افتتح رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي يقام في مركز البحرين للمعارض وتشارك فيه كبرى الشركات النفطية العالمية والإقليمية في وقت شنت فيه المملكة حملة قوية تهدف إلى البحث عن النفط والغاز، وذكر رئيس هيئة النفط والغاز أن 18 شركة أعربت عن رغبتها في المشاركة في هذه الجهود.
وحث سمو رئيس الوزراء الشركات النفطية على زيادة استثماراتها في البحرين في مجال الطاقة إجمالا وقطاع النفط والغاز تحديدا «لما يملكه هذا القطاع من مقومات وفرص واسعة وواعدة تكفل نجاح هذه الاستثمارات بفضل موقعها الجغرافي واستقرارها السياسي والاجتماعي والخدمات والتشريعات التي تحمي المستثمرين».
وأضاف سموه «ان صناعة النفط والغاز ما زالت تتبوأ مراكز الصدارة في الأهمية العالمية باعتبارها تمثل العمود الفقري لاقتصادات كثير من الدول وأن مملكة الحبرين تعمل جاهدة على تطوير قطاع النفط والغاز لأنه لا يزال يشكل صلب الاقتصاد الوطني على رغم اتجاه الحكومة نحو تنويع مصادر الدخل ونجاحها في ذلك». كما قال إن المعرض والمؤتمر «يوفران فرصة مثالية من خلال عرض وتوفير أحدث التقنيات والخدمات التي تساعد على تطوير عمليات استخراج النفط والغاز وتلبية الاحتياجات العالمية في هذا المجال وخصوصا في ظل سعي الحكومة للبحث عن مكامن جديدة للنفط والتعاقد مع شركة جديدة للتنقيب بشكل يدعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة إيرادات الدولة وينعكس إيجابيا على مستوى معيشة المواطن وحجم المشروعات الحيوية المقامة في الدولة».
ومن ناحية أخرى تحدث وزير شئون النفط والغاز عبدالحسين ميرزا في مؤتمر صحافي للإعلان الرسمي عن إطلاق الحملة والتي تهدف إلى إلقاء الضوء على فرص الاستكشاف والإنتاج التي تنوي الهيئة الوطنية للنفط والغاز عرضها على شركات النفط الوطنية والعالمية.
وقال ميرزا: «إن التنمية الصناعية والعمرانية في المملكة تحتاج إلى تأمين مصادر للطاقة لسد احتياجات المشروعات قصيرة الأجل وطويلة الأجل ولذلك وضعت الهيئة الوطنية للنفط والغاز في البحرين خطة طموحة لزيادة احتياطيات النفط والغاز الحالية بالإضافة إلى رفع الإنتاج اليومي للنفط والغاز». وأضاف أن الهيئة ستقوم «بطرح مناقصة استكشاف عالمية للقطاعات المفتوحة الحالية في مملكة البحرين. ويشمل ذلك قطاعات بحرية تعرف باسم القطاع الأول والثاني والثالث والرابع. وسيتم توفير الحدود والبيانات الفنية المتوافرة لهذه القطاعات الأربعة لجميع الأطراف الراغبة وأن بابكو قامت بإعداد تقييم القطاعات المذكورة وبيان كثير من إمكانات الاستكشاف القائمة التي نأمل أن تتجسد في اكتشافات نفط وغاز في المستقبل». كما ستقوم الهيئة بتوفير فرص لتعزيز الإنتاج في حقل البحرين وهذه المبادرة تستهدف رفع معدل الإنتاج اليومي للنفط والغاز وتؤدي في النهاية إلى زيادة الاحتياطيات التي يمكن استخراجها من مختلف مكامن النفط والغاز التي يتم اكتشافها. وستقوم الهيئة بإجراء عملية مناقصة تتسم بالشفافية التامة وتقفل في نهاية هذا الشهر.
وقال ميرزا: «سنقوم بإدراج أسماء الأطراف الراغبة في هاتين المبادرتين وفقا لمعايير محددة للتأكد من أن الشركات المشاركة لديها من المعرفة الفنية والخبرة اللازمة التي تؤهلها لمواجهة التحديات الفنية لهاتين المبادرتين».
أما رئيس شركة نفط البحرين (بابكو) مصطفى السيد فقد أعرب عن ثقته في أن توجه البحرين لفتح المناطق اليابسة والمغمورة أمام الشركات العالمية في عطاءات المشاركة في الاستكشاف والتطوير والإنتاج ستكون واعدة وفق ما أثبتته الدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية في القواطع الأربعة بعد أن قامت بابكو بإعادة دراسة جدوى لهذه القواطع. وتنتج البحرين في الوقت الحاضر نحو 40 ألف برميل من النفط يوميا من حقولها البرية في حين تستلم 150 ألف برميل يوميا من حقل أبو سفعة البحري الذي تشترك في ملكيته مع المملكة العربية السعودية. كما تستورد نحو 200 ألف برميل من الخام السعودي لتصفيته في المصفاة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 250 ألف برميل يوميا من المنتجات النفطية.
ورد ميرزا على سؤال بشأن استعانة بابكو بالشركات العالمية، فقال :»إن صناعة النفط مرت بعدة مراحل وكانت الشركات الأجنبية مهيمنة في المرحلة الأولى ولكن بعد إنشاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بدأت الشركات في المشاركة ثم تبعتها خطوات من قبل الدول المنتجة للنفط للاستحواذ على صناعتها النفطية. اليوم صناعة النفط أصبحت وطنية في معظم دول الخليج العربية ولكن حان الوقت الآن للحصول على مساندة الشركات العالمية مرة ثانية لأنها ستكون مشاركة وتجلب معها التكنولوجيا والمعرفة». وقال إن بتلكو تستطيع الأخذ على عاتقها التنقيب عن النفط والغاز ولكن بإشراك الشركات الأجنبية، إذ إنها ستتحمل المخاطر في تحمل النفقات في حال عدم وجود النفط بينما تشارك في الفائدة عند استخراجه. وعن ثقة البحرين في إمكان وجود النفط على رغم أن التنقيب في السابق أخفق في ذلك قال ميرزا إن المحاولات المتكررة للتنقيب عن النفط يمكنها أن تنجح في اكتشافه وفي هذه المرة نحن نأمل في ذلك بسبب أن التقنية تحسنت ولدينا معلومات إضافية عن مكامن النفط وقمنا باستخدام المعلومات أثناء عمليات التنقيب السابقة التي قامت بها شركتا شيفرون الأميركية وبتروناس الماليزية ونأمل في أن هذه المرة سنكون ناجحين. وقال ميرزا إنه بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية فإن الشركات العالمية تنوي المجازفة بالتنقيب وأن «18 شركة عالمية أعربت عن رغبتها في المشاركة».
وتطرق إلى الغاز فقال ميرزا: «نحن نتطلع إلى استيراد الغاز للاحتياطي الاستراتيجي». وأضاف أننا سنتباحث مع الدول المجاورة التي لديها احتياطيات غاز كبيرة مثل إيران وقطر والمملكة العربية السعودية «ونتطلع إلى استيراد بين مليار وملياري قدم مكعب من الغاز يوميا وأن المباحثات لا تزال مستمرة. هناك اتفاق مبدئي لتزويد البحرين بالغاز من دولة قطر وإيران». وتحاول البحرين منذ مدة لاستيراد الغاز من الدول المجاورة بسبب الحاجة إليه وخصوصا أن المملكة لديها خطط لتوسيع مصهر الألمنيوم بإضافة خط إنتاج جديد الذي ينتظر توافر الغاز حتى يمكن البدء فيه.
... و«دوبونت» تشارك في معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز
تشارك «دوبونت» لأول مرة في معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز إذ تعرض أحدث مبتكراتها وتشكيلة كاملة من المنتجات والخدمات اللازمة لضمان السلامة والفاعلية والإنتاجية في قطاع الطاقة.
وقال مدير دوبونت للنفط والغاز لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ديرك بوسمان: «في الواقع، إن مستقبل صناعة النفط والغاز يكمن في التكنولوجيا المتطورة. ونظرا الى صعوبة الوصول إلى الاحتياطات المتبقية الذي يمثل تحديا حقيقيا، فإننا نعتقد أن تقنيات النفط والغاز بحاجة إلى التطوير والتحديث بشكل مستمر. ولهذا فإن «دوبونت» تلعب دورا بارزا وحيويا بالتنسيق مع شركات النفط والخدمات من أجل تفعيل وتسخير قدراتها العلمية».
ويتم تطبيق تقنيات وقدرات «دوبونت» العلمية في الكثير من مجالات صناعة النفط والغاز مثل عمليات استخلاص النفط المعزز وكذلك قطع الأداء العالي الخاصة بمعدات وأجهزة حقول النفط فضلا عن الحماية من التآكل وعمليات استعادة النفط الثقيل والسلامة الصناعية وحماية البيئة والإدارة التشغيلية. وتكمن قوة «دوبونت» في قدرتها على دمج قدراتها العلمية من أجل تطوير الحلول الخاصة بالتحديات التي تواجهها الصناعة.
وأضاف بوسمان «ان دوبونت ليست شركة متخصصة في خدمات حقول النفط وهي أيضا ليست شركة نفط. إننا في الواقع شركاء لكلا القطاعين. ولهذا فإننا نوفر المنتجات والخدمات التي تمكن هذه الشركات من تلبية أرقى المتطلبات ومواجهة أصعب التحديات الفنية».
وأكد «يجب أن تكون العلوم التقنية ملائمة لمتطلبات السوق. إننا شركة متخصصة في توفير الابتكارات التقنية المتطورة التي تلبي المتطلبات المستقبلية. إننا ملتزمون بتسخير قدراتنا العلمية في قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط من أجل تلبية مختلف المتطلبات الخاصة والمحددة. إننا هنا في البحرين من أجل مناقشة وفهم هذه المتطلبات بشكل أكبر». ويشهد حضور دوبونت نموا متزايدا في منطقة الشرق الأوسط، فلديها مكاتب في كل من دبي واسطنبول وجدة وحديثا في الدمام. وسجلت ايرادات المجموعة ارتفاعا بنسبة تفوق 40 في المئة في المنطقة في العام الماضي. وتسعى دوبونت إلى تنفيذ استراتيجية فعالة لتعزيز الحضور الإقليمي من أجل أن تكون أكثر قربا من عملائها، ولهذا قامت الشركة بزيادة حجم أعمالها في منطقة الخليج بنسبة تجاوزت 60 في المئة في العام الماضي.
وأوضح بوسمان «إن هذه النتائج مشجعة جدا بالنسبة إلينا، وهذه هي البداية فقط! وإننا على ثقة تامة بمستقبل صناعة النفط والغاز ونمو استخدام التقنية المتطورة في هذا القطاع الحيوي».
وتعرض دوبونت منتجاتها وحلولها في جناح 2425 في الصالة الثانية من معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي يتم تنظيمه في مركز البحرين الدولي للمعارض في الفترة ما بين 11 و14 مارس 2007.
... و«إديوتك» تشارك في المعرض
تلقي «إديوتك الشرق الأوسط» الضوء على أحدث الحلول المصممة لتطوير الأداء المؤسساتي في مجال صناعة النفط والغاز خلال مشاركتها في الدورة الخامسة عشرة من معرض «الشرق الأوسط للنفط والغاز» (MEOS). ويعد «بلانت منتور» نظاما للتدريب والمحاكاة يعتمد على الانترنت ويسمح بالتعليم التفاعلي. ويوفر هذا النظام المتطور الوسائل الضرورية لاكتساب المعرفة والمهارات والتحليل واتخاذ القرار للمتخصصين والمهندسين لتقديم أفضل نتائج الأداء وحل المشكلات. ومن جهة أخرى، يسمح «إي بوست»، برنامج التدريب المعتمد على النظام الخادم، بالاطلاع المباشر على مصادر المعلومات مثل دلائل الاستخدام التي تساعد الموظفين على إنجاز مهمة معينة سواء كانوا داخل المكتب أو في المصنع. كما يتيح البرنامج للمديرين إمكان تقديم المعلومات الدقيقة والدعم لموظفيهم، ويمكن تحميله على جهاز الكمبيوتر والوصول إليه باستخدام تطبيقات «ويندوز» (Windows) وهو مزود بخاصية اختبار ذاتية لمعرفة مدى الاستيعاب والتقدم.
العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ