العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ

عائلة تتشتت بعد انهيار منزلها «الآيل»... والأم تلجأ للسكن مع أقربائها

ظلمته تشابهت مع الليل... والفئران والقطط شاركت أصحابه السكن

يعيشون في جحر مظلم منذ أكثر من 50 عاما، بالتأكيد للفقر دور كبير في ذلك، ولكن ليس كل فقير يعيش في منزل يشبه منزلهم. بعد أن يدخل الزائر من باب المنزل لا يرى إلا ظلمة غطت وأخفت ملامح المنزل المتهالك، على رغم خضوعه لعمليتي تجميل، آخرها كان قبل 3 سنوات، ولكن قلة النقود جرت وراءها فقرا مستمرا منع من ترميم المنزل في المرة الثالثة.

الناظر إلى المنزل لا يستطيع أن يفرق ما بين الممر والغرف، إلا أننا عندما سألنا المواطن عبدالحسن علي عن عدد الغرف أجاب وبكل قناعة: لدينا 4 غرف في الطابق السفلي، و3 في الطابق العلوي الذي هو في الأساس سطح، ولكن جميعها متهالكة وأتلفتها الأمطار.

تجولت «الوسط» في غرف المنزل الذي يقع في فريق الحياك بمحافظة المحرق، فوجدت أن المنزل لا يعيشه أفراد فقط بل حتى القطط والفئران التي ملأت سطح المنزل، وعلى الفور توجهنا بالسؤال: لماذا عشرات القطط؟ فأجاب عبدالحسن: «أنهم يعينوننا على التخلص من الفئران»!

قبل سنوات عاش في منزل الحاج علي الذي سافر إلى إحدى الدول الخليجية منذ 3 أشهر من الآن، مع أبنائه السبعة وبناته الثلاث.

وبعد أن تزوجت الفتيات، بقي الأبناء في المنزل ولكن ليس بمفردهم بل مع زوجاتهم وأبنائهم، إلا أن تهالك المنزل وتساقط أجزاء كبيرة منه بسبب الأمطار التي هطلت على البحرين في المرة الأولى وبغزارة في ديسمبر/ كانون الأول جعلت 5 من الاخوة يهجرون منزل والدهم متحملين قسوة الإيجارات وارتفاعها ليعيشوا بأمان.

محمد أحد الاخوة المتزوجين الذين هجروا غرف نومهم من المنزل لكنه لم يذهب للسكن في منزل أو شقة إيجار، بل توجه للعيش في منزل والد زوجته، ليبقى في المنزل عبدالحسن وزوجته وشقيقه حمد.

وبقي جرح كبير... يقول عبدالحسن كثيرا ما أتعبه اضطراره إلى أخذ أمه إلى السكن في منزل أحد أقربائه للسكن بشكل مؤقت قبل 3 أشهر من الآن، بعد أن أتلفت الأمطار سقف غرفتها، وغرف المنزل.

وكعادتها فقد جرت الرياح بما لا تشتهي سفينة عبدالحسن وعائلته، هل لأنه فقير أم لأن الحظ لم يبتسم له كثيرا؟ لا أحد يدري. فبعد تساقط الأمطار في العام الماضي لم يتأخر عبدالحسن في ترميم أجزاء المنزل المتساقطة والتي منها الأسقف، لتسقط أمطار أخرى مع بداية العام الجاري ويعود التلف من جديد، وكأن عبدالحسن لم يقم بأي ترميم.

ويبقى حال عبدالحسن كآلاف الفقراء من المواطنين الذين ينتظرون الحصول على قسيمة سكنية أو بيت إسكان من وزارة الأشغال والإسكان، إذ ان طلبه للحصول على قسيمة يعود إلى عام 1985، ولا يزال يعيش الانتظار.

عندما وصف لنا عبدالحسن معاناته مع «الإسكان» قال انه طلب تحويل طلبه من قسيمة إلى وحدة سكنية إلا أن الموظفين رفضوا ذلك، فتساوى عبدالحسن مع غيره من الذين لم تصرف لهم المكرمة الملكية المتمثلة في بدل السكن، بينما يعيش على أمل الحصول عليها.

عبدالحسن يعاني من حالة صحية سيئة منذ 20 عاما وحتى الآن؛ إذ انه يعاني من انتشار غدد دهنية وبأحجام مختلفة في مختلف أنحاء جسمه منعته من العمل، وعلاجه بحاجة إلى وقت طويل حتى يتم استئصال تلك الغدد، كما انه بحاجة إلى رعاية صحية دقيقة، بينما يقوم في الوقت الحالي بمساعدة أفراد الحي الذي يسكن فيه إذا ما طلبوا المساعدة مقابل نقود رمزية، وكذلك يعمل في المآتم الحسينية طمعا في الحصول على الأجر والثواب.

هذه العائلة كغيرها من العائلات التي تعيش على أمل أن تعي الحكومة لتطور المشكلات الإسكانية وقبلها مشكلة الفقر، لتوجد حلولا جذرية لمشكلتين أعيتا الشارع البحريني وأجلستا سكانه على فرش المرض.

العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً