اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني السيدحسن نصرالله أمس الولايات المتحدة بأنها تريد الانتقام من حركات المقاومة في المنطقة عبر إثارة الحروب الأهلية والفتن الداخلية في العراق وفلسطين ولبنان، في وقت اتهم فيه الرئيس الأميركي جورج بوش سورية وإيران وحزب الله بزعزعة المجتمع اللبناني.

وأكد نصرالله في خطاب أمام عشرات آلاف من مناصريه في ضاحية بيروت الجنوبية في ذكرى عاشوراء أن مطالب المعارضة اللبنانية سياسية و «التسوية لا يمكن أن تكون إلا سياسية». وقال «المخطط الأميركي للانتقام من حركات المقاومة هو الحروب الأهلية وجر حركات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان إلى التقاتل الداخلي». وجاء كلام نصرالله ردا على اتهام الرئيس الأميركي جورج بوش سورية وإيران وحزب الله بـ «زعزعة» الاستقرار في لبنان، مشددا على وجوب «محاسبة» الأطراف الثلاثة. وتابع أن «المعارضة اللبنانية مطالبها سياسية والتسوية لا يمكن أن تكون إلا سياسية وندعم أي جهد أو وساطة لإيجاد حل سياسي».

وكان الرئيس الأميركي أعرب (الاثنين) عن الأسف لأعمال العنف الأخيرة التي وقعت في لبنان واعتبر أن إيران وسورية وحزب الله يجب أن «يحاسبوا» على سعيهم لزعزعة الاستقرار في هذا البلد. وقال بوش في بيان «في الوقت الذي يسعى فيه أصدقاء لبنان إلى مساعدة الحكومة اللبنانية على بناء دولة حرة سيدة ومزدهرة، تعمل سورية وإيران وحزب الله على زعزعة المجتمع اللبناني». وأضاف الرئيس الأميركي «أن هؤلاء الذين يسعون للتوصل إلى حل سلمي دستوري للازمة في لبنان يستحقون دعم المجتمع الدولي، أما المسئولون عن افتعال الفوضى فيجب أن يحاسبوا على أعمالهم».

من جانبه، حذر المرجع الديني في لبنان السيدمحمد حسين فضل الله أمس الرئيس الأميركي من «مغامرة مقبلة» ضد إيران، منبها دول الخليج إلى عدم تغطية ما تقوم به الولايات المتحدة. وقال فضل الله في خطبة عاشوراء إن «المغامرة المقبلة لبوش لن تكون محددة في الزمان والمكان ولن يكون الرد عليها في دائرة معينة فقط». وأضاف «على أنظمة الخليج أن تنتبه إلى أن النيران قد تصيبها فلا تقع في الخطيئة الأخرى وتدعم أميركا أو تغطي فعلتها أو تسهل لها مغامراتها».

ويقود حزب الله المعارضة مطالبا بإسقاط حكومة الغالبية النيابية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وأحيا الشيعة اللبنانيون أمس ذكرى عاشوراء وأقام حزب الله في المناسبة مسيرة حاشدة في الضاحية الجنوبية اختتمت بخطاب لنصر الله.

إلى ذلك، رحب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بدعوة الأمين العام لحزب الله في ذكرى عاشوراء إلى حل سياسي للازمة الحكومية. وقال بيان عن مكتب السنيورة إن رئيس مجلس الوزراء يرحب «بهذا الموقف من السيد نصرالله لتأكيده التمسك بالحل السياسي في هذا الظرف بالذات».

من جهته، قال رئيس الأكثرية النيابية في لبنان سعد الحريري في موسكو أمس إنه سيطلب المساعدة من المسئولين الروس في وقف التدخل الخارجي في الشئون الداخلية اللبنانية،مشددا على أنه يريد حوارا مع حزب الله، ونافيا وجود حرب أهلية في لبنان.

من جانب آخر، شن الأمين العام لحزب الله هجوما عنيفا على «إسرائيل»، قائلا إن مستقبل «إسرائيل» هو الموت والفناء ، مشيرا إلى اعترافات رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس المستقيل الأخيرة التي قال فيها إنه لم يلجأ إلى شن حرب إسرائيلية واسعة على لبنان لأنه غير واثق من قدرة الجيش الإسرائيلي على إلحاق الهزيمة بحزب الله خصوصا بعد المواجهات التي دارت بمناطق بنت جبيل ومارون الرأس. كما أشار نصرالله إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز قال إن «إسرائيل» لن تستطيع دخول جنوب لبنان وإذا دخلت فلن تستطيع الخروج منه.