قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للرئيس الأميركي جورج بوش خلال اتصال عبر دائرة فيديو أمس إن القوات العراقية ستواجه كل جماعات المسلحين في إطار الخطة الأمنية الراهنة. وقال بيان صدر عن مكتب المالكي إن بوش جدد دعمه لرئيس الوزراء العراقي.
وفي غضون ذلك، واصلت القوات الأميركية والعراقية خطتها الأمنية الجديدة «فرض القانون» لوقف العنف الطائفي في بغداد من دون شواهد على مقاومة منظمة فيما تتزايد المؤشرات على أن ميليشيا «جيش المهدي» وربما المقاتلين السنة أيضا قرروا النزول تحت الأرض والانحناء مؤقتا أمام العاصفة.
وقال ضابط أميركي أمس الجمعة إن القوات الأميركية والعراقية لا تلقى مقاومة تذكر وهي تجتاح بغداد. ومن جهته، نفى مصدر في قيادة شرطة محافظة صلاح الدين إصابة زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبوأيوب المصري ومقتل أحد مساعديه في اشتباكات بالقرب من قاعدة «بلد».
وقال المصدر : «لم تصلنا أي تقارير من مراكز الشرطة أو الجيش في بلد عن وجود اشتباكات مع مسلحين كما لم تصلنا أي معلومات عن إصابة أبوأيوب المصري أو مقتل احد مساعديه المدعو أبوعبدالله قرب المدينة».
وكانت قناة «العراقية» نقلت عن المتحدث باسم الداخلية العميد عبدالكريم خلف قوله «إن الإرهابي المصري أصيب بجروح ولكنه تمكن من الهرب فيما قتل أبوعبدالله المجمعي احد مساعديه البارزين». وفي وقت لاحق نفى الجيش الأميركي وتنظيم «القاعدة» أن يكون المصري أصيب أو قتل في اشتباك.
إلى ذلك، أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني مساء الخميس أن قادة «جيش المهدي» غادروا العراق «لتسهيل تطبيق» الخطة الأمنية الجديدة بأوامر من قيادتهم. وجاء تصريح الطالباني بعد أن أكد سامي العسكري مستشار المالكي أن الزعيم الديني مقتدى الصدر غادر بالفعل العراق إلى إيران «في زيارة قصيرة».
وعلى صعيد متصل, أكد مراسل «فرانس برس» أن الصدر لم يؤم الجمعة في مسجد الكوفة على رغم أن بعض ممثلي تياره كانوا أعلنوا انه ربما يظهر لينفي المعلومات عن مغادرته العراق. ويعتقد بعض المحللين الغربيين وسياسيون عراقيون أن المسلحين قرروا الاختباء لتجنب المواجهة مع القوات الأميركية التي سيتم تعزيزها ليصل عددها إلى قرابة 35 ألف رجل بحلول مايو/ أيار المقبل في بغداد وأنهم ربما يعودون إلى الظهور مجددا.
ويرى بعض هؤلاء أن اختفاء المسلحين من شوارع العاصمة سيعطي الحكومة فرصة «لالتقاط الأنفاس»، على حد تعبير الرئيس الأميركي بوش، وسيمكن القوات العراقية من إعادة الأمن والاستقرار في بغداد ما يفقدهم القدرة على التأثير حتى في حال عودتهم.
ويشير اخرون إلى أن بعض المجموعات المسلحة اعتمدت تكتيكا محسوبا وهو أن تترك للقوات العراقية والأميركية القضاء على أعدائها لتعود بعد ذلك أكثر قوة. ويشير النائب عن الحزب الإسلامي عبدالستار محمود إلى أن «إحدى سلبيات» الخطة الجديدة «هو انه تم الإعلان عنها منذ شهرين من دون تطبيقها».
ويضيف تعليقا على مغادرة قيادات «جيش المهدي»، أن «البعض يقول إن هذا الإعلان المسبق تم حتى يفر الإرهابيون والقسم الأخر يقول ربما يكون هذا متعمدا لكي يخرجون وبالتالي يستقر الشارع».
ويقول «الواقع على الأرض الآن إن هؤلاء خرجوا ونحن لا نريد لهم مأوى في بغداد على رغم أننا كنا نتمنى أن يعتقلوا ويقدموا للعدالة على الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها». ويعتقد المحلل المتخصص في الشئون العراقية في مجموعة الأزمات الدولية جوست هلترمان أن «جيش المهدي» يشتري الوقت على ما يبدو وكذلك يفعل المقاتلون السنة.
في غضون ذلك، ذكر مصدر أمني أن قوة من الشرطة اعتقلت 35 من جماعة «جند السماء» في الحلة. وأضاف أن «قوات العقرب التابعة لوزارة الداخلية نفذت حملة دهم ضمن عملية القرش الأبيض في مناطق سكنية من الحلة أسفرت عن اعتقال 35 مطلوبا من جماعة جند السماء».
وأضاف أن «الاعتقالات جاءت على خلفية اعترافات الأسرى الذين ألقى القبض عليهم في حوادث منطقة الزركة قرب النجف الشهر الماضي». وقتل مدنيان وضابط في الجيش العراقي في أعمال عنف مع دخول الخطة يومها الثالث.
ومن جانبها, دعت جماعة «أنصار السنة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في بيان على الانترنت السنة العراقيين إلى عدم ترك بغداد للشيعة وذلك بعد البدء بتطبيق الخطة الأمنية.
العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ