رأى عدد من السياسيين والنشطاء أن تفجير مرقد الإمامين العسكريين (ع) الذي مضى عليه عام واحد أثر تأثيرا كبيرا في تأجيج الوضع الطائفي في العراق، وهو ما انعكس بدوره على الوضع في البحرين. ولفتوا إلى أن «الأحرى بشعوب دول المحيط ألا تتعلم الجانب السلبي وإنما تأخذ الجانب الإيجابي الذي كان عليه العراق في الوضع الطبيعي».
وأشاروا إلى أن «التفجير هو القشة التي قصمت ظهر البعير»، منوهين إلى أن المثقفين لهم دور لا ينكر في زيادة الشحن الطائفي أو تخفيفه.
ذكر عضو المكتب السياسي لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي فاضل الحليبي أن الحسابات المذهبية ضيقة تمزق الشعب العراقي ولا تخرجه من الحالة الإنسانية التي يعيشها في ظل القتل على الهوية، داعيا إلى «عقد مؤتمر مصالحة وطنية لممثلي جميع الاتجاهات والأحزاب السياسية في العراق لوضع حد للمأساة التي يعيشها العراقي ويتطلب أن يحظى بدعم دول المنطقة وشعوبها بدل من صب الزيت على النار لدعم طائفة أو أخرى».
وأضاف الحليبي «أن ما يجري في العراق اليوم لا طائل منه بحيث يمزق وحدة الشعب العراقي، ويؤدي به إلى مزيد من الخسائر في الأرواح حيث العشرات والمئات من الأبرياء يتساقطون جراء الأعمال الطائفية البغيضة التي يقوم بها أناس لا يريدون للعراق أن يضمد جراحه بعد سنوات من الطغيان والاستبدد».
واشار الحليبي إلى أن «الاحتلال عاد ليزيد الشعب العراقي تمزقا وتفتتا، وهذه الأوضاع السيئة في العراق تنعكس بظلالها الكئيبة على منطقتنا إذ نلمس آثارها في العديد من مناحي الحياة لاسيما على الصعيد السياسي والديني»، مؤكدا أن «الاعتداء الغاشم بتفجير مرقد الإمامين العسكريين (ع) في سامراء يأتي في سياق التصعيد الطائفي والمذهبي وأجج من نيران الحرب الأهلية في العراق التي إن كانت غير معلنة بشكل رسمي ولكنها قائمة وبارزة للأعيان».
وأضاف «لهذا يتطلب الأمر بعد مرور عام على ذلك العمل الإجرامي أن يتوحد الشعب العراقي بكل طوائفه وتياراته السياسية والفكرية من أجل انتشال الشعب العراقي من المأزق الذي يعيش فيه حتى يستطيع النهوض لبناء عراق حر وشعب سعيد»، متمنيا أن «يزول الاحتلال بإسرع وقت حتى يستطيع الشعب العراقي بناء دولته الوطنية المستقلة التي توحد كل مكونات الشعب».
أبل: الهويات الجامعة أفضل اقتصاديا وسياسيا
من جهته قال عضو مجلس النواب والأمين العام للمؤتمر الدستوري النائب عبدالعزيز أبل أن «من المؤسف اتجاه الوضع في العراق إلى نوع من الحرب التي تكاد تأخذ توصيف الحرب الأهلية المزعج»، مضيفا «عشنا مع العراقيين الذين لم يكونوا يصنفون أنفسهم طائفيا، فالعراق لم يكن طائفيا والوضع الحالي غير طبيعي والأحرى ألا تتعلم شعوب دول المحيط الجانب السلبي وإنما تأخذ الجانب الإيجابي الذي كان عليه العراق في الوضع الطبيعي».
وأردف أبل «هناك من يسعى إلى نقل السلبيات في العراق ويرى إمكان نقلها، وما يجري في العراق هو حالة غير طبيعية يجب معالجتها في العراق»، مؤكدا أن «الوضع الطبيعي في العراق أنه ينتمي لهويته الإسلامية والقومية وليس العصبية الجاهلية، فيجب عدم التغني بالهويات الصغيرة بل بالهويات الكبيرة الجامعة وهي العربية والإسلامية»، مفيدا «أنا أريد ان انتمي للعراق لكل العراق، للسعودية كل السعودية، العالم العربي كله فهو أفضل من الناحية الاقتصادية والسياسية وهناك اختلافات في داخل الطائفة الوحيدة قد تكون اكثر منها ما بين طائفة واخرى، والتعددية موجودة في كل مذهب وطائفة وحتى في كل فكر».
«الوسط العربي»: المثقفون قادرون على وقف التأجيج أو زيادته
إلى ذلك قال عضو مجلس إدارة جمعية الوسط العربي الإسلامي عبدالحكيم الصبحي إن «ما حدث من تفجير في مرقد الإمامين العسكريين (ع) كان له تأثير في تأجيج الطائفية في العراق وهي القشة التي قصمت ظهر البعير»، مشيرا إلى ان «الجماعات الطائفية كانت على استعداد لذلك نتيجة للشحن ويمكن أن يكون ذلك قبل سقوط الحكم وبعد سقوط الحكم وما جاء بعد ذلك من حوادث، كل ذلك اثر في تأجيج الوضع». وأوضح الصبحي ان «ما حصل في مجلس الحكم هو بداية الطريق لتوزيع العراقيين على أساس عرقي وطائفي وهي البذرة الأولى لتأجيج الطائفية، وكان حدوث أي حدث سيسبب الاحتراب الطائفي الذي يجري الآن». واضاف الصبحي «أعتقد ان غالبية الشعب العراقي بغض النظر عن موقفه من النظام السابق لا يرضى بان يكون بلده محتلا، هناك من وقف مع المحتل وبالتالي حصلت فجوة بين الأطراف، وهذه من الأشياء التي أثرت في الوضع الطائفي»، مؤكدا ان «المنطقة تتأثر ببعضها البعض وتماثل وجود الطوائف، وتفجير المرقدين له تأثير كبير وصورة إعدام الرئيس السابق كان لها تأثير. من المهم جدا الإشارة إلى أن هناك تهيئة للقاعدة الشعبية من أجل تنفيذ الأجندة الأميركية ضد إيران»، منوها إلى أن «حدوث حرب يعني حدوث فوضى في المنطقة، ومن دون شك أن الوضع العراقي منعكس على البحرين وهناك نوع من التعاطف وكل شخص يفسر الأمر من زاويته وليس هناك من يمنع الاصطفاف الطائفي، لأن المتلقي وهو الجمهور يتشكل من الناس وهم مستويات مختلفة والمثقفون قادرون على وقف التأجيج أو زيادته».
العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ