضوعات المطروحة وفي الآراء التي أخذت من المهتمين بكرة السلة البحرينية بشأن إخفاقات المنتخب الأخيرة وسبل الارتقاء باللعبة إلا أنه فشل في ذلك في ظل عدم رد رئيس اتحاد السلة على المكالمات وغلق هاتف أمين السر العام المساعد في الاتحاد رئيس العلاقات العامة، إلا أننا سنحاول في المستقبل استطلاع آرائهم في الأمر للوقوف على وجهة نظرهم وخططهم للارتقاء بالسلة البحرينية.

العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً