أكد بيئيون أن هطول الأمطار الذي شهدته البحرين حديثا والذي لم تشهد البحرين مثله طوال 30 سنة قد يتسبب في كارثة بيئية، ذلك أن طبيعة أرض البحرين الصحراوية غير القادرة على شرب الماء، وضعف البنية التحتية التي هي غير قادرة على استيعاب هذه الأمطار يؤديان إلى تجمع الأمطار ما يتسبب في النهاية في تجمع الحشرات على هذه الأمطار وحصول كارثة بيئية. إلى ذلك أشارت الأرصاد الجوية إلى أن درجة الحرارة العظمى بلغت أمس 21 درجة مئوية بينما بلغت درجة الحرارة الصغرى 15 درجة مئوية، كما شهد أمس هطول أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد في الصباح إلا أنه في فترة الظهيرة عاد الجو إلى ما هو عليه في الأيام الماضية.
المتضررون من الأمطار يلجأون إلى «الصناديق»
من جانب آخر، توافد عدد من المواطنين المتضررين من الأمطار على الصناديق الخيرية، إذ إنه وكما هو المعهود فإن الأمطار التي تشهدها البحرين تؤثر على غالبية منازل المواطنين التي تكون في غالب الأوقات آيلة إلى السقوط، وقد لجأ بعض المواطنين المتضررين أمس إلى وضع قوالب موزعة في أنحاء المنزل لتجميع قطرات المطر المخترقة لجدران المنازل في الوقت الذي لجأ البعض إلى نقل الأغراض إلى سكن آخر تحاشيا لتأثرها بالأمطار.
وأكد رئيس صندوق سار الخيري السيدعلوي المحفوظ أن شكاوى الأهالي المتضررين من المطر بلغت 27 شكوى، مبينا أن هذه الشكاوى متنوعة. وفي حين نفى المحفوظ سقوط سقف منزل بسبب المطر أكد أن هناك بيتا واحدا تضرر بشكل كبير.
كما أشار محفوظ إلى إنه تمت الاستعانة بالمجلس البلدي لإيجاد حلول لهذه البيوت إذ سيتم توفير مسكن لبعض العائلات المتضررة في أقرب وقت.
أما في الجنبية فكان عدد المتضررين من المطر أقل، وعلل رئيس اللجنة الاجتماعية بصندوق الجنبية الخيري صادق الغسرة سبب ذلك بأن المنطقة حديثة إلى جانب أن أكثر المنازل تكون ذات بناء قوي.
وأوضح الغسرة أن عدد المتضررين من المطر بلغ إلى حد الآن 4 متضررين، مشيرا إلى أنه تم رفع الوثائق التي تثبت الضرر إلى المجلس البلدي إلا أنه لم يكن هناك رد بشأن هذه المنازل.
وفي الوقت الذي وصل فيه عدد المنازل المتضررة في منطقة الجنبية إلى أربعة منازل أكد رئيس صندوق كرزكان الخيري محمد الفردان أن منازل و شوارع كرزكان متضررة بنسبة 80 في المئة، مشيرا إلى أن غالبية بيوت المنطقة قديمة مبينا أن حتى المنازل التي تم بناؤها قبل 15 سنة هي من المنازل التي تضررت من المطر.
وفي الوقت الذي أولت فيه بعض الصناديق اهتماما بشأن البيوت المتضررة من المطر؛ أفاد أمين سر صندوق توبلي الخيري محمد ناصر أنه على رغم معرفة الكثير من المواطنين بأن هذه المشكلة تهتم بها البلدية إلا أن الكثير من المواطنين أقبلوا على الصناديق لمساعدتهم للوصول إلى البلديين، مؤكدا أن عددا من المواطنين لجأوا إلى الصندوق لمساعدتهم إذ تمت مخاطبة البلدية حتى تقوم هذه الأخيرة بقياس مدى الضرر وخصوصا أن الصناديق ليست لديها القدرة على قياس الضرر. مبينا أنه إلى الآن لم يصل إلى الصندوق رد رسمي بشأن هذه البيوت التي تضررت منذ سقوط الأمطار.
البيئيون: الأمطار قد تتسبب في كارثة
وعلى رغم تزايد أضرار المواطنين بسبب سقوط الأمطار أكد بعض البيئيين أن المطر يساعد على نمو الزراعة، إذ ذكر نائب رئيس جمعية الشباب والبيئة عيسى الشملان في حديث لـ «الوسط» أن هذه الأمطار تساعد على نمو الأزهار الصفراء التي تنمو بصورة ملحوظة عند سقوط المطر.
وأوضح الشملان أنه على رغم أن للأمطار تأثيرا في نمو الزراعة، فإنها قد تتسبب في وجود كارثة بيئية نتيجة عدم استيعاب البنية التحتية لكمية الأمطار الهاطلة وبسبب صحراوية التربة البحرينية. وأردف الشملان أن هذه الكارثة يمكن أن ترى بصورة ملحوظة في المناطق المكتظة بالسكان كالقرى.
وأضاف الشملان بالقول: «إن هذه الأمطار إذا تجمعت فإنها تضر بالإنسان بصورة كبيرة، إلى جانب أنها تمنع حركة السير وخصوصا لأصحاب المنازل المرتفعة المجاورة للأراضي المنخفضة إذ إن أصحاب هذه المنازل يواجهون مشكلات عند هطول الأمطار».
كما سأل الشملان عن مدى صلاحيات المجلس البلدي إذ إن الأخير مازال يتعذر بعدم وجود صلاحيات تسمح له اتخاذ خطوة إيجابية، مشيرا إلى أن البيئيين يطالبون بوجود صهاريج تغطي مساحة المنطقة وخصوصا في هذه الفترة، إذ إن الأمطار مازالت في ازدياد.
واتفق رئيس جمعية البحرين للبيئة سعيد منصور مع الشملان في أن البنية التحتية للبحرين ضعيفة، مشيرا إلى أن هذه البنية لا تكون كافية لشوارع ومساكن البحرين. مؤكدا أن هذه البنية تصلح إلى منزل لا مملكة.
وبيّن سعيد أن البنية تحتوي على أنابيب صغيرة الحجم لا تكفي لاستيعاب الأمطار المتساقطة ؛الأمرالذي يؤدي إلى تجمع بقع الماء والحشرات. كما أكد سعيد أنه يجب الاهتمام بمسألة البنية التحتية وخصوصا مع تغيرات المناخ التي تشهدها البحرين خصوصا. وأوضح سعيد أن بعض الأمطار تكون مشبعة بالكربون إذ إن هذه الأمطار تكون في مناطق صناعية مؤكدا بأن هذه الأمطار يكون لها تأثير سلبي على الإنسان والحيوانات.
أما عن إيجابيات سقوط الأمطار خلال هذه الأيام فأضاف سعيد بالقول» إن هذه الأمطار تساهم في نمو الغطاء النباتي إلى جانب قدرتها على توفير مخزون للمياه الجوفية مع قدرتها على تلطيف الجو من العوالق والكربونات إذ إن الأمطار تساهم في إزالة العوالق والغبار الموجود في الجو خصوصا أن الأمطار تتفاعل مع هذه العوالق إلا إنها من الممكن أن تشكل أمطارا مشبعة بالكربون في المناطق الصناعية».
العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ