العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ

هذه حكاية كلية الهندسة... «وما خفي كان أعظم»!

طالبات مجتهدات، يعملن ليلا ونهارا من أجل الرقي بمستوى عملهن ويحصدن الدرجات التي يستحققنها (حقا) وليست الدرجات التي يضعها هوى ومزاج بعض الأساتذة لمجرد سماع شائعات مغرضة تتناقل هنا وهناك من أجل التشكيك بنزاهة عمل تلك الطالبات المجتهدات، فالحقد والحسد أنواع و أشكال، وطرق إظهار هذه المشاعر تتفنن بها الأفاعي السامة فتغير جلدها بحسب الموسم كي تبعد عنها الشبهات غير عالمة بأن «سيماهم على وجوههم»!

في البداية أود أن أبين طريقة كلية الهندسة في تقييم أعمال الطلبة والطالبات وكيفية عرض المشروعات... فطلاب كلية الهندسة وخصوصا قسم الهندسة المدنية والعمارة الذي انضم إليه حديثا قسم «التصميم الداخلي»، من أهم المواد المقررة عليهم مادة التصميم المسمية بـ (Design) وهي مادة مقررة لطلبة طالبات العمارة والتصميم الداخلي خصوصا، وهي عبارة عن مشروع معماري (بيت، شركة، مستشفى، مدرسة... الخ) يقوم الطلبة والطالبات بالعمل عليه وتصميمه وتكون مدة العمل على هذه المادة طوال الفصل الدراسي ويكون عرضه وتقييمه في نهاية الفصل، أي من دون امتحان تحريري، فالمشروع الذي قام به الطلبة يعرض على مجموعة من أساتذة الكلية، وهم عبارة عن لجنة التقييم، وكل واحد منهم يحكم ويرصد الدرجة التي يستحقها الطالب بحسب وجهة نظره وبحسب تقييمه للمشروع وهذا العرض النهائي للمشروعات يسمى بـ (Jury)، وهذا اليوم هو اليوم المرتقب لجميع طلبة تلك الكلية، فهو عبارة عن المصير الذي يحدد مستقبلهم وخطاهم في تخصصهم المعماري والهندسي.

فكان يوم «الجوري» لطالبات تخصص التصميم الداخلي، إذ كل طالبة عملت جهدها كي تكون مخرجاتها من أعلى المستويات وتحظى بإعجاب وتقدير لجنة التقييم وخصوصا أنه كان من المفترض أن تأتي لجنة خارجية – خارج نطاق أساتذة الجامعة - كي يشاركوا في التقييم، إذ إن هذا الشيء معروف لدى طلبة الكلية بأنه سيأتي معماري أو مصمم داخلي محترف من خارج الجامعة ليشارك في التقييم مع تقدم الطلبة في السنوات وقربهم من التخرج . فمع كل سنة يزداد عدد أعضاء لجنة التقييم وتنضم إليهم لجنة خارجية إلا هذا العام استغربنا عدم وجود أي شخص من خارج الجامعة! فجميع الموجودين للتقييم هم من أساتذة الجامعة وعندما سألنا عن السبب قالوا إن اللجنة الخارجية اعتذرت عن القدوم لظروف خاصة! فصدقنا الكلام.

قدمت الطالبات مشاريعهن واحدة تلو الأخرى مع بعض الملاحظات من اللجنة سواء كانت مدحا أو ذما، فهذا شيء متوقع وليس بغريب علينا، وهو ما يحصل كل عام. لكن الغريب في هذا الفصل، وخصوصا النصف الثاني منه، أن نسمع أطراف حديث تشكك في نزاهة عمل بعض الطالبات بالذات من دون غيرهن وأنهن يستعينن بمكاتب هندسية لإنجاز المشروع وإظهاره بأفضل صورة كي يحظين بدرجات عالية من دون جهد! و الأغرب و لأدهى من ذلك أن هذه الشائعات لم تأتِ من أحد غريب، بل هن أنفسهن طالبات الدفعة نفسها والتخصص نفسه واللاتي كن في يوم من الأيام مقربات للضحايا، لكن الأيام تدور وتكشف حقيقة هذه النفوس الدنيئة وتزيح القناع الذي كن يلبسنه طيلة هذه السنين، فالحقد والحسد أدى بأن يقمن بطعن زميلاتهن من ظهورهن من دون أي دليل يذكر، فقد كن يرددن هذه الأقاويل الكاذبة على الطالبات وعلى الأساتذة ويزدن عليها بعض البهارات كي يقوم ذو النفوس الدنيئة والعقول المريضة بتصديقهن والتعاطف والوقوف معهن ضد الطالبات الضحايا.

غير ذلك، لم تكتفِ تلك العصابة بنشر الأقاويل الكاذبة، بل كن يلمحن بصريح العبارة بأن هذه الأعمال ليست من عمل الطالبات و أنه هناك من يقوم بالعمل عنهن وهذا شيء غير عادل وإنهن لن يسكتن على ما يحصل وسيقمن بالشكوى إلى رئيس القسم مع ذكر الأسماء من دون مخافة من الله بأنهن ظالمات وأنهن يقمن بتلفيق تهم وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة.

الأدهى من ذلك كله، هو تصديق بعض الأساتذة لهذه الأقاويل الشنيعة والتأثر بها، وهذا ما تم لمسه بعد «الجوري» بتدني درجات تلك الطالبات المظلومات عما كن يتوقعنه وعدم اتزان النتائج مع سوابقها في الأعوام الماضية إذ إنه معروف للجميع أنهن من المتفوقات وحاصدات أعلى الدرجات في مثل هذه المقررات العملية، فبعضهن تساوت درجاتهن مع أقل طالبات الدفعة مستوى، فأي عدل هذا.! أن يتأثر أستاذ جامعي أمضى سنين عدة في الدراسة هنا وهناك كي يحصل على هذا اللقب، بكلام طالبة - وليس طالبا حتى - تثير كلاما فاضيا ليس له سبب سوى الحقد على تفوق قريناتها وأنها تريد النزول بدرجاتهن كي تحصل هي المقدمة، فهي لم تشعر بمشاعر التفوق طيلة سني الدراسة الجامعية، فما كان بها إلا أن تثير الشائعات المغرضة كي تحصل على مشاعر التفوق بالظلم... ولكن الله يمهل ولا يهمل ولم يحقق لها مرادها بالتفوق، عدا أنها حصلت على كراهية ونفور الكثير من الطالبات وخصوصا أن لها سوابق في نشر الكلام الكاذب عن زميلاتها.

لجأت تلك الطالبات إلى المسئولين في قسم الهندسة مع أحد أولياء الأمور وذكروا له المشكلة ووعدهم بأنه سينظر في الأمر وسيحل المشكلة بقدر المستطاع، ولم نحصل على إجابة شافية سوى أنه قام بتشكيل لجنة تحقيق في هذا الموضوع واستعان ببعض الأساتذة الذين لا يمتون لتخصص التصميم الداخلي بصلة، ليشاركوا في لجنة التحقيق وإعادة النظر في درجات الطالبات من دون رؤية مسبقة لمشروعات الطالبات ومن دون مشاركة أستاذ المادة في هذه اللجنة، وما كان منهم إلا أنهم قاموا ثانية بخفض درجات بعض الطالبات من دون أي وجه حق ومن دون أي سبب يذكر سوى الشك من دون دليل! فأي حق وعدل هذا يا جامعة البحرين؟!

وظلت عملية الذهاب الى مسئول وآخر تتواصل وكان الأمل يحدونا بغرض الحصول على حقنا المهضوم من قبل مجموعة من الطالبات الكاذبات وكان كل شخص يعطينا وعودا بعمل كل ما هو خير مع اصطحاب أولياء الامور فجلسنا معهم، لكن لم نجد شيئا ملموسا بين يدينا ومازلنا نحن في الانتظار!

فأي قانون هذا يا كلية الهندسة ويا جامعة البحرين، الذي يدع الفرص متاحة لأي كان بنشر الأقاويل الكاذبة والشائعات المغرضة من دون أدنى دليل يذكر ومن دون إيقافه عند حده واتخاذ إجراء يلزمه مكانه ويلجم لسانه؟! فأمل الطالبات ضاع بعد هذا وثقتهم انعدمت من الجميع، فالكل وعدنا بالتعاون ولم نجد شيئا ملموسا أو حتى مسموعا يطمئننا على مستقبلنا وعلى السنة المتبقية لنا بإذن الله في هذه الجامعة!

واعذروني على هذه الكلمة إلا إنها الحقيقة... إن الدنيا سائبة في تلك الكلية، يصدقون الأكاذيب ولا يركضون لمعرفة الحقيقة، كل يريد راحة باله وعدم إزعاج سباته بما يقلق ذهنه... أرددها ثانية ثقتنا أصبحت معدومة تماما في أي شيء يمت بصلة للجامعة عموما وللكلية خصوصا ووكلنا أمرنا لله تعالى فهو علاّم الغيب ويعرف الحق من الباطل وعاجلا أم آجلا سينتصر الحق على الباطل... وحسبنا الله و نعم الوكيل في كل ظالم.

هذه باختصار شديد إحدى قصص كلية الهندسة بجامعة البحرين... و ما خفي كان أعظم!

مجموعة من طالبات كلية الهندسة

العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً