العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ

25 شخصا مازالوا في «صنادقهم»... والأمطار تسقط الأسقف الخشبية

«الوسط» تحدثت عن مأساتهم قبل عامين... ولا جدوى!

توجهت يوم السبت الماضي إلى قرية الهملة لأداء مهمة خاصة بي، وفي ذلك الوقت كنت أفكر في الوضع الحالي للأسر البحرينية التي تعاني من الفقر، فكررت تساؤلات عدة في ذاكرتي من بينها: هل نحن في البحرين بحاجة إلى إنشاء مشروع يمكن من خلاله مساعدة الفقراء والمحتاجين كما أنشأ الحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2006 البروفسور محمد يونس مصرفا للفقراء؟

وأثناء ذلك الوقت لفت انتباهي رجل وقف في الحي يتحدث مع ابنه عن سقوط سقف غرفة.

ولكوني صحافية، أثارني الفضول وتوجهت إلى الرجل أساله عن قصته مع السقف فأجابني أن «سقف الغرفة التي يعيش فيها هو وأفراد أسرته سقط بسبب الأمطار»، فدخلت منزلا كبيرا، مساحته تكفي ؛لأن يبنى فوقها عمارة، إلا أنه كان أمرا طبيعيا أن أرى بدلا من تلك العمارة حظيرة أغنام و4 غرف خشبية (كبائن) وغرفة إسمنتية واحدة! فالمواطن ناصر عبدالله يعيش في ذلك المنزل الذي يعود لوالده، والذي يقع في قرية الهملة منذ أكثر من 50 عاما، مع أفراد أسرته السبعة.

ولكن الأمر الذي يلفت الانتباه هو أن ناصر لا يعيش وأفراد أسرته السبعة في تلك (الحوطة)، إذ إن أخويه وعائلتيهما أيضا يسكنان معه؛ ليصل مجموع أفراد الأسر الثلاث 25 فردا، جميعهم يسكنون في ما يسمى منزلا.

عندما تدخل المنزل يقابلك «كراج» فممر ضيق، وبعد الممر تجد حظيرة أغنام ودجاج على الجانب الأيسر، ومن ثم الغرف الخشبية على الجانب الأيمن.

وفي الوقت الذي يشهد فيه كل الناس وحتى الفقراء أنفسهم بأن الأمطار دليل خير، إلا أنهم (الفقراء) غالبا ما يرون فيه عناء كبيرا لهم، والسبب في ذلك هو الحال السيئة التي يعيشونها، والخراب الذي يرونه يحل بمنازلهم جراء سقوط الأمطار.

وعند بداية حديثه تذكرت أن «الوسط» نشرت قصة ناصر قبل عامين من الآن، ولأكثر من مرة، موجها في ذلك الوقت نداءه الذي يكرره في هذه المرة إلى وزارة الأشغال الإسكان ولكن من دون جدوى.

يقول المواطن ناصر: « إن الأمطار التي هطلت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي تسببت في سقوط أجزاء من سقف الغرفة التي نعيش فيها، والتي هي نفسها التي نطبخ ونأكل وننام فيها»، متسائلا «كيف نمضي أيامنا المقبلة، بعد أن تسببت الأمطار التي هطلت قبل أيام في زيادة نسبة تسرب المياه من السقف وتلفه»؟

وذكر لنا ناصر أن راتبه يصل إلى 160 دينارا وأنه يعول زوجته و7 أطفال، 4 أولاد و3 فتيات إحداهنّ مريضة بمرض عضال»، مضيفا «أننا لانزال في انتظار الحصول على قرض من وزارة الأشغال والإسكان من أجل بناء منزل»، موضحا «انني بدأت في بناء منزل خاص لي ولأفراد أسرتي الثمانية، إلا أنني لم أستطع أن أتممه، فتوقفت عن بنائه منذ 6 أشهر».

بعد ذلك دخلت أم محمد (زوجة ناصر) الغرفة وبدأت في سرد معاناتها اليومية بعد أن حيتني لتؤكد أن الراتب الشهري ينتهي في اليوم 12 من الشهر.

وعندما توجهت لها بالسؤال عن إتمامهم لباقي أيام الشهر أجابت أم محمد: «نبدأ بتسجيل حساب جديد في البرادة حتى نهاية الشهر»، تسكت قليلا وتضيف «أختي تساهم معي قليلا ولا تتوانى في مساعدتي إطلاقا».

ولم تنس أم محمد ابنها محمد الذي تزوج قبل أشهر لتلفت إلى أنه هو الآخر يعيش معهم في المنزل في غرفة اسمنتية، وتؤكد أن «زوجته لم تشترط أن تعيش في سكن مستقل ؛لأنها أعلم بالحال... هي فعلا صابرة على رغم أن الوضع ليس مريحا بالنسبة إليها».

وأملت أم محمد أن تنظر وزارة الأشغال والإسكان في موضوع عائلتها من خلال منحهم قرض البناء، وخصوصا بعد أن تكرر نداؤها للوزارة.

ناصر عبد الله وعائلته، إنموذج لعشرات إن لم تكن مئات العائلات في البحرين التي تعيش حياة ليست بكريمة كما نص عليها دستورالمملكة، لنعود ونسأل من جديد السؤال الذي طال انتظار الإجابة عليه: «إلى متى سيبقى أبناء وشعب البحرين يعيشون حياة الفقر والبؤس في حين أنها مملكة نفطية حتى النخاع؟!».

العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً