ريال مدريد خائف... ليس من خصومه وبحسب وإنما من شبح استاده الخاص «سانتياجو بيرنابيو».
وفي مباراة ريال مدريد التي سيلتقي فبها مساء اليوم الثلاثاء بفريق بايرن ميونيخ الالماني ضمن منافسات ذهاب دور الـ 16 ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لن يكون من السهل ترشيح أحد الفريقين بعينه للفوز بالمباراة على اعتبار أن كلا الفريقين يقدمان عروضا ضعيفة المستوى في الوقت الراهن.
وعلى رغم أن المباراة ستقام باستاد «بيرنابيو» الذي من المؤكد أنه سيمتلئ عن آخره الا أنه لا يوجد بمعسكر ريال مدريد من يمكنه أن يضمن أن يكون هذا الامر ميزة لفريقه على حساب الفريق الالماني الزائر. فامتلاء الاستاد قد يكون ضد مصلحة الفريق المضيف. وقال مدرب ريال مدريد الايطالي فابيو كابيللو أمس الأول الاثنين «لم يكن الامر سيصبح سيئا لو كنا قد لعبنا مباراة الذهاب في ميونيخ. فمن المعروف أننا نحقق نتائج أفضل خارج ملعبنا. ولكننا سنرى ما تؤول إليه الامور».
مرة أخرى كذب المدرب الايطالي أمام جماهير فريقه في الوقت الذي بات الطلاق بين لاعبي الفريق والجماهير واضح تماما. فالمباراتان الاخيرتان اللتان لعبهما ريال مدريد على ملعبه انتهتا بالطريقة نفسها بالتلويح بمناديل اليد وإطلاق صفارات الاستهجان تعبيرا عن سخط الجماهير على المسئولين والمدرب واللاعبين في ريال مدريد.
وفي أسبانيا تعتبر مناديل اليد علامة لعدم الثقة في الفريق.أصبح التوتر واضحا والكثيرون يؤكدون أن رامون كالديرون رئيس ريال مدريد لن يتحمل عرضا جماهيريا آخر عن الاستياء للمباراة الثالثة على التوالي. ما يعني أنه إذا لم يلعب ريال مدريد بالمستوى المطلوب منه اليوم أمام بايرن ميونيخ فمن المرجح أن يخسر كابيللو وظيفته.
وحتى الان نجحت جماهير ريال مدريد في تحقيق الكثير من أهدافها. فقد أطلقوا صفارات الاستهجان ضد البرازيليين روبينيو وإميرسون في مباراة ريال مدريد السابقة أمام ريال بيتيس يوم السبت الماضي. وبات شبه مؤكد أن يبدأ البرازيليان مباراة اليوم وهما جالسان على مقاعد البدلاء.
وقبل بضعة أسابيع طالبت جماهير ريال مدريد بعودة الانجليزي ديفيد بيكهام لتشكيل الفريق ومما لا شك فيه أن قائد المنتخب الانجليزي السابق سيكون ضمن التشكيل الاساسي لريال اليوم على رغم طرده في مباراة السبت الماضي بالدوري الاسباني. كما أصبح اللاعبون قلقين من استاد «بيرنابيو» الذي بات مثل دار عرض سينمائي يعرض أفلام الرعب كل ليلة. وأعرب الجناح الايمن لريال مدريد خوسيه أنطونيو رييس عن تفهمه لاستياء الجماهير من الفريق ولكنه طلب منهم مساندة الفريق والهتاف له أمام بايرن «حتى لو كانت النتيجة سيئة».
وقال رييس أمس الأول الاثنين «إننا نطلب من الجماهير التحلي بالصبر.
فعندما يصفرون ضد أحد زملائنا يؤثر هذا الامر علينا جميعا. وإن كنا نحن أيضا محترفون ونعرف ما ندين به لانفسنا. تستطيع الجماهير أن تصفر أو تصفق أو أي كان ما تريد لانها تذهب إلى الاستاد وبوسعها اتخاذ القرار. ولكننا نأمل الا يكون الوضع هكذا غدا (الثلاثاء) وأن يهتفوا للفريق حتى لو كانت النتيجة سيئة».
ولكن لماذا كل هذا التوتر بين الجماهير واللاعبين؟ لقد بات الوضع أشبه بالكرة الثلجية التي تزداد كبرا منذ بداية الموسم.
وقد بدأ الامر بانتخابات مثيرة للجدل لرئاسة النادي . واستمر بخطة رياضية افتقدت ضم لاعبين بارزين للفريق ثم بعروض سيئة للفريق بقيادة كابيللو قبل أن ينتهي الامر بسلسلة من النتائج السلبية.
وحقق ريال مدريد هذا الموسم أسوأ سجل نتائج على أرضه في تاريخه. إذ تعادل ثلاث مرات وخسر ثلاث أخريات خلال 11 مباراة لعبها على ملعبه في مسابقة دوري الدرجة الاولى المحلي.
لذلك لم تعد الجماهير مستعدة لتقبل المزيد من المزاح. وقد تكون مباراة اليوم أمام بايرن ميونيخ نقطة فاصلة في مشروع كالديرون الذي أصبح الان وأكثر من أي وقت مضى في أيدي «شبح» البيرنابيو.
العدد 1629 - الثلثاء 20 فبراير 2007م الموافق 02 صفر 1428هـ